الصدر والبعث وعناصر أمن .. والتدخل السوري الايراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وثيقة سرية للدفاع العراقية لمعوقات تواجه استراتيجية بوش
الصدر والبعث وعناصر أمن .. والتدخل السوري الايراني
أسامة مهدي من لندن : كشفت دراسة سرية تفصيلية لوزارة الدفاع العراقية عن المعضلات التي تواجه الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق داخليا وخارجيا مشيرة الى ان اساليب تعامل سابقة خاطئة أدت إلى عداء متنامٍ في بعض أنحاء البلاد يهدد بتقويضها بدءا من المناطق ذات الأغلبية السنية التي تحتفظ بأقوى الروابط بنظام الحكم السابق ومناطق ذات أغلبية شيعية تابعة للتيار الصدري اضافة الى نشاط التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والبعثيين وعناصر متطرفة أخرى قد تتوحد أكثر للعمل ضد الاستراتيجية والممارسات المناهضة لسياسة المصالحة الوطنية التي تنفذها الميليشيات المسلحة التي تسعى إلى فرض نفسها كسلطة ثانية وفعاليتها في إشاعة العنف والقتل والاختطاف ثم وجود عناصر داخل الأجهزة الأمنية لها ولاءات لبعض الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والتي قد تشارك في عرقلة تنفيذ الخطة الأمنية.
واضافت الدراسة السرية التي اعدها اللواء الركن محمد العسكري المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع العراقية وقدمها الى وزيرها عبد القادر العبيدي وتنشر بالتزامن اليوم الجمعة مع موقع (باب الالكتروني العراقي www.freebab.com ) ان المعوقات الخارجية لهذه الاستراتيجية تتجسد في استمرار التدخل الإيراني بتوفير الدعم المادي وتهريب أسلحة (ألغام حديثة) لتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية والعراقية .. وكذلك استمرار سوريا بتسهيل دخول المتطوعين العرب عن طريق حدودها وتأمين الحماية وإيواء العناصر العبثية والعناصر الإرهابية في أراضيها لإفشال الإستراتيجية الأميركية في العراق اضافة الى استمرار وسائل إعلام دول الخليج وخاصة السعودية وقطر ومصر وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية للتحريض على العنف والترويج لنشاطات التنظيمات الإرهابية ومهاجمتها بشكل مستمر للعملية السياسية في العراق .ومن الناحية الدولية اوضحت الدراسة ان موقف معظم الدول الأوروبية معارض ومخيب للآمال وخاصة فرنسا وروسيا، ودائماً تنتقد السياسة الأميركية في العراق وتشكك بقدرات النجاح وأعلنت علناً عدم تأييدها للإستراتيجية الجديدة .
وبعد ان تستعرض الدراسة ملامح ومقومات الاستراتيجية الاميركية في العراق فإنها توصيبعدم إيهام المواطنين بأن هذه الخطة تحمل في ثناياها عصا سحرية وتستطيع أن تحقق كل أمانيهم بسرعة بالغة والتركيز على كيفية نجاحها وأن الإرهابيين لن يستسلموا بسرعة بل نحتاج إلى عمل وجهد مستمرين لدحرهم . كما دعت الى تجنب إعطاء الوعود التي يتعذر الإيفاء بها من ناحية تحسين الوضع الأمني بشكل كبير وتقديم فرص العمل والخدمات وغيرها والعمل منذ الآن لتهيئة الرأي العام العراقي لتقبل كل النتائج وأن تحقيق الهدف النهائي للقضاء على الإرهاب يستوجب مزيدا من التعاون والتضحية والصبر. كما اوصت بحث القوات المسلحة العراقية على بذل جهود كبيرة لتقديم الخدمات ومساعدة المواطنين بكل السبل المتاحة لكسب ودّهم .
وطالبت الدراسة بحث الوحدات العسكرية العراقية على القيام بأعمال خدمات والمشاركة في إعادة الإعمار والمشاركة في حملات التبرع بالدم وغيرها من الأنشطة الإنسانية وهذا يدعم العلاقة بين أبناء الشعب والقوات المسلحة . واكدت اهمية إعلان النتائج الحقيقية عن العناصر الإرهابية والتركيز على النجاحات ليس فقط الأمنية بل النجاحات السياسية وإعادة المهجرين لقطع سبل تعزيز الفتنة الطائفية .
ودعت الى تفعيل الجهد الاستخباري ووضع خطط مرنة لمواجهة أي طارئ بتشكيل احتياط قوي سريع الحركة مجهز بتجهيزات تتيح له معالجة المواقف الصعبة وبذل جهد كبير لعدم تمكين هذه العناصر من الارتباط والالتقاء والتنسيق من خلال تنشيط دور القطعات الأخرى التي لم تشترك في خطة أمن بغداد (في المحافظات) لمتابعة مقرات العناصر الإرهابية والضغط عليها.وطالبت بعمل دبلوماسي كبير للتأثير على دول الجوار وكذلك اتخاذ إجراءات ميدانية وفضح تدخلات هذه الدول عبر وسائل الإعلام .. وفي ما يلي نص الدراسة :
بسم الله الرحمن الرحيم
جمهورية العراق
جمهورية العراق
وزارة الدفاع
أمانة السر العام
إلى : معالي السيد وزير الدفاع المحترم ..
م/ دراسـة تحليلية
نسخة من دراسة تحليلية عن الإستراتيجية العسكرية الجديدة للولايات المتحدة الأميركية في العراق .
يرجى التفضل بالإطلاع .. مع التقدير .
اللواء الركن
محمد العســكري
المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع
دراسة تحليلية عن الإستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق :
المقدمة :
على الرغم من أن هناك دعماً عاماً واسع النطاق في كثير من مناطق العراق لوجود قوات التحالف نتيجة قيامها بإسقاط نظام دكتاتوري تسلطي إلاّ أن الافتقار إلى رؤية شاملة وإستراتيجية متماسكة لتشكيل المشهد السياسي للعراق كانت له تأثيرات ضمنية خطرة أدت إلى انفلات أمني اتسع مع مرور الأيام حتى أصبحت السيطرة نظرية وغير واقعية وأن الأساليب الماضية المنقوصة أدت إلى عداء متنامٍ في بعض أنحاء البلاد يهدد بتقويض المشروع الأميركي وتبدأ هذه التحديات في أقصاها في المناطق ذات الأغلبية السنية التي تحتفظ بأقوى الروابط بنظام الحكم السابق وكذلك في مناطق ذات أغلبية شيعية تابعة للتيار الصدري وأصبح من الضروري تدارك هذا التدهور الخطر وهذه التحديات بتفعيل استراتيجية جديدة خاصة وأن الديمقراطيين سيطروا على مجلس الكونغرس والشيوخ وهذا يعني هناك صعوبات جمة تواجه الرئيس الأميركي إزاء كل إخفاق في العراق .
الغايـة :
إعداد دراسة تحليلية مختصرة عن الإستراتيجية الجديدة في العراق.
استعراض الموقف :
يمكن إجمال استعراض الموقف قبل الإعلان عن الإستراتيجية الأميركية الجديدة بما يلي:
أ. تدهور واضح في الوضع الأمني وفعالية شديدة للعناصر الإرهابية في بغداد والأنبار وديالى ومناطق أخرى .
ب. ازدياد الخسائر البشرية للقوات الأميركية مقتل (3100) ألف جندي وتطوير الإرهابيين لأساليبهم في استخدام العبوات الناسفة ضد الدروع والآليات والنجاحات في نصب كمائن للطائرات المروحية وكذلك النجاح في تصعيد أعمال القتل والانتقام من السنة والشيعة وتطبيقهم مبدأ (القتال بالنيابة) بشكل بدأ يقلق المنطقة بأسرها .
ج. عدم تحقيق نجاحات ملحوظة بمشاريع المصالحة الوطنية المختلفة المحلية والإقليمية والدولية ما أعطى انطباعا أن يكون هناك حل شامل للمشكلة العراقية .
د. انخفاض في شعبية الرئيس بوش نتيجة السياسة في العراق وأفغانستان وظهرت هذه بوضوح خلال الانتخابات النصفية للكونغرس ومجلس الشيوخ وفوز الديمقراطيين على حساب الجمهوريين مما حدا بالإدارة الأميركية إلى التفكير بشكل جدي في استراتيجية تعيد الثقة .
هـ. المناقشات المستفيضة لتقارير مهمة مثل ( تقرير بيكر - هاملتون وتقارير البنتاغون الفعلية السرية وتقارير CIA) وشدة انتقادها للإستراتيجيات السابقة وتأكيدها على ضرورة إحداث تغيير سريع لإنقاذ الموقف وخاصة أن هذه التقارير شاملة وأعطت دراسة واقعية وحددت المعضلات وأعطت الحلول فكان من الضروري أن تؤخذ هذه التقاريرفي الاعتبار .
الحقائق :
في 10 ك2 2007 كشف الرئيس الأميركي بوش عن الإستراتيجية الجديدة في العراق وتضمنت :
أ. إرسال حوالى (21500) ألف جندي أميركي إلى العراق مهامها مساعدة وإسناد الحكومة العراقية في تنفيذ خطتها الأمنية الجديدة لتطهير المناطق والقضاء على الميليشيات والعناصر الإرهابية وتأمين الحماية للسكان .
ب. الاتفاق مع الحكومة العراقية على تنفيذ خطة أمنية محكمة تهدف إلى تحقيق الأمن في بغداد وفكرتها العامة :
أولاً. تعيين قائد عسكري ميداني لقيادة العمليات وكذلك تعيين معاونين له أحدهم من وزارة الدفاع العراقية والآخر من وزارة الداخلية يعملون في مركز عمليات مشترك مع القوات المتعددة الجنسية .
ثانياً. تقسيم بغداد إلى منطقتين الكرخ والرصافة ويعين قائد ميداني لكل منطقة وتقسم المناطق إلى قواطع عددها (10) في الكرخ والرصافة وكل منطقة تخضع لمسؤولية قائد ميداني .
ثالثاً. يعزز (4000) جندي أميركي للعمل في قاطع محافظة الأنبار واجبهم الرئيس القضاء على تنظيم القاعدة الذي اتخذ من هذه المحافظة حاضنة رئيسة لنشاطه .
رابعاً. يشترك في الخطة ما يقارب (18) لواء عراقيا من موارد وزارتي الدفاع والداخلية وما يقارب ستة ألوية أميركية .
خامساً. بعد إكمال تطهير مناطق بغداد من الإرهاب سيكون هناك تواجد للقوات العراقية والقوات متعددة الجنسية في الأحياء والمناطق لتفويت الفرصة على العناصر الإرهابية من العودة مجدداً وهذا ما يميز هذه الخطة عن سابقاتها .
سادساً. الإدارة الأميركية أعلنت أن الحكومة العراقية تعهدت عدم السماح لأي تدخلات سياسية وطائفية تؤثرفي إنجاز الخطة وتعمل بجد وبالتساوي مع الخارجين عن القانون بصرف النظر عن قوميتهم وطوائفهم .
سابعاً. سيكون العمل مشتركا لأي تجحفلات (قوات من الدفاع والداخلية والقوات الأميركية) لضمان الحيادية في جميع المناطق .
ثامناً. الخطة الأمنية تحمل اسم (فرض القانون) وهذا اختيار موفق يطمئن الجميع حتى لا تكون هناك شكوك في نوايا الدولة وكونها تستهدف طائفة على حساب أخرى .
تاسعاً. ترافق الخطة الأمنية خطط أخرى ساندة منها سياسية تدعم مشروع المصالحة الوطنية وإفساح المجال لشرائح أخرى للمشاركة في العمل السياسي وكذلك خطة لتقديم الخدمات وتحسين الواقع الخدمي في أحياء بغداد وكذلك تخصيص (10) مليارات دولار للإنفاق على مشاريع إعمار وتوفير فرص عمل.
إجراءات الإدارة الأميركية لإسناد الإستراتيجية :
قامت الإدارة الأميركية بعدة إجراءات أمنية الغاية منها إنجاح الإستراتيجية الجديدة منها :
أ. تغيير في القادة الميدانيين كقائد العمليات في العراق وقائد المنطقة الوسطى وغيرهم بعد أن تم استبدال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بوزير دفاع وبقادة ميدانيين جدد لهم استراتيجية تختلف عن استراتيجية رامسفيلد السابقة والتي ترتكز على نظرية القيام بمهام كبيرة بقطعات قليلة التي أثبتت نجاحها فقط أمام الجيش النظامي عند إسقاط النظام السابق وكذلك أثبتت فشلها في مكافحة الإرهاب حيث إن استراتيجية الوزير غيتس وقادته الميدانيين الجدد لديها القناعة بنظرية تحقيق أهداف كبيرة بقطعات واستعدادات واسعة .
ب. تغييرات سياسية مهمة منها تغيير السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاده الذي يعتقد الكثير من الساسة العراقيين أن له دورا كبيرا في تردي الأوضاع الأمنية في العراق وكذلك مدير الاستخبارات المركزية وممثل الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة وغيرها من المناصب الحساسة التي تمثل الإدارة الأميركية في محافل ومناطق مهمة .
جـ. تكليف وزيرة الخارجية الأميركية (كوندوليزا رايز) بالقيام بجولة لمنطقة الخليج العربي ومصر والأردن وبعض الدول التي تعتقد أنها تستطيع أن تلعب دورا إيجابيا لحشد التأييد للاستراتيجية الجديدة ولمساندة الحكومة العراقية ودعمها ولتقديم الإسناد من جهة أخرى كانت هذه السياسة ناجحة لنتقوم هذه الدول بمهاجمة الاستراتيجية الأميركية وتجنبت انتقاد الحكومة العراقية ، بل أعلنت معظم هذه الدول تأييدها للخطة الجديدة كالسعودية ومصر وغيرها .
د. تقوم الولايات المتحدة بتقديم الدعم للحكومة العراقية في سعيها لإيجاد معاهدة دولية لتسهيل المساعدات الاقتصادية للعراق.
هـ. تستعين وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بمنسق للإعمار في العراق والتأكد من إنفاق الأموال بشكل سليم .
و. إرسال ضباط متقاعدين وخبراء للمساهمة في عملية إعادة الإعمار وتدريب قوات الجيش والشرطة .
التزامات الحكومة العراقية من وجهة النظر الأميركية :
أعلنت الإدارة الأميركية عن عدة إجراءات على الحكومة العراقية الالتزام بتنفيذها ومنها :
أ. استلام زمام الأمور في المحافظات العراقية مع بداية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ب. إعادة النظر وتعديل قانون اجتثاث البعث وإعطاء الفرصة لشرائح أخرى للمشاركة في العملية السياسية .
جـ. تفعيل لجان تعديلات الدستور التي كانت مثار خلاف بين العرب الشيعة والأكراد من جهة والعرب السنة من جهة أخرى .
د. تنفيذ مشروع لكل مواطن حصة من الثروات النفطية .
هـ. الإسراع بإجراءات انتخابات محلية في وقت لاحق من هذا العام للسماح للمزيد من المواطنين للدخول في العملية السياسية .
و. التوازن أمر في غاية الأهمية لذا يجب أن تكون هناك موازنة بين الإجراءات السياسية والأمنية.
ز. اتخاذ موقف واضح للحكومة العراقية من القيادات دينية والأحزاب السياسية المحرضة للعنف والتي تمارس الاقتتال الطائفي .
ح. الالتزام والدعم الأميركي غير (مفتوح) وليس إلى ما لا نهاية فإذا لم تستطع الحكومة العراقية الالتزام بتنفيذ وعودها فإنها سوف تخسر دعم حكومة وشعب الولايات المتحدة الأميركية فضلاً عن دعم الشعب العراقي .
ط. قيام الحكومة بحملة إصلاح واسعة للأجهزة الأمنية والتي لديها ولاءات لبعض الميليشيات والتيارات الدينية والسياسية والتي لا تزال تعمل لمصلحة هذه الأحزاب على حساب مصلحة البلد .
ي. تنسيب قادة أكفاء مهنيين للوحدات العسكرية المشاركة في الخطة الأمنية.
ك. إلزام علماء الدين الشيعة والسنة بإصدار فتاوى تحرم الدم العراقي والاقتتال الطائفي ودعم عملية المصالحة .
المعضلات :
هناك عدة معاضل قد تواجه الاستراتيجية الأميركية في العراق ومن قبل دول الإقليم ودول العالم ويمكن تلخيصها بما يلي :
أ. عراقيا :
أولاً. نشاط التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والبعثيين وعناصر متطرفة أخرى قد تتوحد أكثر للعمل ضد الإستراتيجية وتستغل الظروف لاستمرار دوامة العنف والتأثير على المصالحة الوطنية .
ثانياً. الممارسات المناهضة لسياسة المصالحة الوطنية التي تنفذها الميليشيات المسلحة سواء المعلن عن وجودها أو غير المعلن والتي تحاول أن تفرض نفسها كسلطة ثانية في البلاد وفعاليتها في إشاعة العنف والقتل والاختطاف.
ثالثاً. وجود عناصر داخل الأجهزة الأمنية لها ولاءات لبعض الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والتي قد تشارك في عرقلة تنفيذ الخطة الأمنية.
رابعاً. استمرار النشاطات الطائفية وعمليات التهجير والقتل على الهوية .
خامساً. المناطق التي تعرضت إلى عمليات تهجير قسري تشكل إحدى العوائق المهمة التي يجب أن تؤخذفي الاعتبار بسبب وجود بعض من السكان موالين إما للتنظيمات الإرهابية أو للميليشيات المسلحة .
سادساً. الاختلاف الواضح في وجهات نظر القوى الدينية والسياسية الشيعية والسنية .
سابعاً. مهاجمة الاستراتيجة من قبل بعض السياسيين وأعضاء في البرلمان العراقي وبعض رجال الدين أو هيئات ذات صبغة دينية عبر وسائل الإعلام وتحريض المواطنين بعدم التعاون مع الإستراتيجية والخطة الأمنية والتشكيك بنواياها .
ثامناً. الضغط الذي تمارسه بعض الأحزاب السياسية والشخصيات الحكومية والبرلمانية على الحكومة والأجهزة الأمنية لإطلاق سراح بعض المتهمين بأعمال عنف وإرهاب .
تاسعاً. صعوبة إقناع المواطنين بالنجاح لكثرة الوعود والخطط السابقة التي لم تجدِ نفعاً مما يتطلب بذل جهود إعلامية كبيرة وجهود ميدانية لإعادة أواصر الثقة المفقودة .
ب. إقليمياً :
أولاً. استمرار التدخل الإيراني بتوفير الدعم المادي وتهريب أسلحة (ألغام حديثة) لتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية والعراقية .
ثانياً. استمرار سورية بتسهيل دخول المتطوعين العرب عن طريق حدودها وتأمين الحماية وإيواء العناصر العبثية والعناصر الإرهابية في أراضيها لإفشال الإستراتيجية الأميركية في العراق .
ثالثاً. استمرار وسائل إعلام دول الخليج وخاصة السعودية وقطر وكذلك مصر وسورية واليمن وغيرها من الدول العربية للتحريض على العنف والترويج لنشاطات التنظيمات الإرهابية ومهاجمتها بشكل مستمر للعملية السياسية في العراق .
جـ. دولياً :
أولاً. موقف معظم الدول الأوروبية معارض ومخيب للآمال وخاصة فرنسا وروسيا، ودائماً تنتقد السياسة الأميركية في العراق وتشكك بقدرات النجاح وأعلنت علناً عدم تأييدها للإستراتيجية الجديدة .
وظهر الرئيس الروسي بوتين بتصريحات انتقادية حادة للإدارة الأميركية تعتبر مؤشرا جديدا من التصريحات المباشرة والمنتقدة وكذلك تصريح الرئيس الفرنسي جاك شيراك بأن الإستراتيجية منقوصة وتحتاج إلى إستراتيجية سياسية وغير عسكرية .
ثانياً. موقف الأمم المتحدة غير واضح وغير فعال وقد يكون السبب توقيت إعلان الإستراتيجية جاء بوقت استلام الأمين العام للأمم المتحدة الجديدة مهامه، فمن الطبيعي أن يكون أكثر حذراً في التصريحات وهذا أمر متوقع كونه شغل المنصب حديثاً ولم يكوّن فكرة شاملة .
ثالثاً. الجامعة العربية لم تدلِ بأي تصريحات واضحة حول الإستراتيجية وعملت على حث ممثلها في العراق (لاماني) لإعلان استقالته بلعبة ذكية وخبيثة للتعبير عن موقفها بطريقة غير مباشرة وأعطت انطباعا حول استقالة ممثلها ما معناه لا توجد حلول حقيقية للمشكلة العراقية .
المسالك المحتملة :
هناك ثلاثة مسالك محتملة للإستراتيجية الأميركية الجديدة هي :
أ. المسلك الأول: أن تحقق الإستراتيجية الجديدة نجاحا ساحقا وواضحا .
ب. المسلك الثاني: أن تحقق الإستراتيجية نجاحا نسبيا يعتمد على نجاح مستقبلي ولكن يحتاج إلى وقت دعم للقوات المسلحة العراقية .
جـ. المسلك الثالث: أن تفشل الخطة ولن تؤدي إلى تحقيق أهدافها .
المسلك الأكثر احتمالاً :
من خلال الدراسة والمتابعة للأحداث يبدو أن المسلك (الثاني) هو الأكثر واقعية للتحقيق من خلال سير الأحداث على أمل أن تستمر العملية لتحقيق المسلك (الأول) والدليل على ذلك :
أ. إعلان أكثر من مسؤول أميركي أن الاستراتيجية الجديدة لن ينجم عنها نهاية مباشرة للتفجيرات الانتحارية والاعتداءات ونتوقع المزيد من الضحايا المدنيين والقوات الأميركية حيث قال الرئيس بوش (علينا تقبل المزيد من التضحيات من أجل تحقيق أهدافنا) .
ب. إعلان الحكومة العراقية أنها ليست العملية الأخيرة لمكافحة الإرهاب بل هي البداية .
الاستنتاجات
يمكن أن نستخلص كثيرا من الاستنتاجات حول الإستراتيجية الأميركية الجديدة وأهمها :
أ. أن إستراتيجية الرئيس بوش الجديدة وصفها أكثر من سياسي ومتابع بأنها واقعية ولا تستهين بالتحدي كما عبر عنها رئيس الوزراء الاسترالي .
ب. اتفاق جميع الآراء الأميركية والعراقية على أن الفشل سيدعم الإرهاب في العالم ويعني أنه نجح في الحصول على ملاذ آمن سينطلق منه إلى باقي دول العالم لاسيما النجاح سيكون بمثابة ضربة قاسمة للإرهاب .
جـ. اعتراف الرئيس بوش بالأخطاء السابقة ولديه الرغبة الحقيقية في التصحيح والإصلاح وخاصة في ما يتعلق بزيادة القوات الأميركية وبقاء قوات في المناطق المحررة من الإرهاب .
د. التأكيد على أن الحلول الأمنية ليست الحل الوحيد . بل يجب أن ترافقها حلول سياسية ودبلوماسية واقتصادية من قبل الإدارة الأميركية ويكون في هذه الخطوة إصابة في تشخيص الخلل .
هـ. تراجع الولايات المتحدة سيؤدي إلى إفشال وسقوط الحكومة العراقية وتعرض البلاد إلى حرب أهلية وإذا قل الدعم الأميركي فإنه سيؤدي إلى تأخير انسحاب القوات الأميركية في العراق .
و. على دول الجوار العراقي أن تفهم أن استمرار العنف في العراق سوف يمكن التنظيمات الإرهابية من تأسيس قاعدة كبيرة للانطلاق إلى تلك الدول .
ز. إن النجاح في العراق يتطلب منح الحكومة العراقية الثقة الكاملة ودعمها لاستلام المسؤولية الكاملة وإدارة شؤون البلاد بشكل أكبر مما هو عليه لتتمكن في المستقبل القريب من بسط سيطرتها على البلاد .
ح. من الواضح أن الولايات المتحدة أعدت نفسها جيداً لكل الاحتمالات ففي حالة النجاح ستنسب ذلك لإجراءاتها وإستراتيجيتها الجريئة الجديدة والتي أصرت عليها رغم معارضة الديمقراطيين . وتؤكد في حالة النجاح (وهذا متوقع) إصرار الرئيس بوش على النجاح هو العامل الرئيس للتحدي . وفي حالة الإخفاق فإنها بدأت تنوه لترتيب تداعيات الإخفاق وإعزائها إلى الحكومة العراقية بكونها لم تفِ بالتزاماتها
ط. هناك تحد للإدارة الأميركية في الموافقة على إستراتيجيتها الجديدة حيث يتوقع الكثير أن الكونغرس لن يصوت بالموافقة على مشروع الرئيس بوش في إستراتيجيته الجديدة .
وهذا خطأ كبير يمر على الذين لم يتعمقوا بالسياسة الأميركية قد يختلف الجمهوريون والديمقراطيون بكثير من المسائل إعلامياً أو في اجتماعات غير ملزمة ولكن عندما يتعلق الأمر بالإستراتيجية الخارجية أو مصالحهم في المنطقة أو تعرض أمنهم القومي للخطر فمن المؤكد أنهم يتوحدون خلف رئيس الولايات المتحدة لكونه القائد العام للسياسة الأميركية والكل يسعى إلى عدم عرقلة جهوده في النجاح وعدم المساهمة في إفشاله لأن من يقوم في ذلك سيتحمل المسؤولية أمام الشعب والإعلام الأميركي وهذا ببساطة يعني خسارة الانتخابات المقبلة بالنسبة للديمقراطيين .
التوصيات :
إن أهم ما يمكن الإشارة إليه هو تأثير كبير لهذه الإستراتيجية في حالة نجاحها وخطورة بالغة في حالة إخفاقها وعليه يجب التعامل معها بواقعية والتركيز على :
أ. استغلال التفاعل الحقيقي لمعظم المواطنين العراقيين للتعاون مع الخطة من أجل إعادة الأمن واستياؤهم الشديد من حالات العنف والقتل والتهجير .
ب. عدم إيهام المواطنين بأن هذه الخطة تحمل في ثناياها عصا سحرية وتستطيع أن تحقق كل أمانيهم بسرعة بالغة . بل يجب التركيز على كيفية نجاحها وأن الإرهابيين لن يستسلموا بسرعة بل نحتاج إلى عمل وجهد مستمرين لدحرهم .
جـ. تجنب إعطاء الوعود التي يتعذر الإيفاء بها من ناحية تحسين الوضع الأمني بشكل كبير وتقديم فرص العمل والخدمات وغيرها، وينبغي التركيز (على ما يمكن فعله فعلاً).
د. ينبغي العمل منذ الآن لتهيئة الرأي العام العراقي بتقبل كل النتائج وأن تحقيق الهدف النهائي للقضاء على الإرهاب يستوجب مزيدا من التعاون والتضحية والصبر.
هـ. حث القوات المسلحة العراقية على بذل جهود كبيرة لتقديم الخدمات ومساعدة المواطنين بكل السبل المتاحة لكسب ودّهم .
و. حث الوحدات العسكرية العراقية على القيام بأعمال خدمات والمشاركة في إعادة الإعمار والمشاركة في حملات التبرع بالدم وغيرها من الأنشطة الإنسانية وهذا يدعم العلاقة بين أبناء الشعب والقوات المسلحة .
ز. إعلان النتائج الحقيقية عن العناصر الإرهابية والتركيز على النجاحات ليس فقط الأمنية بل النجاحات السياسية وإعادة المهجرين لقطع سبل تعزيز الفتنة الطائفية .
ح. التنظيمات الإرهابية وبعض الميليشيات المسلحة ستعمل جاهدة على تغيير إستراتيجيتها بما يتلاءم لإفشال الخطة الأمنية وستسعى بكل الوسائل إلى تغيير أساليبها باختيار الأهداف وكيفية التخطيط لها وتنفيذها بأساليب جديدة ، لذا ينبغي تفعيل الجهد الاستخباري ووضع خطط مرنة لمواجهة أي طارئ بتشكيل احتياط قوي سريع الحركة مجهز بتجهيزات تتيح له معالجة المواقف الصعبة .
ط. من المتوقع أن تتحالف كل العناصر الإرهابية لتوحيد صفوفها لإفشال الخطة الأمنية وهذا يتطلب جهدا كبيرا لعدم تمكين هذه العناصر من الارتباط والالتقاء والتنسيق من خلال تنشيط دور القطعات الأخرى التي لم تشترك في خطة أمن بغداد (في المحافظات) لمتابعة مقرات العناصر الإرهابية والضغط عليها.
ي. ستستمر كل من سوريا وإيران بتدخلهما السلبي وتسعيان جاهدتين لإفشال الإستراتيجية الجديدة وهذا يتطلب عملا دبلوماسيا كبيرا للتأثير على دول الجوار وكذلك اتخاذ إجراءات ميدانية وفضح تدخلات هذه الدول عبر وسائل الإعلام .
ك. نجاح الإستراتيجية وخطة أمن بغداد سيشجع المعتدلين من الشيعة والسنة على المشاركة والمساهمة في إنجاح العملية السياسية في العراق .
ل. إن تحديد فترة زمنية لتسلم الملف الأمني والقيام بالدور الرئيس في المحافظات في مطلع شهر تشرين الثاني (نوفمبر عام 2007) يضع الحكومة العراقية أمام التزامات مجدولة لا يمكن تجاهلها مستقبلاً وسيضع كاهل المسؤولية أيضاً على الحكومة العراقية سواء نجحت الإستراتيجية أم أخفقت .
يرجى التفضل بالإطلاع .. مع التقدير
اللواء الركن
محمد العسكري
المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع