مشاورات داخلية مكثفة: السعودية لمواصلة سعيها لحل الازمة اللبنانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت :" الحل لا بد وأن يحصل... ولا بد من الرياض مهما طال السفر" هكذا عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الاجواء السائدة حاليا في لبنان في الوقت الذي أظهرت الاتصالات المتبادلة بين عين التينة وقريطم، أن لقاء جديدا سيعقد بين الرئيس بري ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، اللذين تواصلا أمس، هاتفيا واتفقا على عقد لقاء في غضون الساعات المقبلة، فيما كان السفير خوجة على اتصال مستمر معهما، بالاضافة الى قيامه بزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي عاتبه على سكوت قيادة المملكة على ما تعرض له من "تجن وافتراء" في المؤتمر الصحافي الاخير للرئيس بري، مؤكدا انه كان وسيبقى متمسكا بمنطق الحوار وان يده كانت وستظل ممدودة للجميع.
وفي انتظار الموقف الذي سيعلنه رئيس الحكومة، اليوم، خلال مأدبة تكريم تقام في السرايا الكبيرة، للجان اختيار المرشحين للتعيين في وظائف الفئة الاولى، كان لافتا الموقف الذي أطلقه السفير خوجة من السرايا الكبيرة واعتبر فيه، أن الرئيس السنيورة "هو رئيس وزراء لبنان ونحن نتعامل معه في المملكة على هذا الأساس"، واعتبر ان هناك نقاطا أثارها الرئيس بري تتعلق بلقاءات كان مشاركا فيها شخصيا "وما قاله عن هذه اللقاءات وما يخصني كان دقيقا جدا".
ورداً على ما أشيع من أن المواقف التي أعلنها خوجة بعد اجتماعه ببري هي اجتهاد شخصي من خوجة لتحديد موقف الرياض من جهود التسوية اللبنانية، أعاد السفير تأكيد مواقفه من بري وإشادته بدوره وبدقة ما كشفه ووضوحه وخصوصاً حيال الجهود السعودية في الاتصالات بلوغاً للحل. وإذ حرص على إعادة تأكيد مواقفه هذه بعد اجتماعه برئيس الحكومة فؤاد السنيورة، شدد على أن حكومته لا تتدخل في الشؤون اللبنانية.
وأضاف: "أعتقد أن هناك فرصة كبيرة جداً أمام اللبنانيين، وأتمنى أن تظل موجودة قبل القمة العربية توصلاً الى حلول".وتمنى ان يعقد لقاء عاجل بين بري والحريري وأن يتوصلا الى حل جذري مناسب ومفيد قبل انعقاد القمة العربية. وفي سياق الاتصالات الممهّدة للعودة إلى الحوار زار رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الحريري مساء أمس، وناقشا الوضع في ضوء تطورات الساعات الأخيرة، في حضور الوزير مروان حمادة والنائب السابق غطاس خوري.
وبالتزامن مع حركة السفير السعودي، كان النائب الحريري يتحرك في اتجاه وليد جنبلاط الذي زار قريطم، مساء امس، وطالب الحريري قبل ذلك بتوضيحات حول الورقة المكتوبة التي تحدث عنها بري، وسبق ذلك سلسلة مشاورات بين الحريري وقائد القوات اللبنانية سمير جعجع وعدد من قيادات 14 آذار، فيما أوفد جنبلاط النائب وائل ابو فاعور للاجتماع بالبطريرك الماروني نصر الله صفير وببعض مسيحيي الرابع عشر من آذار. وتم التوافق بنتيجة الاتصالات بين قادة الاكثرية على عقد اجتماع عاجل للجنة المتابعة لقوى الرابع عشر من آذار في قريطم، اليوم، على أن تصدر بيانا.وتعززت في الوقت نفسه، وتيرة المشاورات بين قوى المعارضة، وخاصة بين الرئيس بري وقيادة حزب الله والنائب ميشال عون وأعضاء اللقاء الوطني.
السنيورة ضيف في القمة
ويبدو أن مسألة تشكيل وفد لبناني رسمي موحد الى القمة العربية في الرياض في 28 من الجاري بدأت تظهر مشكلة بعدما أكدت السعودية بواسطة سفيرها في بيروت نبأ توجيه دعوة مستقلة الى الرئيس فؤاد السنيورة. وقال خوجة لـصحيفة الاخبار إن الرياض وجهت الدعوة الى رئيس الحكومة، لكنها تمنّت على الرئيس إميل لحود أن يكون السنيورة في عداد الوفد. وإذا تعذر ذلك فإن ترتيبات تقوم بها الأمانة العامة للجامعة العربية لأجل حضوره، وطرح أفكار تتناول ترتيب مكان جلوسه كضيف الى جانب مقعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. إلا أن نقطة الخلاف الاخرى تتعلق بالخطاب الذي سيلقيه رئيس الجمهورية باسم لبنان، مع أن رئيس الحكومة كان يفضل إصدار بيان عن جلسة لمجلس الوزراء وهو الأمر المتعذر. واستناداً الى مطلعين بارزين فإنه ليس في وسع السنيورة رفض ما قد يقوله لحود عن موقف لبنان من قضايا المنطقة ولا سيما ما خص المقاومة وملف التوطين والموقف من المبادرة العربية للسلام والاحتلال الاميركي للعراق. وهي عناوين تحرج فريق الاكثرية. ويخشى في هذه الحال أن تتكرر في قمة الرياض تجربة مشاركة لبنان بوفدين رسميين في قمة الخرطوم السنة الماضية وانقسام الموقف اللبناني بحدّة بين رئيسي الجمهورية والحكومة.
جنبلاط يطلب من الحريري توضيحا حول الورقة
حمل النائب جنبلاط على الرئيس بري وقال انه "ليس رئيسا لمجلس النواب بل هو فريق سياسي خطف المجلس النيابي"، و"هو مكلف من النظام السوري بتبييض صفحته على مشارف عقد القمة العربية". وقال جنبلاط في حديث لاذاعة بي بي سي انه لم يسمع بأية مبادرات، وأضاف الحوار له اساس، وهناك ورقة في مكان ما كتبت وسلمت الى المسؤولين السعوديين فليتفضل غيري ويكشف أبعاد هذه الورقة الواضحة جدا حيال نيات الفريق الآخر الذي يضم نبيه بري.
وردا على سؤال حول ما اذا كان النائب سعد الحريري قد طلب منه إلغاء مؤتمره الصحافي الذي كان مقررا، امس، أجاب جنبلاط ابدا، انا اطلب من سعد الحريري او غيره توضيحا حول الورقة التي كانت منذ عشرة ايام تضع اسسا للدخول الى حل واعتراف بحكومة الرئيس السنيورة الشرعية.
وقد رفضت الاوساط المقربة من الرئيس بري الرد على كلام جنبلاط "الذي كان يناقض نفسه، ويوجه أسئلة الى النائب سعد الحريري أكثر من الآخرين"، وقالت لـصحيفة السفير ان المكاشفة التي قام بها الرئيس بري "يجب ان تعطي دفعا سياسيا ايجابيا وأن يتم تلقفها من الجميع كونها تعزز فرص الحوار ولا تعطلها او تبددها ولم تتضمن اي نفس تحريضي ضد أحد ما".