نقد أميركي للتعديلات يتزامن وزيارة رايس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مبارك يرفض الانتقادات ويدعو إلى الاستفتاء
نقد أميركي للتعديلات يتزامن وزيارة رايس
نبيل شرف الدين من القاهرة: في وقت كانت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأميركية تلتقي نظراءها في أربع دول عربية بمدينة أسوان أقصى جنوب مصر، فقد رفضت الخارجية المصرية انتقادات أميركية بشأن الاستفتاء الذي سيجري يوم غد الاثنين على التعديلات الدستورية، وقالت إن المصريين وحدهم أصحاب الحق في إبداء الرأي بشأن هذا الأمر، في ما وصف الرئيس المصري حسني مبارك تلك التعديلات بأنها "تمثل تطورا غير مسبوق لبنيتنا الدستورية، وتغير وجه الحياة السياسية والبرلمانية والحزبية على أرض مصر، وتفتح أمامها أبوابا جديدة"، على حد تعبيره. وقال مبارك في كلمة ألقاها خلال لقاء جماهيري نظمه الحزب الوطني (الحاكم) بمدينة أسيوط، إن هذه هي المرة الأولى التي تناقش فيها مقترحات التعديل في حوار علني ممتد وصريح، لم تشهده الحياة السياسية في مصر من قبل منذ الدستور الأول ومرورا بدستور عام 1923، والدساتير اللاحقة قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها".
ووصف مبارك الاستفتاء على تلك التعديلات الدستورية بأنه "استفتاء على المستقبل، وستحدد نتائجه مسيرتنا على الطريق خلال المرحلة المقبلة"، على حد تعبيره .
وتطرق مبارك إلى أبرز المواد المقترح تعديلها، والتي تتعلق بقانون الإرهاب، وما قد تفرضه على المواطنين من قيود مقابل صلاحيات واسعة لأجهزة الأمن والإدارة، قائلاً إن التعديلات الدستورية وأحكام القانون اللاحق لمكافحة الإرهاب إنما تستهدف محاصرة عناصره وقواه والتصدي لشروره بقوة الدستور والقانون .
وفي ما يتعلق بحالة الطوارئ المعمول بها في البلاد منذ أن تولى مبارك مقاليد الأمور في مصر، قال "إن هذه التعديلات جاءت لتفتح الباب أمام تشريع يحاصر الإرهاب .. يجهض مخططاته ويتصدى لعناصره دون الحاجة لتطبيق قانون الطوارئ" وأوضح أن هذا التشريع "يسترشد بما أخذت به دول العالم في قوانين مماثلة لمكافحة الإرهاب .. تحمي المجتمع من مخاطره، وتوفر في ذات الوقت رقابة قضائية.. تحمي المواطنين وتدفع عنهم أي مساس غير مبرر بحقوقهم وحرياتهم"، على حد قوله .
ويرى قطاع كبير من المراقبين للشأن السياسي الداخلي، وخبراء في القانون الدستوري، أن هذه التعديلات تعمق سلطات رئيس الجمهورية، وتكرس حظرا دستوريا على الأحزاب ذات المرجعية الدينية، كما تتضمن نصا دستورياً يمهد على ما يبدو لمنح أجهزة الأمن سلطات مطلقة في كل ما يتعلق باحتجاز الأشخاص وتفتيش المساكن والتنصت على الاتصالات الهاتفية في إطار قانون سيصدر لاحقا لمكافحة الإرهاب .
وبدا حرص مبارك واضحاً على مخاطبة أهالي الصعيد الذين طالما اشتكوا من نقص الخدمات والافتقاد إلى أبسط عناصر التنمية الجادة، قائلاً "إنه وجه لسياسات وبرامج جديدة لتنمية الصعيد وجنوب الوادي، تحقق نقلة نوعية في مناخه الجاذب للاستثمار"، إلا أن مبارك عاد واستدرك معترفاً بأنه "رغم ما تحقق للصعيد وأهله حتى الآن ، فإن الصعيد لا يزال في حاجة إلى الكثير.
وفي تماس مع الشأن الإقليمي قال مبارك: "إننا نعيش في منطقة صعبة.. تموج بأزمات متتالية وقضايا طال انتظارها لحل عادل .. تغذى التطرف وتمنح الإرهاب الحجج والذرائع .. وسوف تستمر مخاطر الإرهاب وتتصاعد .. في هذه المنطقة المضطربة .. وعالم غاب عنه الاستقرار" .
واختتم مبارك كلمته بدعوة المواطنين إلى المشاركة في الاستفتاء، في ما يبدو ردا على المعارضة التي دعت لمقاطعة الاستفتاء، وقال مبارك "إن البرلمان اعتمد التعديلات الدستورية الأسبوع الماضي، وتبقى الكلمة الأخيرة للشعب .. حين تطرح لاستفتائه أن هذا الاستفتاء هو استفتاء على المستقبل .. وسوف تحدد نتائجه مسيرتنا على الطريق إليه خلال المرحلة المقبلة"، وأضاف قائلاً : "لقد باتت الكلمة الأولى والأخيرة للشعب .. في الاستفتاء المقبل على هذه التعديلات"، على حد تعبيره .