المشنقة نفذت الإعدام بـ طه ياسين رمضان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أوصى بدفنه إلى جانب صدام حسين
المشنقة نفذت الإعدام بـ طه ياسين رمضان
أسامة مهدي من لندن : تم في بغداد فجر اليوم تنفيذ حكم الإعدام شنقًا حتى الموت بنائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان بعد أن رفضت محكمة الإستئناف الحكم السابق ضده والقاضي بسجنه مدى الحياة وحولته إلى الإعدام إثر إدانته في قضية الدجيل التي أعدم فيها النظام السابق 148 عراقيًا عام 1982 إثر تعرض الرئيس المخلوع صدام حسين لمحاولة إغتيال فاشلة في المدينة الواقعة شمال بغداد. وبذلك يكون رمضان هو المسؤول الرابع الذي ينفذ فيه الحكم من رموز النظام السابق الذي أطيح به ربيع عام 2003. وقال مصدر عراقي مطلع إن جثة رمضان ستسلم إلى محافظ محافظ صلاح الدين (تكريت) شمال غرب بغداد لدفنها إلى جانب قبر الرئيس السابق صدام حسين تنفيذًا لوصية نائبه السابق. ولم تكشف السلطات العراقية بعد عن المكان الذي نفذ فيه حكم الإعدام، لكن مصدرًا فيها قال إن العملية تمت في الساعة الثالثة و5 دقائق من فجر اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي (الثانية عشرة و5 دقائق بتوقيت غرينتش) بحضور محامي المدان ومسؤولين من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ووزارة العدل وقاضٍ.
ومن جهته أعلن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء، أن رمضان شنق في الساعة 3.05 بالتوقيت المحلي 00.05ت غ) فجر اليوم الثلاثاء.وقال المسؤول رافضًا الكشف عن اسمه إن الإعدام تم من دون أي إنتهاكات، بحضور مسؤولين من مكتب رئيس الوزراء ووزارة العدل، مشيرًا إلى حضور قاضٍ ومحامٍ في عملية الإعدام شنقًا.
وقد أعلن بديع عارف، المحاميفي هيئة الدفاع عن صدام حسين مساء الإثنين أن رمضان سيعدم بحلول فجر الثلاثاء. وأوضح أن الأميركيين ثد أبلغوا أحد محامي الدفاع عن رمضان ضرورة أن يكون جاهزًا، لأن نائب الرئيس السابق سيعدم فجر الثلاثاء. وتابع عارف إن رمضان أجرى إتصالاً هاتفيًا بعائلته هذا المساء، وأبلغهم أنه سيعدم وسيواجه الموت لأنه لا يهابه (...) كان هادئًا وطلب من الأصدقاء الدعاء له...
حيثيات الحكم بإعدام رمضان
وكانت المحكمة الجنائية العراقية العليا قد أصدرت في الثاني عشر من الشهر الماضي شباط (فبراير) حكمًا بالإعدام شنقًا حتى الموت ضد رمضان بعد أن طالبت محكمة التمييز بإعادة الحكم السابق لإدانته بتهمة الإبادة الجماعية في القضية وبعد أن كانت المحكمة قد أصدرت حكمًا بالسجن مدى الحياة عليه في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بتهمة القتل العمد وجرائم ضد الإنسانية في مجزرة الدجيل. لكن هيئة التمييز العراقية لم تصادق على حكم المحكمة واعتبرت أنه لا يتناسب مع حجم القضية وأعادته إلى المحكمة الجنائية العليا بهدف تشديده حتى الإعدام. وحين نطق القاضي بحكم الإعدام أحمد رمضان: إعدام والدي قتل سياسي مشيرًا في حيثياته إلى أن رمضان قدإرتكب جرائم قتل عمدًا ضد الإنسانية... قال المسؤول السابق: "يشهد الله أني بريء ... وحسبي الله ونعم الوكيل .. وينتقم الله ممن ظلمني".
وفعلاً صادقت محكمة التمييز العراقية يوم الخميس الماضي الخامس عشر من شهر آذار (مارس) الحالي على الحكم الصادر بإعدام رمضان.وقال القاضي منير حداد قاضي محكمة التمييز التي تضم تسعة أعضاء إن الهيئة التمييزية صادقت بالإجماع على الحكم بالإعدام شنقًا حتى الموت بحق طه ياسين رمضان الذي صدر عن المحكمة الجنائية العراقية العليا". وأضاف حداد في مؤتمر صحفي أنه بالإمكان تنفيذ حكم الإعدام في أي لحظة لكن الفترة الرسمية لتنفيذ الحكم هي ثلاثين يومًا من تاريخ المصادقة عليه من جانب محكمة التمييز. وقال إن المصادقةتمت على قرار محكمة الجنايات العليا التي إتبعت ما جاء في قرار الهيئة التمييزية لذا يكون قرارها في ما يخص تشديد العقوبة بحق المجرم طه ياسين رمضان الإعدام شنقًا حتى الموت.وأكد أن جميع أعضاء المحكمة أيدوا تنفيذ حكم الإعدام بحق طه ياسين رمضان. وأوضح أن دور هيئة التمييز قد إنتهى هنا والأمر أصبح بيد السلطة التنفيذية.
وكان قد تم تنفيذ الإعدام بحق صدام ومساعديه برزان التكريتي وعواد البندر، بعدما صادقت هيئة التمييز على الحكم الصادر بحقهم.وأعدم الرئيس العراقي السابق في الثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فيما أعدم برزان وعواد في الخامس عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي.
الموسوي طلب الإعدام لرمضان
وكان رئيس هيئة الإدعاء العام جعفر الموسوي قد طلب في جلسة سابقة لمحكمة الدجيل الإعدام لصدام وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي ونائبه طه ياسين رمضان وتبرئة محمد عزاوي والسجن لبقية المتهمين. وأكد أن الجرائم التي إرتكبت في مدينة الدجيل ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، موضحًا أن أحكام الإعدام شملت أحداث قاصرين بلغ عددهم 28 فردًا تراوحت أعمارهم ما بين 12 و16 عامًا.
وأضاف أن لدى وصول صدام إلى مركز الدجيل، أطلقت عيارات نارية زعم أنها كانت ضمن محاولة لإغتياله لكن الشهود أكدوا ان الاطلاقات لم يكن يتعدى عددها بين 12 الى 15 اطلاقات من دون استخدام اسلحة ثقيلة بينما كان المفرض استعمال هذه الاسلحة لكن ردود افعال السلطات انذاك كانت لاتتناسب مع هذه الحادثة . واشار الى ان صدام عاد الى بغداد بعد زيارة الدجيل فعقد اجتماعا لبرزان التكريتي رئيس المخابرات وطه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية وفاضل البراك مدير الامن العام الذي اعدم بعد ذلك فتم وضع خطة مسؤول عنها برزان لشن عملية اغتيالات واسعة لعائلات الدجيل ونقلهم الى مركز المخابرات في بغداد .
وقال انه مورست عمليات تعذيب ضد المعتقلين في مركز المخابرات ادت الى وفاة 46 منهم ثم صدرت احكام باعدام 148 معتقلاً، بينهم الستة والأربعون ضحية التعذيب إضافة إلى نفي المئات من الإطفال والنساء والشيوخ الذين بلغ عددهم 399 شخصًا إلى صحراء ليا بالقرب من السعودية لمدة أربع سنوات حيث لم يعادوا إلى الدجيل إلا في عام 1986. وتساءل عما إذا كانت هذه الإجراءات تتناسب مع إطلاق عدد قليل من الرصاصات ... وقال إن الدجيل شهدت عمليات إنتقام واسعة طالت المئات من أبنائها ولذلك يعتبر ما حدث جرائمًا ضد الإنسانية جرت بأوامر من السلطات ضد السكان المدنيين وتوجب إعتبار ذلك قتلاً عمدًا.
وأشار الموسوي إلى أن المتهمين إعترفوا في التحقيق بمسؤوليتهم بهذا الشكل أو بالآخر في جرائم الدجيل ووقال إن ما إرتكبه المتهمون جرائم ضد الإنسانية وهي تنطبق وأحكام المادة 12 من أحكام المحكمة الجنايئة العراقية العليا وهي"القتل العمد"، السجن والحرمان الشديد من الحرية المدنية والتعذيب والإخفاء القسري للأشخاص. وأشار إلى أن جرائم القتل رتبت أثناء إجتماع برئاسة المتهم طه ياسين رمضان من أجل وضع المنهاج لحادثة الدجيل مشيرًا إلى أن جميع الأفعال تمت تحت سبق الإصرار. وأضاف أن بعض المتهمين الذين إحتجزوا في معتقل "لياء" الصحراوي أفرج عنهم بناءً على طلب من صدام بعض قضاء أربعة أعوام في السجن.
وقد إستمعت محكمة الدجيل خلال جلساتها إلى 68 شاهدًا و27 شاهد إثبات. وتوزع شهود الدفاع على الشكل التالي : 21 شاهدًا دفاعًا عن صدام و9 عن برزان التكريتي و3 عن طه ياسين رمضان و4 عن عواد البندر و6 عن محمد عزاوي و10 عن كاظم رويد و8 عن علي دايح علي و7 عن مزهر عبد الله رويد .
طه ياسين رمضان المقرب من صدام
وطه ياسين رمضان هو النائب السابق لصدام وقد تم إعتقاله في 18 آب (أغسطس) عام 2003 من قبل مقاتلين أكراد في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) ثم سلم إلى القوات الأميركية وكان في المرتبة العشرين على لائحة المسؤولين السابقين الـ55 الملاحقين من قبل الأميركيين. وكان رمضان من أقرب المقربين لصدام حسين وشارك في كل قراراته المهمة. وهو كردي الأصل من بلدة جزرة نواحي الموصل حيث ولد عام 1938 لأب بستاني. وقد إنتمى إلى حزب البعث عام 1956. وقد فتح لقاء له مع صدام حسين في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، الطريق أمامه لتسلق سلم الدرجات حزب البعث. ثم جاء إنقلاب الثامن من شباط (فبراير) عام 1963 ليمنح رمضان فرصة بترقيته فجأة من ضابط صف إلى رتبة رائد بهدف تعزيز مواقع حزب البعث داخل الجيش لكنه أحيل إلى التقاعد بعد إنقلاب ضد سلطة البعث قاده الرئيس الراحل عبد السلام عارف أواخر العام نفسه .
وبعد إستلام الحزب للسلطة من جديد عام 1968 أصبح أحد الرجال الذين يتمتعون بنفوذ في النظام الجديد حين منح رتبة عسكرية وأصبح في عام 1969 عضوًا في مجلس قيادة الثورة. وفي عام 1970 ترأس محكمة خاصة قضت بالإعدام الفوري على 42 شخصًا زعم أنهم شاركوا في محاولة إنقلابية... وقد أصبح زيرًا للصناعة عام 1970 ثم وزيرًا للتخطيط عام 1974 وبعدها وزيرًا للإسكان عام 1976 محتفظًا بعضويته في القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث أعلى سلطتين فيه.. إضافة إلى كونه قائدًا عامًا للجيش الشعبي وهو ميليشيا مسلحة تضم حزبيين ضربت كل أشكال المعارضة الداخلية للنظام. وقد إختاره مجلس قيادة الثورة في آذار (مارس) عام 1991 نائبًا لرئيس الجمهورية حيث شغل هذا المنصب نائبًا لصدام حسين حتى سقوط النظام ربيع عام 2003 .