إرتفاع شعور العداء الألماني تجاه أميركا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اعتدال سلامه من برلين: كان الإختلاف في الرأي بين الساسة الألمان في الحكم والمواطنين كبيرًا في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وبالتحديد بسياسة الولايات المتحدة، إلا أن الوضع بدأ يختلف اليوم خاصة في ما يتعلق بالدول التي وصفتها الإدارة الأميركية بالبلدان الوقحة ووضعتها على لائحتها السوداء مثلإيران التي فرض عليها مجلس الأمن الدولي قبل أيام عقوبات بسبب برانامجها النووي.
فحسب إستقراء للرأي أجرته مؤسسة فورسا الألمانية يعتقد 48% من الألمان أن الخطر الأكبر الذي يهدد العالم سببه هو سياسة واشنطن مقابل 31 % قالوا إن إيران هي الخطر الحقيقي.
ومعظم الذين يتهمون الولايات المتحدة بأنها الخطر الأكبر ويعتبرون سياستها في العالم سلبية هم شباب ما بين سن الـ 18 و29 ، حيث قال 57% منهم إن ما تقوم به الإدارة الأميركية أخطر من السياسية التي تتبعها طهران، فيما يرى 25% العكس. لكن على صعيد الأحزاب فإن 45% من الشباب المؤيد للإتحاد الوطني الحاكم المشكل من الحزبين المسيحي والديمقراطي يرى أن طهران أخطر من واشنطن مقابل 36%.
ويظهر عدم الثقة بالسياسية الأميركية بشكل واضح بين مؤيدي الأحزاب الأخرى المتمثلة في البرلمان الإتحادي. فمقابل 48% للإشتراكيين الذين يرون أن سياسة الإدارة الأميركية أسوء بكثير من تلك التي تعتمدها طهران يعتقد 27 % أن الأخيرة هي الأسوء و يؤكد 46% من مؤيدي الحزب الليبرالي المعارض أن سياسة الرئيس جورج بوش هي التي تشكل تهديدًا لأمن العالم، فيما رأى 33% العكس.
وفي صفوف مؤيدي حزب الخضر إرتفعت نسبة الذين يجدون أن الخطر الكبير على العالم يكمن في ما يقرر البيت الأبيض الأميركي لتصل إلى 63% وزادت مع حزب اليسار لتقارب 72% مقابل 14% يرى إيران هي الخطر الكبير.
ولم يستغرب العديد من السياسيين الألمان من بينهم منسق العلاقات الأميركية الألمانية النائب الإشتراكي كارستن فوغت هذه النتائج التي ترافق حاليًا موجة العداء للسياسة الأميركية في ألمانيا، مع أنه أبدى قلقه حيالها وبرر ذلك بأن الإدارة الأميركية الحالية لم تفقد فقط في أوروبا الثقة والسمعة الجيدة لدى المواطنين بل في كل إنحاء العالم بسبب سياستها المتبعة.
وبرأي سياسيين آخرين أن منذ حربها في العراق تحولت صورة الولايات المتحدة إلى شرطي دولي ولا تتردد عن اللجوء إلى الحلول العسكرية من أجل تثبيت سيطرتها كسلطة واحدة في العالم.
وجاء رأي اكارت فون كلادن المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي أقل حدة، فقال:"أصبحت سياسة الولايات المتحدة تصبغ بالوضع في العراق، لذا لم تدرك بعد العامة مدى الخطر الحقيقي لبرامج غيران النووية والصاروخية".
و جاء رفض رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي كورت بيك لانشاء الولايات المتحدة مظلة صاروخية في بولندا وتشكيا ليرفع من شعبيته، وسانده في موقفه 72% فيما اعتقد 20% ان موقفه خاطئ. والنسبة الكبيرة كانت في الاقاليم الشرقية حيث وصلت الى 80% ورفضها 14% ، وقال 45% بان هذا المشروع الاميركي لا يوفر الحماية بل يشكل خطرا كبيرا على امن اوروبا .