أخبار

ميركل تعتمد الواقعية في دعوتها الى تمسك اوروبا بجذورها المسيحية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


برلين: دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وهي البروتستانتية المؤمنة، الاوروبيين الى التمسك بجذورهم المسيحية غداة كلام لافت اطلقه البابا بنديكتوس السادس عشر في الاطار نفسه وذهب فيه الى حد اتهام اوروبا بالاتجاه نحو "الكفر".وقالت المستشارة الالمانية في مؤتمر صحافي عقدته في برلين الاحد اختتمت به الاحتفالات بالذكرى الخمسين لتوقيع معاهدة روما التي ارست عملية التوحيد الاوروبية "مما لا شك فيه اننا (الاوروبيون) متأثرون بالارث اليهودي-المسيحي".

واضافت ميركل وهي ابنة قس بروتستانتي "اذا كنا نريد ان ندخل في نقاش عالمي حول الثقافات والديانات، فالمطلوب منا كاوروبيين ليس التمسك بجذورنا فحسب بل ايضا التعبير عنها".وردا على سؤال حول اتهام البابا الاتحاد الاوروبي بانكار اصوله المسيحية وذهابه الى حد التنديد بما اعتبره "شكلا من اشكال الكفر" لاوروبا، قالت ميركل انها "تتفهم موقف الكنيسة الكاثوليكية" موضحة انها تباحثت في هذا الموضوع مع البابا الالماني الاصل ومع البابا السابق يوحنا بولس الثاني.

وكان البابا ندد السبت بما اعتبره "شكلا من اشكال الكفر" لاوروبا وقال ان اوروبا رغم رغبتها بتقديم نفسها على انها "مجموعة قيم، فانها تتجه اكثر فاكثر نحو رفض وجود قيم عالمية ومطلقة".واعتبرت ميركل ان ادخال اشارات من هذا النوع في المعاهدات الاوروبية المقبلة "امر مرغوب به من قبل عدد كبير من الاشخاص في اوروبا" مع اقرارها بان الامر لن يكون بهذه السهولة.

وتابعت المستشارة الالمانية "انا واقعية ولست متفائلة جدا" تجاه هذه النقطة بسبب "التقاليد القديمة جدا" لسياسة الفصل بين الكنيسة والدولة في بعض الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي من دون ان تحددها.والمعروف ان العلمانية متجذرة خصوصا في فرنسا وبلجيكا.ويبدو ان ميركل ليست وحدها في هذه الدعوة بل يدعمها رئيس البرلمان الاوروبي هانس غيرت بوترينغ.

وخلال المناقشات غير المثمرة التي جرت عامي 2002 و2003 حول ادخال اشارة الى القيم المسيحية لاوروبا في الدستور الاوروبي كانت ايطاليا واسبانيا وايرلندا وبولندا اكثر الدول حماسا لهذه الاشارة.وبما يتعلق بهذه النقطة فان ميركل تحظى بدعم الجار البولندي الكبير المعروف بتمسكه بديانته الكاثوليكية رغم العلاقات المتوترة الى حد ما بين البلدين.وقال الرئيس البولندي ليخ كاتزينسكي المعروف بمواقفه المتحفظة جدا في تعليق على كلام ميركل "اشكر انغيلا ميركل لتطرقها الى هذا الموضوع في تصريحاتها".

كما ان رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي وهو ديموقراطي مسيحي افاض في الكلام عن هذه النقطة وقال "في زمن الاصولية هذا تعتبر الكنائس من العناصر الاكثر استقرارا في مجتمعاتنا وتاريخنا السياسي".ودعا البابا في كلمته ايضا المؤمنين الى بناء "اوروبا جديدة". وقال "تعلمون ان من واجبكم المساهمة في بناء اوروبا جديدة وواقعية من دون ان تكون صلفة (...) تستلهم خطاها من الحقيقة الخالدة للانجيل"، مضيفا "كونوا حاضرين بشكل نشط في النقاش العام الدائر على المستوى الاوروبي".

واضاف البابا ان القيم المسيحية "التي تمثل روح القارة يجب ان تبقى قائمة في اوروبا الالفية الثالثة" في حال ارادات اوروبا ان تبقى مثالا يحتذى لبقية العالم.
وكان الفاتيكان طالب بالحاح خلال السنوات القليلة الماضية بان يشير الدستور الاوروبي بشكل واضح في مبادئه المعلنة الى القيم المسيحية. الا ان مساعيه لم تنجح.وخلص البابا الى التساؤل "اذا كانت حكومات الاتحاد الاوروبي تريد بمناسبة الذكرى الخمسين لتوقيع معاهدة روما التقرب من مواطنيها، فكيف يمكن استبعاد عامل اساسي في الهوية الاوروبية مثل المسيحية التي لا يزال قسم كبير من مواطني اوروبا يجدون انفسهم فيها؟".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف