أخبار

بولتون: أردت كسب الوقت لتمكين اسرائيل من الانتصار في الحرب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة العيسة من القدس: شكك جون بولتون، سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة سابقا، بما كان ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الاسرائيلي قاله، بانه العمليات البرية في الايام الثلاثة الاخيرة لحرب تموز على لبنان، كانت ضرورية لتغيير قرار مجلس الأمن بوقف اطلاق النار، وقال بانه حاول كسب الوقت لتمكين اسرائيل من الانتصار في الحرب، وهو ما لم يحدث.

وقال بولتون، في مقابلة اجراها الصحافي ينيف خليلي، ونشرتها صحيفة يديعوت احرنوت اليوم، بانه ليس صحيحا أن العملية واسعة النطاق تسببت في تغيير بنود جوهرية في القرار. واضاف "العملية العسكرية بدأت فقط بعد أن أصبح واضحا انه سيتم تبني القرار"، ونفى مزاعم الجهات الحكومية الاسرائيلية التي اعلنت غضبها، عندما رأت مسودة القرار قبل اتخاذه بيومين، واعتبرته ليس في مصلحة اسرائيل.

وقال بولتون "اسرائيل حصلت على المسودة في يوم السبت قبل التصويت باسبوع"، واضاف "خلال الاسبوع جرت مفاوضات بناءا على طلب الجامعة العربية، وبعض البنود غُيرت وبُدلت، ولكن التغيرات تمت تدريجيا على امتداد الايام السبعة. المسألة لم تكن أن المسودة كانت هناك وفجأة حدث فيها تغيير دراماتيكي بين ليلة وضحاها". واشار ان "العرب ادعوا أن المسودة هي قرار مؤيد لاسرائيل. اللبنانيون توجهوا للفرنسيين وحاولوا ممارسة الضغط على واشنطن ولندن. نتيجة لهذا الضغط تم تمديد المفاوضات لاسبوع اضافي". وقال "توصلنا الى اتفاق مع الفرنسيين قبل اسبوع من التصويت على المسودة النهائية، إلا أن العرب رفضوه. كانت هناك أمور قد تغيرت وقد أُعلمت اسرائيل بها".

واعتبر ان التغيرات التي طرأت في الاسبوع الأخير على العرب كانت عموما "لصالح الموقف العربي"، واضاف "رغم ذلك اعتقدنا أننا ندافع عن الخطوط الحمراء لاسرائيل، في كل ما يتعلق بشرعية القوة متعددة الجنسيات آخذين في الحسبان حقيقة أن مطلب تعليق الهجمات جاء بقوة كبيرة من الجانب الاسرائيلي".

وردا على سؤال الصحيفة "هل تذكر بنودا في المسودة غُيرت بناءا على طلب الجامعة العربية في الاسبوع الأخير؟ مزارع شبعا مثلا" قال بولتون "بالنسبة لمزارع شبعا استطيع أن أقول بكل ثقة أنه قد تغير. الفكرة اللبنانية الأصلية كانت تسلم المزارع، إلا أننا رفضنا الاقتراح والصياغة التي أُدخلت هي أن كوفي عنان يقوم بارسال وفد لطرح بدائل لحل هذه القضية. وافقنا على قبول هذا البند لاننا اعتقدنا أنه لا يلزم بتطبيق أحد البدائل المقترحة".

وعن فكرة القوة متعددة الجنسيات، قال السفير السابق بانها "جاءت من اسرائيل، ولم يكن في البداية تصور لدى أحد حول هذه القوة. أنا اعتقدت كل الوقت أن موقف اسرائيل سيكون انها ستعتمد على جيشها كقوة وحيدة لحمايتها، ولذلك فوجئت من الطلب الاسرائيلي بادخال القوات الدولية متعددة الجنسيات الى جنوب لبنان. ما حدث في نهاية المطاف هو أن أي واحدة من الدول التي وافقت على ارسال جنود لم تكن مستعدة للمشاركة في القتال، لذلك كانت قوات حفظ السلام هي الخيار الأفضل من أي اقتراح آخر".

وخلافا لما قالته وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي لفني التي ادعت انه كان من الممكن التوصل الى اتفاق مشابه خلال ايام قليلة بعد اندلاع الحرب، يقول بولتون أن مثل هذا الحل لم يكن ممكنا إلا بثمن العودة الى نفس الواقع الذي ساد في المنطقة قبل اندلاع الحرب.

واضاف "أنا لا أفهم كيف يمكن القيام بذلك إلا اذا كانت اسرائيل لتوافق في تلك النقطة على ايقاف هجمتها العسكرية. الناس أرادوا وقف اطلاق نار فوري، وهذا شيء عارضناه يوما بعد يوم، لذلك تواصلت الحرب 31 يوما. لو تعلق الامر بالعرب أو بكوفي عنان لكانت الحرب توقفت منذ اليوم الاول. الولايات المتحدة لم ترغب باتفاق وقف اطلاق نار جديد ووضع راهن اضافي في الشرق الاوسط. أردنا استغلال الفرصة المؤسفة لمحاولة التوصل الى اتفاق بعيد المدى. كانت لدى الناس أجندات مختلفة، الامر الذي صعب التوصل الى القرار. وأنا اعتقد بأن الاتفاق قد كان غير ناجح لانه لم يحقق هدفه النهائي: التوصل الى تسوية دائمة في المنطقة. حزب الله ما زال يشكل تهديدا لاسرائيل والديمقراطية في لبنان، والسلاح ما زال يدخل اليه عبر سوريا وايران".

وردا على سؤال "الكثيرون فوجئوا لان اسرائيل لم تنتصر في الحرب. هل فوجئت أنت ايضا؟" قال بولتون "خلال الحرب كنت في نيويورك مشغولا بشؤون مجلس الأمن. لم أعرف ماذا كانت أهداف الحرب. منذ البداية أردت كسب الوقت حتى تتمكن اسرائيل من ادارة المعركة. كان بامكانها أن تفعل ذلك بواسطة سلسلة طويلة من الردود على هجمة حزب الله الاولى. كان من المشروع من ناحية اسرائيل أن تُدمر حزب الله تماما كجزء من تجسيد حقها في الدفاع عن النفس. من الواضح انها لم تفعل ذلك وانما قامت بأمور كثيرة اخرى، يتوجب عليك أن تسأل حكومة اسرائيل عنها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف