فلسطين الرابحة الكبرى والنتيجة الفورية من السودان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إنطباعات وإستنتاجات حول القمة
فلسطين الرابحة الكبرى والنتيجة الفورية من السودان
الياس يوسف من بيروت : تبين جردة بالإنطباعات والإستنتاجات التي خرجت بها الأوساط السياسية والديبلوماسية والصحافية من القمة العربية مع إختتام أعمالها أمس في الرياض أنها كانت، في الشكل، وفق التسميات التي أطلقتها عليها وسائل إعلام وصحف : "قمة التضامن العربي"، "قمة إستعادة الأمل"، "قمة إستعادة العرب قرار العرب"، "قمة فلسطين"....
أما في الجوهر فما صدر عن قمة الرياض هو عبارة عن تكليف للمملكة العربية السعودية بدور قيادي ينقل "مبادرة السلام العربية" إلى عتبة جديدة. وشمل الإجماع العربي على التمسك بالمبادرة وتفعيلها موافقة حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية عليها، مما يجعل "حماس" الآن طرفًا في الإجماع العربي الرسمي على الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، مقابلإستعداد إسرائيل للإنسحاب من الأراضي التي إحتلتها عام ١٩٦٧ .
ولم تكن قمة الرياض قمة اللاءات على نسق قمة الخرطوم التي أطلقت اللاءات الثلاث: لا إعتراف ولا مفاوضات ولا صلح، والتي لم تسفر لثلاثين سنة سوى عن المزيد من المآسي للشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني. بل كانت قمة الجرأة على زخم جديد يزيد من عزلة الراديكاليين، المتطرفين الذين تعلو ثرثرتهم وهم حقًا يتراكمون في زاوية التطويق.
وقد أخذت قمة الرياض زمام المبادرة من الراديكالية ورئاستها مسؤولة الآن عن إنجاح الإعتدال وتحقيق إنتصاره بهزيمة واضحة للراديكالية والتطرف الممتد من السودان إلى لبنان، مرورًا بفلسطين والعراق بإستثمار مباشر من إيران.
وشهدت القمة تكريسًا ولو إجرائيًا في الحد الأدنى لمسؤولية المملكة العربية السعودية التي ستتولى طوال العام المقبل إدارة الأزمات العربية بعدما قد مهدت للقمة بأدوار عراقية وفلسطينية متقدمة بعض الشيء على تقاليد الدبلوماسية السعودية التي كانت في الماضي تميل إلى البقاء في الظل. وهي تمكنت من العبور فوق الألغام التي حاولت زرعها إسرائيل في طريق المبادرة العربية للسلام وتمثلت في الإلحاح على ضرورة تعديل بنوده، خصوصًا في ما يتعلق بعودة اللاجئين. فكان أن أعادت القمة تبني المبادرة كما هي.
ولكن رغم إحيائها مبادرة السلام، انتهت القمة من غير أن تحدد من سيشارك في مجموعات العمل التي ستعمل لترويجها. علمًا أن جهات عربية ترغب في إقتصار عضوية المجموعات على دول عربية معتدلة مثل السعودية ومصر والأردن والإمارات، أملاً في أن تقنع إسرائيل والولايات المتحدة بالمبادرة، لكن سوريا التي تعد في معسكر المتشددين ربما كانت تريد الإنضمام إلى عضوية فرق العمل خوفًا من تهميشها.
وفي غمرة هذه الملاحظات، سجلت عودة الوفدين اللبنانيين إلى بيروت بأقل قدر من الأضرار والخسائر وبأكبر قدر من الإلتباس والغموض في ما يتعلق برغبة القادة العرب وقرارهم في معاودة مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أو لا، أو القيام بأي تحرك عربي في إتجاه لبنان.
وكان الفلسطينيون الرابح الأكبر إذ إحتلت قضيتهم حيزًا كبيرًا في قرارات القمة وإعلان الرياض الصادر عنها، وحصلوا على دعم كبير فيسبيل فك الحصار عنهم. أمّا الإنجاز الفوري والوحيد الذي حققته القمة فهو إقناع الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالموافقة على إنتشار قوة دولية في إقليم دارفور، الأمر الذي كانت الخرطوم ترفضه بقوة.