شبح الإرهاب في المغرب يغطي على قمة الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: لم تحتل أشغال القمة العربية التاسعة عشرة المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض الحيز الذي إعتادت أن تستأثر به على أعمدة اليوميات المغربية التي أفردت صفحاتها الأولى، لإعداد اليوم إلى آخر أخبار الإعتقالات والتحقيقات في الحادث الإرهابي الذي وقع يوم 11 آذار (مارس) الجاري في مقهى الإنترنت في سيدي مومن في الدار البيضاء.
غير أن "شبح الرهاب" الذي عاد ليلقي بظلاله الثقيلة على المغرب لم يمنع يوميتان من تخصيص جزء من صفحتها الأولى إلى هذا الحدث المهم، في حين إكتفت جرائد أخرى بإعداد صفحات داخلية خاصة حول القمة.
بعنوان "القادة العرب يقرون مبادرة السلام العربية"، كتبت صحيفة "المغربية" على صدر صفحتها الأولى أن القادة العرب جددوا في القمة، التي إفتتحت أشغالها أمس الأربعاء في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تمسكهم بمبادرة السلام مع إسرائيل، القائمة على مبدأ الإنسحاب الكامل مقابل السلام الشامل.
كما تطرقت اليومية ذاتها إلى التمثيل اللبناني في قمة الرياض، بين رئيس لا يعترف بشرعية حكومة بلاده ورئيس وزراء يحظى بدعم خارجي كبير، مشيرة إلى أنه يعكس مدى الأزمة السياسية في هذا البلد الذي لا يتوقع أن تشهد إختراقًا خلال القمة العربية بسبب عدم إحراز تقدم في المحادثات وفق مصادر لبنانية.
وأكدت أن التمثيل المزدوج للبنان في القمة يعكس الأزمة السياسية الخانقة التي تعصف بهذا البلد منذ أكثر من أربعة أشهر، بالرغم من جهود عربية مكثفة لحلها، وبالرغم من قمة إيرانية سعودية مطلع هذا الشهر كان يتوقع أن تنعكس إنفراجًا على الإحتقان اللبناني.
وذكرت أن مساعيًا مكثفة قادها زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قد فشلت في إيجاد مخرج للأزمة قبل القمة.
وبالخط العريض، عنونت يومية "العلم" المادة التي نشرتها حول الموضع بـ "قضايا ساخنة في قمة الرياض"، أما العنوان الفرعي فركزت من خلاله على "العراق، والسلاح النووي، ومبادرة السلام العربية".
وذكرت الصحيفة أن المشاركين في القمة يسعون إلى إحياء مبادرة السلام العربية، وقد بحثوا آليات تحريك عملية السلام مع إسرائيل، ودعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، الوضع في العراق، والمسألة النووية في الشرق الأوسط، أما الأزمة اللبنانية فلا يتوقع أن تشهد إختراقًا خلال القمة، في غياب إتفاق بين الأكثرية النيابيةوالمعارضة.
أما باقي اليوميات الأخرى، فخصصت صفحات داخلية لهذه القمة، خاصة إلى مشروع القرار المتعلق بالعراق المرفوع إلى القادة العرب للموافقة عليه، والذي دعا إلى حل الميليشيات في بلاد الرافدين، ومراجعة الدستور وقانون إجتثاث البعث، وذلك بحسب نصوص المشاريع.
وبحسب مشروع القرار حول العراق ستدعو القمة إلى إحترام العراق وحدته وسيادته وإستقلاله وهويته العربية الإسلامية، ورفض أي دعوات لتقسيمه، مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وشدد مشروع القرار على التأكيد لتكون الحكومة العراقية حكومة وطنية لكل العراقيين، حكومة وحدة وطنية حقيقية وعلى إحترام إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير مستقبله السياسي.
ودعا إلى العمل على توسيع العملية السياسية، بما يحقق مشاركة أوسع لمختلف مكونات الشعب العراقي، ومواجهة النعرات الطائفية والعمل على إزالتها نهائيًا ونبذ الفئات التي تسعى لإشعال هذه الفتنة والتصدي لها وعقد مؤتمر الوفاق العراقي الشامل في أقرب وقت ممكن ومناسب.
كما دعا إلى الإسراع في إجراء المراجعة الدستورية للمواد الخلافية في الدستور، بما يحقق الوفاق الوطني العراقي وفق الآليات المقررة والمتفق عليها، وإلى مراجعة قانون إجتثاث البعث حتى لا تكون آلية للإنتقام السياسي".
وتحت عنوان "قمة التضامن"، قالت يومية الإتحاد الإشتراكي، في صفحة داخلية خصصت جزء منها لهذا الحدث، إن القمة إنطلق في جو من التفاؤل، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يركز جدول أعمالها على تفعيل مبادرة السلام.
وأبرزت أن العاهلر السعودي إستبق القمة بعقد إجتماع مغلق مع الرئيس السوري بشار الأسد، إستهدف إزالة الغيوم التي غطت العلاقات الثنائية بين البلدين.
أمّا الصحف المستقلة، فخصصت الموضوع الرئيسي في صفحاتها الدولية لأجواء ما قبل القمة، إذ ذكرت أنه تحضيرًا لهذه المناسبة قرر وزراء الخارجية العرب إعادة تفعيل المبادرة العربية، كما هي من دون أي تعديل، إضافة إلى تشكيل فرق عمل للتحرك مع المجتمع الدولي والأطراف المعنية لتنفيذ المبادرة.
كما تطرقوا إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في القدس، والتي دعت من خلالها الدول العربية إلى الإنفتاح حيال إسرائيل، معلنة عن لقاءات منتظمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.