أخبار

الخلافات الدولية تزداد مع إيران لمواصلة إحتجاز بحارة بريطانيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


بروكسل، لندن، طهران: إزدادت حدة التوتر بين إيران وعدد من دول العالم خاصة الأوروبية منها، فقد إستدعى وزير الخارجية البلجيكي كاريل دي غوشت الخميس ممثل إيران في بروكسل إلى مقر وزارة الخارجية للمطالبة بإطلاق سراح البحارة البريطانيين الخمسة عشر الذين تحتجزهم طهران منذ 23 آذار (مارس) الحالي، كما أعلن مكتبه اليوم الجمعة. إستدعى وزير الخارجية البلجيكي كاريل دي غوشت الخميس ممثل إيران في بروكسل إلى مقر وزارة الخارجية للمطالبة بإطلاق سراح البحارة البريطانيين الخمسة عشر الذين تحتجزهم طهران منذ 23 آذار (مارس) الحالي، كما أعلن مكتبه يوم الجمعة.

وقال دي غوشت في بيان: "أطلب من السلطات الإيرانية إطلاق سراح البحارة البريطانيين في أسرع وقت. إن إعتقالهم وإحتجازهم الطويل من قبل إيران أمر لا يمكن قبوله".

وفي هذا الصدد أوضح بيان الوزير الذي يشارك حتى السبت في إجتماع مع نظرائه الأوروبيين في ألمانيا، أن رئيس اللجنة الإدارية في الوزارة (يعادل الأمين العام) يان غرولز إستقبل مساء الخميس القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بروكسل سيد صالحي. وتم إبلاغ القائم بالأعمال الإيرانية أنه في الإنتظار وبموجب القانون الدولي من حق السلطات البريطانية القيام بزيارة قنصلية لرعاياها، وفقًا للبيان.

وأخيرًا ترى بلجيكا أن بث لقطات للبحارة مع تصريحات قسرية ليس سلوكا مقبولاً من عضو في المجتمع الدولي.


ذريعة لشن عملية عسكرية؟
وأتى تصعيد لندن لهجتها حيال طهران بنتائج عكسية، إذ قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إن المسؤولين البريطانيين يرتكبون الأخطاء.

ويرجح الكثير من الخبراء أن تقحم قضية احتجاز البحارة البريطانيين النزاع بين الغرب وإيران إلى مرحلة ساخنة خاصة وأن طهران لا تزال تتجاهل مطلب التخلي عن تخصيب اليورانيوم وتقوم بدور مشبوه في العراق بحسب رأي الغرب والولايات المتحدة بصورة خاصة.

وكانت القوات البحرية الأميركية قد بدأت مناورات عسكرية كبيرة في الخليج الفارسي. ويزعم موقع Debka على شبكة الإنترنت، وهو موقع مقرب من المخابرات الإسرائيلية، أن عملية عسكرية ضد إيران ستبدأ في 6 أبريل وتستمر خلال 12 ساعة يتم خلالها إطلاق مئات الصواريخ والقنابل على الأراضي الإيرانية بهدف تدمير منشآت نووية يشتبه بأن لها صلة بسعي الإيرانيين إلى صنع السلاح النووي. ومن الممكن أن يعطي احتجاز البحارة البريطانيين ذريعة لشن العملية العسكرية.

ويذكر الخبراء أن إسرائيل بدأت في العام الماضي الحرب ضد حزب الله اللبناني حينما أسر مقاتلوه اثنين من الجنود الإسرائيليين.

طهران تطلب من الإتحاد الأوروبي عدم التدخل في الأزمة مع لندن
وفي سياق متصل طلبت طهران اليوم الجمعة من الإتحاد الأوروبي البقاء على الحياد في الأزمة مع لندن التي نشأت بعد إعتقال إيران 15 من عناصر البحرية البريطانية في مياه الخلفي 23 آذار(مارس).وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني وفق ما أوردت وكالة الإنباء الإيرانية الرسمية إنه على المسؤولين الأوروبيين الإمتناع عن إتخاذ موقف منحاز بدعم العدوان على المياه الإقليمية الإيرانية من قبل القوات البريطانية.

ويعد وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي الجمعة نص "رسالة تضامن" مع بريطانيا وعناصر بحريتها المعتقلين في إيران.وكان المتحدث الإيراني يرد بشكل خاص على تصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي وصف عملية الإعتقال بأنها "غير مقبولة" ووعد بالتضامن مع بريطانيا.

وردًا على سؤال عن الموقف الإيراني في هذه الأزمة، قال سولانا: "أنا لا أفهم. أنه خطأ كبير. يجب أن يفرجوا فورًا عن الجنود".وعلق حسيني أن تصريحات سولانا ومواقف بعض السلطات الأوروبية بهذا الشأن غير مبررة وغير عقلانية وغير مسؤولة، مشيرًا إلى أن وجود القوات البريطانية في المياه الإقليمية الإيرانية أمر أكيد ومؤكد.وأضاف أن إيران تعتبر أن هذه التصريحات تدخلٌ في شؤونها.

وتؤكد إيران أن عناصر القوات البحرية البريطانية كانوا في مياهها الإقليمية لدى إعتقالهم في حين تؤكد لندن أنهم كانوا في المياه الإقليمية العراقية.

نشر رسالة ثالثة للجندية البريطانية المحتجزة في إيران
وفي السياق ذاته نشرت اليوم الجمعة رسالة ثالثة منسوبة إلى الجندية البريطانية فأي تورني المعتقلة مع 14 من عناصر البحرية البريطانية الآخرين في إيران، تقول فيها إنها وزملاءها ضحية السياستين الأميركية والبريطانية.وقالت في الرسالة الموجهة إلى الشعب البريطاني ونشرتها السفارة الإيرانية في لندن: "علينا أن نبدأ سحب قواتنا من العراق".

وفي الرسالة التي كتبت مقاطع منها بلغة إنكليزية ضعيفة، طلبت الجندية مرتين الإعتذار على إنتهاك المياه الإقليمية الإيرانية.وتؤكد إيران أن عناصر البحرية الـ 15 الذين تعتقلهم منذ 23 آذار (مارس) كانوا في مياهها الإقليمية لدى إعتقالهم الأمر الذي ترفضه بريطانيا التي تؤكد أن جنودها كانوا في المياه الإقليمية العراقية.

وكانت الجندية ظهرت في وقت سابق في شريط بثه تلفزيون إيراني مع إثنين من الجنود البريطانيين الآخرين.

بلير مصمم على عزل إيران ويدعو إلى التحلي بالصبر
بينما أكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم الجمعة تصميمه على عزل إيران ودعا إلى التحلي بالصبر من أجل الإفراج عن عناصر البحرية البريطانية الذين بدأوا أسبوعهم الثاني رهن الإعتقال لدى إيران.وقال في تصريحات صحافية ببساطة علينا أن نواصل (السعي) بالحزم والتصميم الضروريين لكن علينا أيضًا التحلي بالصبر لأنه لا يوجد سوى حل واحد ممكن لهذا الأمر وهو الإفراج عن جنودنا سالمين.وإعتبر أنه ليس من المرجح التوصل إلى حل الأزمة سريعًا.

وقال إن ما يجب أن يدركه الإيرانيون هو أنه في حال واصلوا على هذا الدرب فأنهم سيواجهون عزلة متنامية.وأضاف: "لا اعرف حقيقة لماذا يفعل النظام الإيراني هذا. إن كل ما يفعله هو زيادة مشاعر إشمئزاز الناس"، مشيرًا إلى أن عرض وإستغلال جنود البحرية لن ينطلي على أحد.

وكرر بلير أن من الواضح تمامًا أن هؤلاء الأشخاص كانوا في المياه العراقية يعملون بتفويض من الأمم المتحدة. وأضاف: "لا يوجد أدنى شك في عدم شرعية إعتقالهم ويجب بالتالي الإفراج عنهم".وتابع مخففًا من لهجته: "علينا إدارة هذه الأزمة والتعامل معها بتصميم ولكن أيضًا بهدوء لأن حياة جنودنا فوق كل إعتبار".

من جانبها قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيتيوم أمسعلى هامش إجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي أنه لا توجد أي إشارة على أن إيران تسعى لحل الأزمة.

واشنطن ترفض أي ربط بين البحارة والمحتجزين الإيرانيين في العراق
وفي القضية ذاتها رفضت الولايات المتحدة الجمعة أي ربط بين مسألة البحارة البريطانيين الذين إحتجزتهم إيران وبين خمسة إيرانيين إعتقلتهم القوات الأميركية في العراق في وقت سابق. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك: "نرفض أي ربط بين المسألتين".

وجاء كلام المتحدث ردًا على إمكانية حصول تبادل بين البحارة البريطانيين الذين إحتجزتهم قوات إيرانية الجمعة في مياه الخليج وبين خمسة إيرانيين إعتقلتهم القوات الأميركية في الحادي عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي في شمال العراق. ولا يزال الإيرانيون الخمسة، الذين تؤكد طهران أنهم دبلوسيون، محتجزين بتهمة تقديم تكنولوجيا صنع العبوات الناسفة إلى المتمردين في العراق.

ردًا على سؤال حول المساعدة الدبلوماسية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى حليفتها بريطانيا بشأن هذه المسالة، إعتمد المتحدث الحذر الذي يتفق مع الموقف الأميركي حتى الآن رافضًا الكلام عن "تصعيد" بعد قيام التلفزيون الإيراني بنشر صور للبحارة المحتجزين. وقال المتحدث الأميركي: "في حال كانت بريطانيا بحاجة إلى شيء من جانبنا فإننا مستعدون لتقديمه ونرغب في ذلك".

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطلب من إيران التعاون الكامل
من جهة ثانية، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة من إيران عدم وضع حدود لتعاونها مع مفتشيها إثر إخطار رسمي في هذا الصدد تلقته قبل يومين. وكتب رئيس العلاقات الخارجية للوكالة فيلموس جيرفيني في رسالة إلى سفير إيران في فيينا حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، "أناشد سلطات بلدكم إعادة النظر في قرارها". معتبرًا القرار الإيراني "مدعاة إلى الأسف".

وكانت طهران قد أعلنت الأحد أنه ستحد من تعاونها مع الوكالة إثر تبني قرار جديد في الأمم المتحدة يشدد العقوبات على طهران لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم. وأوضح المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام آنذاك أن بلاده لن تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوجود منشآت نووية إلا قبل ستة أشهر من تشغيلها.

وأعلن السفير الإيراني علي أصغر سلطانية رسميًا قرار الحد من التعاون في رسالة سلمت الأربعاء إلى المدير العام للوكالة محمد البرادعي تصف قرار مجلس الأمن 1747 بأنه "غير شرعي".

وفي هذه الرسالة التي إطلعت عليها أيضًا وكالة فرانس برس أكد سلطانية أن لإيران الحق في حماية أسرارها النووية لأن الولايات المتحدة وإسرائيل تهددان باللجوء إلى القوة ومهاجمة الجمهورية الإسلامية بتشديدهما أكثر من مرة على أن الخيار العسكري لا يزال مطروحًا.

وكانت طهران قد وافقت منذ أربع سنوات على بروتوكول لمعاهدة عدم الإنتشار النووي يرغمها على أن تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقدمًا بأي قرار ببناء منشأة نووية جديدة.

ويطالب المجتمع الدولي إيران، بلا جدوى حتى الآن، بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تخشى الدول الكبرى أن يستخدم في برنامج نووي عسكري وليس في برنامج مدني فقط كما تؤكد إيران.


فرنسا تجدد تضامنها مع بريطانيا
وجددت فرنسا اليوم موقفها المتضامن مع بريطانيا في محاولتها لاطلاق سراح بحارتها. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية دينيس سيمونو ان وزير الخارجية فيليب دوست بلازي جدد قبل سفره الى المانيا للمشاركة في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي موقف الحكومة الفرنسية "المتضامن كليا" مع بريطانيا في هذه الازمة. وذكر ان اتخاذ اي اجراءات مشتركة مع بريطانيا ضد ايران سيتم مناقشته اليوم خلال الاجتماع الذي يعقد في مدينة بريمن الالمانية. واضاف سيمونو ان بلاده مستعدة للمساعدة على "تحقيق تقدم في المحادثات" كما انها "مستعدة للمساعدة على ايجاد حل اذا كانت الاطراف المعنية بحاجة الى ذلك".

تركيا قلقة
اعربت تركيا يوم الجمعةعن القلق الشديد ازاء عدم التوصل الى حل سلمي لازمة احتجاز البحارة البريطانيين في ايران. وأصدرت وزارة الخارجية اليوم بيانا أكدت فيه ان تركيا متسمرة في مباحثاتها الودية والبناء مع المسئولين الايرانيين والبريطانيين من أجل حل هذه المشكلة قبل تفاقمها. وأضاف البيان"تركيا تتمنى بكل صدق أن تنتهي هذه المشكلة بسرعة وبشكل حسن يتلاءم مع التطلعات الدولية تجنبا لاضافة مشكلة جديدة على المشكلات الموجودة أساسا في منطقة الشرق الأوسط".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف