أخبار

تسونامي صرف صحي يضرب شمال قطاع غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خلف العشرات بين قتيل وجريح وشرد الآلاف
تسونامي صرف صحي يضرب شمال قطاع غزة

سمية درويش من غزة : ضرب اليوم تسونامي شمال قطاع غزة، جراء إنهيار أحواض الصرف الصحي في القرية البدوية على منازل المواطنين ومساكنهم، ممّا أدى إلى وقوع العشرات بين قتيل وجريح، وطمس معالم القرية التي يقطنها الآلاف.

فلسطيني يهرول بتلفازه هربًا من التسونامي - تصوير إيلاف ودفعت الكارثة التي ألحقت بالقرية إلى إعلان حالة الطوارئ بمختلف المؤسسات الفلسطينية التي عجزت حتى اللحظة عن تقديم المساعدات الإغاثية الأولية للمنكوبين وإيوائهم، وتشكيل لجنة تحقيق تمهيدًا لمحاسبة المسؤولين عن الكارثة التي لحقت بالقرية.

وقد أصاب هذا الإنهيار المفاجئ للصرف الصحي أهالي القرية البدوية الذين هربوا من منازلهم تاركين خلفهم ما يملكون، بالذعر والخوف، محملين المسؤولين في السلطة الوطنية مسؤولية الكارثة التي حلت بهم.

ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الفلسطيني مساء اليوم، بهدف وضع الخطط المناسبة لإنقاذ القرية، وتعويض الأهالي عن الأضرار التي ألحقت بهم.

الحاج أبو رافع يتأمل الدمار الكبير الذي ألحق بقريته... تصوير إيلاف الحاج الستيني محمد أبو رافع، بدت عليه ملامح التعب والإرهاق بعدما أصابت الكارثة منزله وأدت إلى نفوق أغنامه، وقال أبو رافع لـ"إيلاف"، إن المياه التي تدفقت من الأحواض كالسيل، أغرقت عشرات المنازل المحيطة بها، وتسببت بأضرار مادية وبشرية بالغة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأطفال والنساء ما زالوا في عداد المفقودين.

ولفت أبو رافع، إلى التحذيرات التي أطلقها أهالي القرية للجهات المختصة بهدف الحفاظ على حياتهم من المياه العادمة التي تسبب كارثة بيئية للسكان القرية، داعيًا إلى إعلان القرية البدوية منطقة منكوبة، ومعالجة ما نجم عن هذا الدمار من كافة النواحي الإنسانية والبيئية.

من جهتها شبهت المواطنة أم أحمد التي تحتضن طفلها الصغير تاركة خلفها منزلها الذي غمرته المياه، إنهيار أحواض الصرف الصحي وتدفق المياه العادمة إلى منازلهم بـ "تسونامي" دمر كل شيء في المنطقة.

جانب من عمليات الإغاثة .. تصوير إيلاف وقال المواطن إسماعيل أبو غزل من سكان القرية، إن مياه الصرف الصحي كانت مجمعة منذ عدة أعوام في تلك المنطقة وتحجزها عن القرية السواتر الترابية، وتدفقت عليهم بعد إنهيار السواتر الترابية المحيط بهم، مشيرًا إلى أن أكثر من 300 منزلاً غمرتها المياه.

وهرعت طواقم الدفاع المدني والإسعاف إلى المنطقة، حيث إنضمت قوات الأمن الوطني إلى فرق الإنقاذ لإجلاء المصابين والمتضررين، وشرع الجميع بعمليات إنقاذ وإنتشال للمنكوبين، بحسب الإمكانيات المتاحة.
وبين زوايا القرية ترى النساء يركضن خوفًا حاملات أطفالهن على أكتافهن، حيث أعاد هذا المشهد لأذهانهن أيام الإجتياحات الإسرائيلية للمنطقة، في حين ترى مشاهد بعض الشباب يخاطرون على أنفسهم ويحاولون أخذ ما يمكنهم من مقتنياتهم التي غمرتها المياه.

الطفلة حنان أبو عتيق 8 سنوات، عادت من مدرستها لتقف بعيون شاخصة أمام منزلها المدمر، والدموع تنساب على وجنتيها، وتسأل من حولها، " أين إخوتي أين أهلي؟". الطفلة حنان نجت من الموت المحقق بعدما جرفت السيول منزلها، ولم يعرف بعد إن كان أهل حنان من الذين نجوا من هذه الكارثة، لا سيما أن الجميع مذهول من هول الصدمة التي ألحقت بهم.

قروي يجر بقرته بعيدا عن آثار تسونامي .. تصوير إيلاف مسعف في مستشفى كمال عدوان قال لـ"إيلاف"، إن أعداد القتلى في تزايد مباشر، متوقعًا أن يصل عدد قتلى الكارثة إلى 50 جراء العدد الكبير من المفقودين. وقد أعلنت وزارة الداخلية عن تشكيل لجنة تحقيق جادة بالكارثة لمعرفة أسباب وقوعها، ومن المسؤول عنها للمحاسبة.

وشدد خالد أبو هلال الناطق باسم وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحافي، على أن لجنة التحقيق ستكون على أعلى مستوى من الجدية والمسؤولية، وأن وزير الداخلية سيتواصل مع الرئيس ورئيس الوزراء، منوهًا إلى أن مجلس الوزراء وبدعوة من وزير الداخلية هاني القواسمي، سيجتمع خلال الساعات القادمة لإتخاذ القرارات اللازمة.

من جانبه قال سفيان أبو سمرة وكيل وزارة الحكم المحلي، إن وزارته سبق أن حذرت سكان القرية من الفيضانات، داعيًا الدول المانحة إلى تقديم المساعدات، لا سيما أن المخططات جاهزة لإنشاء محطة شرق غزة للمياه العادمة.

ولفت المسؤول الفلسطيني، إلى أن خطتهم تحتاج إلى ما بين 70-80 مليون دولار لتنفيذ المشروع وحماية غزة من الكارثة، مبينًا أن المحطة تضخ 20 ألف لتر مكعب في اليوم. وحذر أبو سمرة، من خطورة الوضع القائم، غير أنه قال إن هناك لجنة من المهندسين والمختصين ستجتمع لإتخاذ القرار حول كيفية تدعيم السواتر الترابية.

فتاة فلسطينية تبكي بعد الدمار الذي ألحق بمنزلها - صورة خاصة بـ "إيلاف" وكان هناك حضور لافت لمؤسسات الإغاثة العاملة في الأراضي الفلسطينية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" في قلب القرية المنكوبة، حيث علمت "إيلاف" من مصدر مسؤول، إن هناك مباحثات حول كيفية إيواء الأهالي الهاربين من الإنهيار، وتقديم المساعدات العاجلة لهم بهدف الحفاظ على حياتهم.

هذا وقد أعلنت الإغاثة الطبية، حالة الطوارئ في كافة مراكزها لمساعدة المواطنين المتضررين من إنهيار حوض مياه الصرف الصحي في القرية البدوية. وحذر عبد الهادي أبو خوصة مدير عام الإغاثة الطبية في بيان صحافي، من المخاطر المترتبة على هذه الأحواض والأعراض المترتبة عليها من إنتشار للأمراض وتدمير للبيئة.

ولفت البيان، إلى إن العشرات من الجرحى والقتلى ومئات المنازل دمرت بسبب إنهيار هذا الحوض، داعيًا المؤسسات الدولية والمحلية والإنسانية والحقوقية إلى التدخل العاجل في رفع المعاناة الواقعة على المواطنين في القرية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف