الإقتتال الداخلي ينغص على أطفال غزة حياتهم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة
قتلوا الطفل الرضيع لأنه كان يقود دبابة إسرائيلية ويحمل قذائف الكاتيوشا ويوجهها لصدورهم، هذا ما قاله الطفل يوسف الذي يقطن إحدى مخيمات جنوب قطاع غزة، بشكل ساخط على الحكومة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس عقب إستئنافهما الإقتتال في الشوارع.
يوسف ابن العشرة أعوام أضرب لوحده، في رسالة إحتجاج منه على مقتل الطفل الرضيع حسن أبو ندى الذي لم يكمل ربيعه الثاني في المعارك النارية الضارية بين عناصر فتح وحماس شمال القطاع.
ويقول يوسف الذي حمل لافتة كتب عليها "لا لقتل الأطفال"، "رغم أنني أعلم بأن الحكومة وزعامات فتح وحماس لن يلتفتون إلى صوتي، لكنني لن أذهب إلى المدرسة، وأدعو كل أصدقائي إلى الإحتجاج مثلي"، ويضيف قائلاً: "الجميع منهم أصيبوا بالطرش ولا يسمعون صرخاتنا وآلامنا"، بحسب تعبيره.
وسقط العشرات من الأطفال والنساء في موجة القتل الداخلية بين فتح وحماس التي إندلعت منذ تولي الحركة الإسلامية سدة الحكم مع نهاية آذار (مارس) العام الماضي.
وفرح الفلسطينيون كثيرًا وعلقوا آمالهم عقب إتفاق مكة المكرمة الذي وقع في الديار الحجازية برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في الثامن من شباط (فبراير) الماضي، إلا أن عودة المعارك بين المتصارعين، نغصت عليهم.
ويسكن يوسف في مخيم يبنا للاجئين جنوب مدينة رفح القريبة من الشريط الحدودي الفاصل مع مصر، في أسرة من ستة أفراد يعيلها والد عاطل عن العمل بعد تخرجه من الجامعة في ثمانينات القرن الماضي.
وقال يوسف: "لقد فرحنا بعد إنسحاب الجيش الإسرائيلي من مدينتنا، حيث عشنا أيامًا من الرعب والخوف وكانت الدبابات الإسرائيلية تجتاح منطقتنا كل يوم بهدف التفتيش عن أنفاق وهدم المنازل، وكنا نأمل أن نبدأ حياة جديدة فيها أمن".
وهدم الإحتلال في خريف 2003 منزل يوسف ضمن العملية العسكرية التي أطلق عليها آنذاك الجيش الإسرائيلي الحل الجذري، حيث راحت عشرات منازل المخيم الذي تعيش أسرة يوسف اليوم على أطلاله.
ومنذ إنسحاب إسرائيل يحاول يوسف وأشقاؤه، اللعب وقت الفراغ على ركام هذه المنازل لعبتهم المشهورة عسكر وحراميه، إلا أنه عقب إندلاع الإشتباكات بين فتح وحماس، أصابهم الرعب والخوف واكتفوا بمتابعة الرسوم المتحركة داخل منازلهم، خشية من الرصاص الطائش.
وكان يوسف، قد لعب عقب إنتهاء حرب إسرائيلي على لبنان في تموز (يوليو) الماضي، دور وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس في محاكمة صورية ضد الأخير لجرائمه ضد أطفال لبنان وفلسطين.
ويتمنى يوسف، من حكومة الوحدة الوطنية وفتح وحماس وقف موجة الحرب الداخلية وإنهاء حالة الفلتان الأمني وضمان حياة كريمة للأطفال، كما أعرب عن أمله بان يتحسن الوضع الإقتصادي لضمان فرصة عمل لوالده، حتى يتمكن من شراء طاولة تنس وهي لعبته المفضلة، ودراجة هوائية لشقيقه محمد، وعروسة متحركة "دمية" لشقيقته شهد، بحسب رغباتهم.