الخرطوم: القضاء السوداني قادر على محاكمة الجرائم في دارفور
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نيروبي-الخرطوم- لندن: أعلن وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية السماني الوسيلة السبت ان قضاء بلاده قادر على مقاضاة التجاوزات المرتكبة في دارفور (غرب السودان). وصرح الوزير السوداني في مؤتمر صحافي في نيروبي "بامكاننا ان نؤكد لكم جميعا في المجتمع الدولي ان النظام القضائي (السوداني) سيتخذ كافة التدابير الضرورية لتنفيذ القضاء في السودان".
وذكر الوزير السوداني امثلة عددا من المحكومين بالاعدام خلال 2004 بتهمة جرائم حرب. وقال "تم اعدام عسكريين وشنق مدنيين في حين ما زال اخرون في السجون اليوم". وترفض الخرطوم تسليم القضاء الدولي زعيم الميليشيا علي قشيب ووزير الدولة للشؤون الانسانية احمد هارون وزير الدولة السابق للداخلية، اللذين اتهمتهما المحكمة الجنائية الدولية بالتورط في انتهاكات في دارفور. ولم يعترف السودان بصلاحية المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة سودانيين مؤكدا ان قضاء بلاده قادر على ذلك وان الرئيس عمر البشير اقسم انه لن يسلم ابدا اي سوداني لتلك المحكمة.
واعلن النائب العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو في نهاية شباط/فبراير في لاهاي انه عرض على القضاة قرائن تثبت تورط احمد هارون وعلي قشيب اللذان قالت المحكمة انهما ارتكبا سويا جرائم بحق المدنيين. وقال الوسيلة ان "كافة هذه الادعاءات والادلة التي ذكرها النائب جمعت في 17 بلدا ما عدا السودان" مؤكدا انه "لم يجر اي تحقيق لدى مواطنين سودانيين".
واضاف ان "الحكومة لا تخفي شيئا ولا تنفي شيئا بل نعتبر ان مشكلة (الانتهاكات في دارفور) من صلاحيات النظام القضائي السوداني في كافة المجالات" مذكرا "بالتاريخ القضائي الطويل في السودان" الذي "ساعد على اقامة انظمة قضائية في عدة دول افريقية وعربية". وتقول المنظمات الدولية ان نزاع دارفور اسفر عن سقوط مئتي الف قتيل ومليوني نازح لكن السودان يرفض هذه الارقام.
منع مساعد الامين العام للامم المتحدة من زيارة مخيم بدارفور
اعلنت ناطقة باسم الامم المتحدة ان الجيش السوداني منع اليوم السبت مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز من زيارة مخيم في دارفور في اول رحلة له الى الاقليم الذي يشهد حربا اهلية في غرب السودان.
وصرحت دون اليزابيث بلالوك المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية لوكالة فرانس برس "عقب اجتماع مع المنظمات غير الحكومية في كتم (شمال دارفور) قام حاجز تابع للجيش السوداني باعتراض سبيل موكب هولمز الذي كان متجها الى مخيم كساب القريب، على الرغم من الاذونات التي حصل عليها مسبقا من السلطات ومن القوات الامنية".
واضافت المتحدثة التي رافقت المسؤول الدولي في جولته ان "هولمز عبر عن استيائه من هذا المنع واعلن انه بات في وسعه تفهم الصعوبات التي تواجهها المنظمات غير الحكومية". واعلنت المتحدثة عبر الهاتف من الخرطوم ان هولمز ينوي بحث هذه القضية مع كبار المسؤولين السودانيين.
عشرة ادباء ومفكرين اوروبيين ينددون بعدم تحرك الاتحاد الاوروبي في دارفور
من جهة اخرى ندد عشرة ادباء ومفكرين اوروبيين معروفين اليوم السبت بانشغال القادة الاوروبيين باحياء الذكرى الخمسين لمعاهدة روما اكثر من اهتمامهم بفرض عقوبات صارمة على السودان لما يرتكبه في دارفور. وفي رسالة نشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية تساءل المفكرون "كيف نتجرأ نحن الاوروبيين على الاحتفال بانفسنا في نهاية هذا الاسبوع في حين يجري قتل الناس الاكثر فقرا وضعفا في السودان على بعد كيلومترات الى الجنوب في قارة اخرى".
ووقع الرسالة الكاتب الايطالي اومبرتو ايكو والممثل والمخرج الايطالي داريو فو وزوجته الممثلة المسرحية فرانكا رامي والكاتب الالماني غونتر غراس وعالم الاجتماع والفيلسوف الالماني يورغن هابرماس والكاتب المسرحي والرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل والشاعر الايرلندي سيموس هيني والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي والكاتبان البريطانيان هارولد بنتر وتوم ستوبارد.
وكتب موقعو الرسالة ان الاجدر بالاتحاد الاوروبي الذي يحتفل السبت في المانيا بالذكرى الخمسين لتاسيسه، ان يتخذ موقفا مبدئيا حازما لانهاء الفظاعات في دارفور. وتقول الامم المتحدة ان النزاع في هذه المنطقة غرب السودان بين المتمردين والميليشيات العربية المدعومة من الجيش السوداني اسفرت عن سقوط مئتي الف قتيل معظمهم من المدنيين ونزوح اكثر من مليونين منذ اربع سنوات.
وتساءل المفكرون "الا يملك الاتحاد الاوروبي -الذي انبثق من الفظاعات ليتوحد ضد فظاعات اخرى- اي كلمة يقولها واي مبادىء يطرحها واي تحرك يقوم به لتفادي تلك المجازر في دارفور؟ هل يجب تكرار جبن سريبرينيتسا؟ اذا كانت الحال كذلك، فبماذا نحتفل؟". وتابع البيان "ان اوروبا التي سمحت باوشفيتز وفشلت في البوسنة يجب الا تقبل الجريمة في دارفور. ان اوروبا اعظم من شبكة طبقات سياسية، اعظم من اكبر مركز اقتصادي عالمي واعظم من بيروقراطية مفتعلة".
واضاف المفكرون "انها ثقافة موروثة ترسي ايماننا المشترك بقيم وكرامة الكائن البشري. فباسم هذه الثقافة المشتركة وقيمها ندعو القادة الاوروبيين السبعة والعشرين الى فرض عقوبات فورية صارمة على قادة النظام السوداني".