أخبار

استمرار الأزمة وتمثيل لبنان بوفدين ينعكس سلبا على القمة العربية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: تستعد بيروت لإرسال وفدين منفصلين إلى القمة العربية بعد فشل كل الجهود العربية المبذولة لحل الأزمة اللبنانية، مما سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على القمة التي تواجه قضايا أخرى شائكة مثل الوضع العراقي والصراع العربي الإسرائيلي. ويدل غياب أي مؤشرات للحل قبل خمسة أيام على انعقاد القمة العربية، رغم الجهود السعودية خصوصا، على عمق الأزمة التي يعيشها لبنان وهي الأخطر منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
ورأى دبلوماسي أميركي في بيروت طلب عدم الكشف عن هويته انه "من السذاجة أن نتوقع حصول اختراق قبل القمة" التي ستعقد في 28 و29 آذار/مارس. واعتبر دبلوماسي عربي رفيع أن تمثيل لبنان بوفدين يعني إننا "نتجه نحو كارثة جديدة"، معتبرا أن الحل يتطلب توافق القوى الخارجية المؤثرة. وقال الدبلوماسي العربي طالبا عدم الكشف عن هويته "لبنان سيبقى رهينة طالما أن الأميركيين لم يستأنفوا الحديث مع سوريا وطالما لا توجد مصالحة حقيقية بين الرياض ودمشق". فالأزمة التي شلت عمل المؤسسات والدورة الاقتصادية تحمل في طياتها مخاطر جمة أبرزها تأجيج التوتر بين السنة والشيعة إضافة إلى أنها طرحت على البحث مسالة النظام الطائفي المعتمد في لبنان والمرتكز على تقاسم السلطة بين الطوائف. لذا فان المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية بذلتا جهودا للمساهمة في التوصل إلى حل.
وتتمحور الأزمة التي دخلت في شهرها الخامس حول تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير عام 2005 والتي تريد الموالاة عدم إفراغها من محتواها. كما تتمحور حول قيام حكومة وحدة وطنية تعطي المعارضة حليفة دمشق "الثلث المعطل" الذي يسمح لها بالتحكم بالقرارات المصيرية وبمصير الحكومة. فمنذ استقالة الوزراء الستة الموالين لسوريا (من بينهم خمسة شيعة يمثلون طائفتهم في الحكومة) يعتبر رئيس الجمهورية إميل لحود حليف دمشق كما المعارضة التي يقودها حزب الله بان الحكومة التي يرئسها فؤاد السنيورة "غير شرعية". فيما يدعم الحكومة الغرب وابرز الدول العربية خصوصا السعودية ومصر. وكانت جهود سعودية يقودها سفير المملكة في لبنان عبد العزيز خوجة قد أثمرت منذ مطلع الشهر الجاري سلسة لقاءات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته ممثل المعارضة وسعد الحريري زعيم الأكثرية النيابية المناهضة لدمشق. وأحيت هذه اللقاءات الأمل بالتوصل إلى تسوية بين الطرفين قبل القمة، لكن سرعان ما تبخر مع تبادل الاتهامات مجددا.
فقد اتهم بري قبل بضعة أيام بعض قادة الأكثرية بإعاقة التوصل إلى اتفاق فيما اتهم السنيورة المعارضة بأنها تهدد "النظام الديمقراطي". واعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد قادة الأكثرية النيابية أن بري "اخذ مجلس النواب رهينة ليلعب لعبة سوريا". بذلك يتبين أن لبنان، إلا إذا حدثت معجزة غير متوقعة، سيتمثل في قمة الرياض بوفدين يرئس أولهما الرئيس لحود والأخر الرئيس السنيورة.
يذكر أن تمثيل لبنان بوفدين في القمة العربية لن يشكل سابقة.
فقد حدث ذلك في القمة الماضية التي انعقدت في الخرطوم مما أدى إلى عدة مشاكل تنظيمية في القمة ومحلية من جراء الخلاف العلني بين لحود السنيورة في الخرطوم. وكتبت صحيفة "النهار" الموالية الجمعة "قصرت الفترة المتبقية لانعقاد القمة إلى درجة ضاق معها هامش الأمل في التوصل إلى تسوية سياسية من شانها استبعاد التمثيل اللبناني المزدوج وتاليا نقل الأزمة بكل إثقالها ومضاعفاتها إلى قاعة المؤتمر وأروقته وكواليسه".
يذكر أن سوريا، سلطة الوصاية السابقة على لبنان، سحبت قواتها بعد اغتيال الحريري تحت ضغط الشارع اللبناني والضغوط الدولية إضافة إلى ضغوط سعودية. وأشارت بعض تقارير لجنة التحقيق الدولية إلى تورط مسؤولين أمنيين سوريين في الاغتيال وهو ما نفته دمشق. وقبل أيام قليلة على القمة كرر الرئيس السوري بشار الأسد القول أن بلاده غير معنية بالمحكمة ذات الطابع الدولي رافضا احتمال مثول أي مواطن سوري إمامها. إضافة إلى الأزمة اللبنانية ستعكف قمة الرياض على القضية العراقية توصلا إلى سبل إعادة الاستقرار، كما ستبحث في إحياء مبادرة السلام العربية لحل النزاع مع إسرائيل التي طرحت قبل خمس سنوات في القمة التي انعقدت في بيروت.
وكانت السعودية قد نجحت في نزع فتيل الأزمة الفلسطينية الداخلية عبر اتفاق مكة المكرمة الذي أدى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف