قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: توقع محللون أمريكيون معنيون بقضايا الشرق الأوسط اليوم أن لا تحقق جولة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في المنطقة نتائج كبيرة لاسيما على صعيد النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي غير أنهم رجحوا أن تسعى رايس إلى إحياء مبادرة السلام العربية. وقالت مديرة منتدى الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي جوديث كببر في تصريح لوكالة الإنباء الكويتية (كونا) أن "هناك احتمالات بوجود تحرك من السلطة الفلسطينية دون حركة حماس نحو الاعتراف بمبادرة الجامعة العربية التي تم إطلاقها عام 2002 وذلك بهدف الإبقاء على المساعدات المالية المقدمة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى السلطة". وتنص المبادرة العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 على تخلي إسرائيل عن الأراضي التي احتلتها في عام 1967 مقابل تطبيع علاقاتها مع جميع الدول العربية وهو ما رفضته إسرائيل في حينه قبل أن تطالب أخيرا بإدخال تعديلات على تلك المبادرة في الوقت الذي قالت فيه واشنطن أن خريطة الطريق تمثل المستند الوحيد المعتمد من جانب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام بينهما ويلقى دعم المجتمع الدولي. ووصفت كببر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنهما "ضعيفان للغاية في الوقت الراهن" معتبرة أن الجهود المبذولة من جانب رايس لزيادة الأفق السياسي المستقبلي للفلسطينيين تتعلق أساسا "بالإرادة السياسية والزعامة" لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقالت أن رايس تحاول التوصل إلى حزمة من الأفكار لحل النزاع على أن تلقى تلك الأفكار دعم السعودية التي طرحت مبادرة 2002 وكذلك الجامعة العربية. وأضافت أن الوزيرة الأمريكية "تحاول اتخاذ خطوة في نطاق الدبلوماسية الشاقة حول هذا الملف غير انه من غير المتوقع أن تحقق أي شيء شامل أو ملموس في هذه المرحلة" مشيرة إلى إمكانية أن يجري المسؤولون الأمريكيون محادثات مع أعضاء الحكومة الفلسطينية من غير أعضاء حركة حماس للتعرف على الأفكار المقبولة من جانبهم. من ناحيته أكد أستاذ العلاقات الدولية في مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون مايكل هدسون ل(كونا) على ضرورة أن تبدي رايس عزما على إظهار المزيد من المرونة عن تلك التي اعتادت إظهارها في الماضي وذلك لإعادة إطلاق العملية الدبلوماسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. - وقال هدسون انه "بالنظر إلى الضعف والانقسامات لدى كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فان رايس ينبغي أن تكون مستعدة لتقديم المزيد إليهما". واعتبر أن "السبيل الأفضل لذلك هو تشجيع اولمرت على إظهار المزيد من الدعم للمبادرة العربية التي تتحدث بشكل رئيسي عن مبدأ الأرض مقابل السلام والتي تعد أكثر الخطط قابلية للتنفيذ كما تلقى دعما في الوسط السياسي الإسرائيلي على الرغم من معارضة أقصى اليمين لها". وأشار إلى أن تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية أدى إلى وجود "تماسك جديد" بين الفلسطينيين قد يكون من شأنه المساعدة على إحياء المبادرة العربية معتبرا أن قرار رايس بالحديث والتعامل مع وزراء في الحكومة الجديدة يعد أمرا صائبا. وقلل هدسون من النتائج المتوقعة لجولة رايس في المنطقة معتبرا أن أفضل ما يمكن تحقيقه هو اتخاذ خطوة دبلوماسية صغيرة على طريق حل النزاع. وأضاف أن كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي "مقيدان بسياساتهما المحلية في الوقت الذي تتقيد فيه الولايات المتحدة باللوبي الإسرائيلي" معتبرا أن "هناك عقبات أخرى تتمثل في ضعف اولمرت وعباس سياسيا ونقص شعبية رئيس الحكومة الإسرائيلية على نحو لا يمكنه من التصرف كرجل دولة". وأعرب عن أمله في أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا عادلا حيال الفلسطينيين والإسرائيليين مشددا على ضرورة أن لا تقتصر سياستها على "العصا فقط بل يجب أن تتضمن الجزرة أيضا". بدوره قال مدير دراسات السياسة الخارجية في معهد كاتو كريستوفر بريبل أن "رايس تواجه موقفا صعبا للغاية في ظل محاولة الفلسطينيين تجنب الحرب الأهلية التي بدأت بالفعل بين فتح وحماس" في الوقت الذي شددت فيه إسرائيل من موقفها الرافض للتفاوض مع أي حكومة فلسطينية تضم حركة حماس. وتساءل بريبل عن الطرف الذي يتعين على رايس ممارسة الضغط عليه وهل من المفترض أن تضغط على عباس لرفض اتفاق مكة أو إقناع إسرائيل بتغيير موقفها من الحكومة الفلسطينية مشيرا إلى أن تلك المشكلة ستحد من إمكانية تحقيق نتائج كبيرة في هذه الجولة. يذكر أن رايس تعتزم التوجه اليوم إلى الشرق الأوسط في جولة تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل وتشمل إجراء محادثات ثنائية مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين ولقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك في مدينة أسوان المصرية وحضور اجتماع لنظرائها من مصر والأردن والسعودية والإمارات والالتقاء لاحقا بالعاهل الأردني الملك عبد الله في عمان. وذكر بيان صادر عن الخارجية الأمريكية حول تلك الزيارة أن رايس تعتزم التركيز في جولتها على مناقشة الخطوات المقبلة لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة واستعراض عدد من القضايا الإقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك.