انقسامات في مجلس الأمن حول كوسوفو

نيويورك (الامم المتحدة): شهد مجلس الامن الدولي انقسامات بشأن قضية وضع كوسوفو الذي تعارض روسيا خطة الوسيط الدولي مارتي اهتيساري لمنحه استقلالا تحت اشراف دولي بينما يلقى الاقتراح تأييد الاميركيين والاوروبيين الغربيين. وفي خطوة اولى لبدء مشاوراته، استمع المجلس للوسيط الدولي ثم لرئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتسا الذي يعارض استقلال الاقليم بشدة، تلاهما ئيس الاقليم فاتمير سيديو المؤيد لاستقلال كوسوفو.

وبعد ذلك جرى تبادل لوجهات النظر بدون اتخاذ اي قرار، حول خطة اهتيساري التي تعارضها بشدة روسيا حليفة صربيا والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو). واكد سفير روسيا في الامم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين معارضة موسكو خطة الرئيس الفنلندي السابق، معتبرا ان عيبها الاكبر هو انها "لم تقبل من الجانبين".

من جهته، قال كوستونيتشا ان "ما عرض يتطابق مع موقف احد الطرفين، البان كوسوفو، وهو ليس جهدا للتوصل الى تسوية بين الطرفين". وكرر دعوة بلغراد الى استئناف المفاوضات بين الصرب والبان كوسوفو حول وضع الاقليم وكذلك دعوتها الى تعيين وسيط اخر غير اهتيساري.

من جانبه، وصف فاتمير سيديو خطة اهتيساري بانها "عادلة ومتوازنة جدا" معربا عن اسفه لاستحالة التوصل الى اتفاق مع الصرب خلال المفاوضات حول وضع الاقليم. وقال "نعتقد ان المخرج الوحيد القابل للحياة هو استقلال كوسوفو مع فترة اشراف دولي". وتتولى الامم المتحدة ادارة اقليم كوسوفو الصربي منذ 1999 بعد حملة القصف الجوي التي شنها حلف شمال الاطلسي لوقف القمع الذي كان يمارسه النظام الصربي بحق الانفصاليين الالبان.

ويرى اهتيساري ان الاستقلال هو "الخيار الوحيد لضمان الاستقرار السياسي والاستمرارية الاقتصادية لكوسوفو". وقد اقترح في تقريره النهائي الذي نشر في 26 اذار/مارس وضع الاقليم "في مرحلة اولى" تحت اشراف دولي مدني وعسكري. واكد سفير فرنسا في الامم المتحدة جان مارك دي لا سابليير ان خطة اهتيساري "لا تشكل حلا متوازنا فحسب بل هي الخيار الواقعي الوحيد نظرا لمواقف الاطراف والوضع على الارض". واضاف "بدون وضع جديد لا يمكننا دعن التنمية السياسية والاقتصادية لكوسوفو وتقاربه مع الاتحاد الاوروبي"، مؤكدا على تأثير هذه القضية على "استقرار اوروبا".

وعبر المندوب الفرنسي عن امله في اقرار خطة اهتيساري في قرار لمجلس الامن. واوضح مندوب بريطانيا ايمير جونز باري ان صياغة نص كها سينتظر نتائج المشاورات بين حكومات مجموعة الاتصال حول كوسوفو التي تضم المانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وروسيا.

وسيتخذ مجلس الامن قريبا قرارا حول امكانية ارسال وفد من المجلس للقيام "بمهمة استطلاعية" في بلغراد وكوسوفو بناء على اقتراح روسيا وقبل مواصلة المحادثات في الامم المتحدة. واوضح السفير البريطاني ان غالبية اعضاء المجلس يرحبون بهذا الاقتراح.

وشدد عدد من السفراء في مجلس الامن وبينهم السفير الاميركي اليخاندرو وولف على الطابع الفريد لمشكلة كوسوفو رافضين فكرة ان استقلال الاقليم من شأنه ان يخلق "سابقة". لكن روسيا التي تفكر بالشيشان والصين بالتيبت، عبرت عن تحفظات من هذا النوع حيال استقلال الاقليم الصربي. ورأى هؤلاء السفراء ان استقلال كوسوفو سيشكل بكل بساطة "نهاية عملية تفكك يوغسلافيا السابقة".

من جهته، قال اهتيساري لصحافيين ان عملية القرار حول الوضع "بدأت".