تجار لبنانيون يتعرضون للسرقة في كينشاسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لبنانيو أفريقيا عرضة دائمًا للنهب والقتل
تجار لبنانيون يتعرضون للسرقة في كينشاسا
ريما زهار من بيروت: ذكرت مصادر صحافية أمس من كينشاسا أن التجار اللبنانيين في حي الأعمال في وسط العاصمة الزائيرية، كانوا يتحسرون على خسائر طائلة لحقت بهم جراء تعرض متاجرهم للنهب بأيدي حرس نائب الرئيس السابق جان بيار بيمبا ثم جنود الحرس الرئاسي. وقال محمود حجازي وهو تاجر لبناني في الستين من العمر وبدا عليه الإحباط: لقد نهبوا من الملابس وحدها ما يوازي قيمة 70 ألف دولار، يضاف إليها مخزون من 657 هاتفًا نقالاً قيمة الواحد حوالى مئة دولار. ويضيف وهو بالكاد يقوى على النظر إلى الرفوف الفارغة المقلوبة أرضًا، والزجاج المحطم في متجره: أعيش في الكونغو منذ عشرين عامًا. تعبت، لا أدري ماذا سأفعل. وسبق أن تعرضت محلات حجازي للنهب في العامين 1991 و1993 من قبل عسكريين تابعين لنظام الديكتاتور الزائيري موبوتو سيسي سيكو، لم يتقاضوا أجورهم. ويقول بصوت منخفض: لا يمكن إطلاقًا إعتياد ذلك. نأمل دومًا ألا يحصل...
تعتبر الجاليات اللبنانية في بعض الدول الأفريقية عنصرًا رئيسًا في تركيبة كل بلد نظرًا لتداخلها الإقتصادي والإجتماعي وحتى السياسي مما يجعل أفراد هذه الجاليات هدفًا مباشرًا لكل تغيير يقع، مهما كان حجمه أو تأثيره ويبلغ عدد اللبنانيين في أفريقيا نحو 300 ألف أكثرهم في ساحل العاج ثم في نيجيريا والسنغال وسيراليون وغانا والكونغو.
وتشير الإحصاءات المتوفرة إلى أن الهجرة اللبنانية إلى أفريقيا بدأت في العام 1880 ولها جذور تاريخية قديمة تعود إلى عهد الفينيقيين عندما أبحر هؤلاء بتجارتهم وأبجديتهم إلى أقصى سواحل المعمورة.
وفي دراسة إحصائية لتوزع اللبنانيين في أفريقيا يتبين أن جمهورية ليبريا وعاصمتها منروفيا هناك ما يقارب الـ 30 ألف لبناني يعتمدون على صناعة الماس والذهب والمحاصيل الزراعية. أما في سيراليون وعاصمتها فريتاون فهناك 25 ألف لبناني لكن هذا العدد أخذ بالتضاؤل بعد الأزمة الإقتصادية والحوادث الأمنية وهم يعتمدون على الألماس. وفي نيجيريا وعاصمتها لاغوس هناك 25 ألف لبناني يعتمدون على المحاصيل الزراعية والبترول والمعادن. وفي السنغال وعاصمتها داكار هناك 25 ألف لبناني يعتمدون على الإنتاج الزراعي. وفي الكاميرون وعاصمتها ياوندي هناك 700 إلى ألف لبناني يعملون في الزراعة والأخشاب والبترول. وفي الغابون وعاصمتها ليبرفيل هناك حوالى 4500 لبناني يعملون في البترول والذهب والماس والأخشاب والمعادن. أما في الكونغو وعاصمتها برازافيل فهناك 500 لبناني يعيشون من المحاصيل الزراعية والسكر والبترول إلى أن تضاءل هذا العدد بسبب الأحداث المتكررة
الكونغو
تبلغ مساحة جمهورية الكونغو، عاصمتها برازافيل، 342 ألف كيلومتر، يعيش فيها مليون و700 ألف نسمة وهي مستعمرة فرنسية أخذت إستقلالها العام 1960، تعتمد الكونغو بشكل أساسي على تصدير الخشب وتم إكتشاف كميات قليلة من البترول قبل سنوات، وتستقطب الكونغو العديد من السياح خصوصًا في منطقة " بوانت نوار" حيث تم إكتشاف البترول.
وقد بدأ اللبنانيون بالتوجه إلى الكونغو منذ العام 1970 ويعيش فيها نحو 500 مغترب لبناني، يستثمرون أموالهم في التجارة والمقاولات والصناعات الخفيفة فيما إلتزم بعضهم تنفيذ بعض المشاريع الخدماتية، وصناعة الأدوية، مع المحافظة على الوتر التجاري كسياسة وقائية تجاه الضغوطات التي يتعرضون لها من المقاولين الكبار، ومن المعلوم أن اللبناني كان دائمًا عرضة نهب وسرقة في القارة الأفريقية لأنه يتقن التجارة ولكن لا علاقة له بالأحداث السياسية هناك. ومن المعروف أن اللبناني صبور ويعمل في كافة الميادين الشريفة هناك وهو الذي بقي في المنطقة مع السكان الأصليين لأن معظم الجاليات تركت البلاد خوفاً من الرطوبة والحر والمالاريا وفي توغو.
بعد سلسلة مؤلمة وموجعة من المآسي والنكبات التي حلت بالجاليات اللبنانية في معظم دول افريقيا الغربية في السنوات العشر الاخيرة، ودفع اللبنانيون فيها أثماناً باهظة في الارواح والممتلكات كان أقساها وأشدها ألماً وأسى ما حصل في الكونغو كنشاسا حيث تعرض أحد عشر لبنانيًا للقتل الجماعي إثر اغتيال الرئيس الكونغولي السابق لوران ديزيريه كابيلا.
وطرحت جريمة الكونغو جملة من الأسئلة والإستفسارات وعلامات الإستفهام عن أسباب ودوافع إستهداف اللبنانيين في أفريقيا عمومًا، وفي الكونغو خصوصًا، وتحويل الإغتراب اللبناني في أفريقيا من ثروة وطنية للبنان إلى عبء عليه، بعدما أصبح عرضة لهزات وإنتكاسات متتالية يثير الشفقة ويستدعي الدعم والمؤازرة، ولا أحد يدري المصير الذي ينتظره، في ظل الإضطرابات والإنقلابات والفوضى التي تسود عددًا من الدول الأفريقية التي تعاني باستمرار هزات سياسية وإقتصادية ومعيشية بلغت رقمًا قياسيًا قد يسجل في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية، وأسبابها كثيرة ويعرفها القاصي والداني واللبنانيون المغتربون يحفظونها عن ظهر قلب ويعيشونها في حياتهم اليومية.