أخبار

رايس تنفي طلبها تعديل المبادرة العربية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نبيل شرف الدين من القاهرة :

قبيل مغادرتها أسوان، أقصى جنوب مصر، وبعد سلسلة إجتماعات أحيطت بأجواء السرية، وتوجتها بلقاء الرئيس المصري حسني مبارك، نفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن تكون قد طلبت إجراء أي تعديلات على المبادرة العربية بإعتبارها مبادرة عربية وأن لجامعة الدول العربية الحق في طرحها بطريقتها المناسبة، وأوضحت أن ما قالته في هذا الشأن أن تكون المبادرة أساسًا للدبلوماسية النشيطة من أجل تحقيق هدف الدولتين اللتين دعا إليهما الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش.

كما تطرقت رايس إلى الشأن المصري قائلة إنها أعربت للرئيس حسني مبارك بعد لقاء منفرد معه، إستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، عمّا يقلق واشنطن بشأن التعديلات الدستورية، المزمع إجراء الإستفتاء الشعبي عليها يوم غد الإثنين .

وأضافت رايس أنها تطرقت خلال إجتماعها مع الرئيس المصري حسني مبارك إلى عدة ملفات إقليمية، جاء في صدارتها دعم الديمقراطية اليانعة في العراق وتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى المسألة النووية الإيرانية وأزمة دارفور والأزمة اللبنانية .

شؤون مصرية

وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقدته مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط، وعشية الإستفتاء على التعديلات الدستورية في مصر، المقرر إجراؤه يوم غد الإثنين، فكان لا بد أن يكون الشأن الداخلي المصري حاضرًا، وقد جدد أبو الغيط رفض بلاده للإنتقادات الأميركية لهذه التعديلات، وإن كانت لغته أقل حدة مما كانت عليه في تصريحات مماثلة يوم أمس، التي أكد فيها أن التعديلات الدستورية شأن مصري، لا يحق لغير المصريين الخوض فيه، بما في ذلك الأصدقاء في واشنطن .

أمّا رايس فقد صرحت بأنها تحدثت مع الرئيس مبارك عمّا يقلقها بشأن هذه التعديلات، وأضافت أن الرئيس الأميركي بوش أكد إلتزامه الكامل بالديمقراطية في الشرق الأوسط مع ضرورة إدراك أن لكل دولة طريقتها الخاصة، على حد تعبيرها .

ونفت رايس أن تكون هذه الرؤية الأميركية للإصلاح في المنطقة، وفي صدارتها مصر، من باب إملاء الشروط على مصر، ووصفت النقاش حول ذلك الأمر بأنه كان صريحًا وواضحًا مع الرئيس مبارك.

ودافع أبو الغيط عن التعديلات، خاصة ذلك المتعلق بالمادة 179 التي يصفها المعارضون بأنها تستهدف دَسْر قانون الطوارئ وتحويله من حالة إستثنائية إلى قانون دائم يتم بموجبه القبض على المواطنين وتفتيشهم والتنصت عليهم وجمع معلومات كإجراء يسبق الإذن القضائي، وقال إن مصر تتعرض منذ 80 سنة لتيارات متشددة تسعى لهز البنيان السياسي، وأضاف أن هذه التيارات قتلت رئيس وزراء مصر عام 1945 ورئيس وزراء مصر عام 1946 ورئيس الجمهورية عام 1981 ، إضافة إلى محاولات عديدة ضد الكثير من الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء وعندما يتعرض الأمر للإرهاب، فإن الأمن مسؤولية المجتمع المصري في إطار الدستور والقانون .

ومضى أبو الغيط قائلاً إن مصر مصممة على حفظ السلام والأمن باعتبارها مسؤولية المجتمع تجاه نفسه وإن مصر متمسكة بكل القوانين التي تتيح لها تحقيق أمنها وبالتالي أمن الإقليم.

ولفت ابو الغيط إلى ما قالته رايس عن الدور المصري ومحوريته لدفع جهود تحقيق السلام في المنطقة موضحًا أن مصر تسعى لعمل نشيط للتطوير الإقتصادي والإجتماعي والسياسي على الأرض المصرية، وأن الرئيس مبارك أكد ذلك في برنامجه الإنتخابي وتحدث عن تعديل الدستور بإعتباره أساس مستقبل مصر.

شؤون إقليمية

وفي الشأن الإقليمي، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية ما يجري في العراق بأنه صراع، وأن العراقيين تمكنوا من الإطاحة بأكثر الديكتاتوريين دمويًا حيث قتل أكثر من 300 ألف شخص وروع المنطقة وجر الولايات المتحدة إلى حرب، على حد تعبيرها .

وأعربت رايس عن أملها في أن يأتي اليوم الذي تكون فيه منطقة الشرق الأوسط خالية تمامًا من أسلحة الدمار الشامل، لافتة إلى إسرائيل بقولها إنه عندما لا يكون لأي دولة حاجة في الحصول على هذا النوع من الأسلحة.

ومضت الوزيرة الأميركية قائلة إن حل الخلافات في العراق يأتي بالحوار وليس بالعنف وبتفجير أطفال المدارس، مشيرة إلى أن الشعب العراقي الآن له فرصة ليحقق إنجازًا خاصًا وأن الولايات المتحدة ستظل داعمة له .

من جانبه عبر وزير الخارجية المصري عن أمل بلاده في أن تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق ما أسماه إختراق الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، وأن تتعامل مع الحكومة والسلطة الفلسطينية لفتح الطريق لعملية سلام نشطة. وأوضح أحمد أبو الغيط أن المرحلة القادمة ستشهد الدخول في الشق العملي لجهد التسوية معبرًا عن ثقته بقدرة رايس بالعمل مع الأطراف المختلفة لتحقيق ذلك .

وذهب الوزير المصري إلى القول إن الشرق الأوسط وجهد التسوية يجب ألا يكون إحتكارًا لدولة واحدة، وأضاف أن هناك أكثر من قوة عربية راغبة في المساهمة في عملية السلام بإعتبارها مسؤولية الجميع، وأن الجامعة العربية راغبة في تحقيق السلام وأن المبادرة العربية أداة لبدء المفاوضات من أجل تحقيق مبدأ "الأرض مقابل السلام".
والتقت وزيرة الخارجية الأميركية اليوم الرئيس المصري حسني مبارك بعد أن إجتمعت يوم أمس مع نظرائها في الرباعية العربية التي تضم مصر والسعودية والأردن والإمارات، كما عقدت لقاءً آخر مع رؤساء أجهزة المخابرات في الدول الأربع .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف