الحزب الراديكالي يدعو إلى انتخابات مبكرة في صربيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ : دعا الحزب الصربي الراديكالي أقوى الأحزاب في البرلمان الصربي إلى إجراء انتخابات مبكرة في البلاد مبررا ذلك بالفشل الذي منيت به حتى الآن الأحزاب التي تسمى بالمعسكر الديمقراطي في الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة رغم مرور أكثر من شهرين على إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة في صربيا .وتنقل الإذاعة الصربية عن نائب رئيس الحزب الراديكالي الذي يمتلك في البرلمان 81 مقعدا من اصل 250 دراغان تودوروفيتش قوله أن حزبه يصر على إجراء انتخابات مبكرة على مختلف المستويات أي انتخابات برلمانية ورئاسية ومحلية لان حالة الاحتضار القائمة يجب أن تتوقف على حد قوله .
وشدد على أن السجالات القائمة حول المواقع الحكومية بين الحزب الديمقراطي والحزب الديمقراطي لصربيا وحزب غ 17 الليبرالي قد تحولت إلى صراع مضر على السلطة في الوقت الذي يتحتم على صربيا حل مشاكل ملحة من أهمها مستقبل إقليم كوسوفو وحل المشاكل الاقتصادية والاتفاق على الميزانية الحكومية ومكافحة الرشاوى والفساد ...ووعد في حال فوز حزبه بالمزيد من الأصوات في الانتخابات القادمة وبمنصب الرئاسة الصربية أن يواجه حزبه على الفور تنامي الجريمة والفساد وباتخاذ موقف صلب جدا من مسالة إقليم كوسوفو .ولم ترد قيادات الأحزاب الصربية بعد على هذه الدعوة للحزب الصربي الراديكالي غير أن المراقبين في بلغراد يرون بان إخفاق الأحزاب الديمقراطية الثلاثة في التوصل إلى صيغة حكومية ائتلافية خلال المحادثات الجديدة بينها التي ينتظر أن تتم قبل منتصف الشهر القادم سيجعل البلاد بالفعل تتجه نحو الانتخابات المبكرة الأمر الذي لن يكون لصالح الأحزاب الديمقراطية على الأرجح .
وتختلف قيادات هذه الأحزاب بشكل رئيسي الآن على مسالة من سيتسلم منصب رئيس الحكومة الجديدة فحزب رئيس الحكومة الحالية المنتهية ولايتها الحزب الديمقراطي لصربيا الذي حل ثالثا في الانتخابات الأخيرة يصر على أن يستمر رئيسه فويسلاف كوشتونيتسا في منصب رئيس الحكومة فيما يطالب بمقعد رئيس الحكومة حزب الرئيس الصربي بوريس تاديتش الحزب الديمقراطي باعتباره قد حل ثانيا في الانتخابات الأخيرة بعد الحزب الراديكالي والأول بين الأحزاب التي يطلق عليها بكتلة الأحزاب الديمقراطية .ويأتي التعثر القائم حاليا في تشكيل حكومة ائتلافية في وقت هو الأصعب بالنسبة لصربيا كون مسالة ملف كوسوفو انتقلت إلى الأمم المتحدة بعد إخفاق محادثات فيينا وكون مسالة فتح الأفق الأوربي أمام بلغراد يرتبط بوجود حكومة مشكلة من القوى الديمقراطية .
وعلى خلاف الوضع بالنسبة إلى الأفق الأوربي حيث ترتبط الأمور بشكل أساسي بمسألة تشكيل حكومة ديمقراطية والتعاون بشكل ملموس مع محكمة لاهاي في ملف كبار المتهمين بارتكاب جرائم حرب ولاسيما رادوفان كارادجيتش ورادكو ملاديتش فان مشكلة إقليم كوسوفو أصبحت موضع تجاذبات دولية في مجلس الأمن يذكر أن المبعوث الدولي مارتي اهتساري سيقدم اقتراحاته النهائية بشان وضع الإقليم خلال الأيام القليلة القادمة غير أن خلافا منذ الآن يسود بين الدول الغربية وروسيا فالغرب يدعم الخطة التي تتحدث عن استقلال الإقليم لكن مع وضعه تحت إشراف دولي ويعارض أي استمرار للمفاوضات بين الطرفين الصربي والألباني فيما تتحفظ موسكو بقوة على موضوع الاستقلال كون هذا الأمر حسب رؤيتها يمكن أن يشكل سابقة دولية ولذلك فإنها تصر الآن على استئناف المحادثات بين الطرفين الصربي والألباني للاتفاق على حل وسط حتى لو تطلب الأمر تغيير الوسيط الدولي الحالي الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتساري .
قائمة التحديات الصربية طويلة ولذلك فان عدم البدء بحلها عن طريق تشكيل حكومة ديمقراطية سيجعل الأوضاع في صربيا وربما حولها أيضا تزداد تأزما .