البيت الأبيض ينتقد الديمقراطيين بسبب تمويل حرب العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: إتهم البيت الأبيض الديمقراطيين يوم الأحد بالمخاطرة بتدهور الموقف الصعب الذي تواجهه القوات الأميركية في العراق من خلال تأخير تمرير مشروع قانون لتمويل الحرب التي لا تحظى بالقبول الشعبي في الولايات المتحدة. وإنتقد دان بارتليت مستشار البيت الأبيض الكونجرس لأنه بدأ عطلته البرلمانية قبل أن يفرغ من مشروع القانون الخاص بتمويل الحرب والذي هدد الرئيس الأميركي جورج بوش بنقضه إذا إشتمل على جدول زمني لسحب القوات الأميركية المقاتلة من العراق.
وأبلغ بارتليت شبكة تلفزيون "ايه.بي.سي" الأميركية أنه بحلول منتصف شهر أيار (مايو) ربما سيتعين تمديد مهمة جنودنا في العراق، الذين يخدمون في العراق، لأن عملهم لم يسر على ما يرام هنا.
وفي العراق قال الجيش الأميركي في بيان يوم الأحد إن ستة من جنوده لقوا حتفهم في تفجيرين جنوب غربي بغداد، إثنان منهما قتلا في إنفجار أثناء قيامهما بدورية يوم السبت، وقتل أربعة آخرون عندما فجرت قنبلة أخرى الأحد قرب وحدة وصلت إلى الموقع إستجابة للهجوم السابق.
وقالت الشرطة إن جنديًا بريطانيًا قتل يوم الأحد بعد هجوم على دورية في البصرة بجنوب العراق كما تسبب إنفجار شاحنتين ملغومتين في هجوم إنتحاري على قاعدة للجيش العراقي شرقي مدينة الموصل الواقعة في شمال العراق يوم الأحد في مقتل شخصين وإصابة 17 آخرين.
وأضحت مشروعات القوانين الخاصة بتمويل الحرب إختبارًا لتصميم بوش على الإحتفاظ بالسيطرة على سياسة العراق، بعد أن واجه تحديًا من جانب الكونجرس وقد دان فيه السيطرة مؤخرًا للديمقراطيين الذين يثقون في أن الناخبين يريدون عودة القوات الأميركية.
وأضاف الديمقراطيون شروطًا للأموال من بينها وضع جدول زمني لسحب كل القوات المقاتلة من العراق. ويريد بوش الأموال بلا شروط.
وإستشهد بارتليت بتعليقات أدلى بها الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي أمام لجنة بمجلس النواب يوم الخميس الماضي وقال فيها أنه بعد 15 نيسان (أبريل)المقبل ومن دون تمويل الطوارئ سيتعين على الجيش الشروع في إختصار بعض تدريبات القوات.
كان وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس قد قال إنه في حالة عدم الموافقة على تخصيص الأموال بحلول 15 أيار (مايو)فقد يضطر الجيش إلى تمديد مهمة بعض الجنود لأن الوحدات الأخرى لن تكون جاهزة وبسبب تقليص أنشطة إصلاح المعدات إضافة إلى أشياء أخرى.
وقال بارتليت إن تلك المخاوف ما زالت مشروعة رغم مذكرة صادرة عن خدمة أبحاث الكونجرس بتاريخ 28 آذار (مارس) وتم إرسالها إلى لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ وجاء فيها أن الجيش يستطيع تمويل عمليات الحرب حتى قرب نهاية شهر تموز (يوليو).
وأضاف بارتليت: "ما قالوه هو إنه يجب أن يكون هناك تحويل للحسابات... تحويل للأموال عبر الحسابات". وذلك في إشارة إلى تقرير خدمة أبحاث الكونجرس الذي يقول منتقدون إنه يقوض تأكيد بوش على أن الكونجرس يضر جهود الحرب من خلال تعطيل الأموال.
وأبلغ السناتور الديمقراطي ريتشارد ديربين شبكة تلفزيون (ايه.بي.سي) أن مشروعات القوانين التي وافق عليها الشيوخ والنواب والتي تتضمن جدولاً زمنيًا تخلص إلى الإستنتاج ذاته... لقد حان الوقت لبدء عودة القوات الأميركية إلى الوطن من خلال جدول زمني محدد. نعتقد أن هذه الحرب يجب أن تصل إلى نهاية.
وفي أحدث مؤشر على ما يعتبره منتقدون تزايدًا في عزلة بوش بسبب الحرب، قال كبير الخبراء الإستراتيجيين في حملته الإنتخابية للفوز بولاية ثانية عام 2004 إنه فقد الثقة في بوش بسبب العراق وموضوعات أخرى وإن الوقت قد حان لسحب القوات الأميركية.
وأبلغ ماثيو دود صحيفة نيويورك تايمز في مقابلة يوم الأحد: "إذا كان الرأي العام الأميركي يقول إنهم (الأمريكيين) مقتنعون بشيء ما، فعلى زعمائنا أن أن يدركوا ما يريدون... إنهم يقولون.. أخرجوا من العراق".
وقالت نيويورك تايمز إن دود هو أول عضو في دائرة المقربين من بوش يختلف معه علنًا بهذا الشكل.
وفي رفض لدعوات بالإنسحاب يقوم بوش حاليًا بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى العراق في مسعى لإستعادة السيطرة على الوضع الأمني وتقليص العنف الطائفي بين السنة والشيعة الذي دفع البلاد إلى شفير حرب أهلية.
وتراجع عدد حوادث القتل في بغداد بينما تشارك القوات الأميركية نظيرتها العراقية في تمشيط الأحياء وإقامة المواقع في إطار حملة أمنية كبرى. ومع ذلك أظهرت أرقام كشفت عنها الحكومة العراقية يوم الأحد أنه ما زال هناك زيادة بنسبة 13 في المئة في الوفيات الناجمة عن أعمال العنف في آذار (مارس) الماضي عن شباط (فبراير) بعد أن وصل عدد القتلى إلى 1861.
وتجول السناتور الجمهوري جون مكين أحد الطامحين للفوز بترشيح حزبه في إنتخابات الرئاسة الأميركية وأحد مؤيدي خطة بوش الجديدة بشدة في سوق ببغداد يوم الأحد وقال إن تراجع العنف في العاصمة من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل المشوب بالحذر.
وقال مكين الذي أسر في حرب فيتنام إن الأمن تحسن بصورة ملحوظة منذ آخر زيارة قام بها للعراق وإن وسائل الإعلام لا تبلغ الشعب الأميركي الأخبار السارة بخصوص الحرب.
وأبلغ الصحافيين أن هذا لا يعني أن الأمور تسير على ما يرام في كل مكان في العراق، الأمر أبعد ما يكون عن ذلك... أمامنا درب طويل لنسلكه.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن جنديًا بريطانيًا لم تكشف هويته توفي متأثرًا بجروح من أعيرة نارية أصيب بها في هجوم البصرة ليصل بذلك عدد الجنود البريطانيين الذين لقوا حتفهم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 إلى 135، وقتل أكثر من 3200 جندي أميركي.