ألماني يصل إلى فلسطين على دراجة هوائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس : يشعر الشاب الألماني اولريش (19 عامًا)، بالسعادة، لقطعه المسافة من بلده ألمانيا، إلى فلسطين على دراجته الهوائية، رغم أنه يقلل من أهمية ما فعله. واستغرقت رحلة اولريش، ثمانية أسابيع، مر خلالها عبر عدة بلدان من بينها التشيك وسلوفاكيا، والنمسا، ورومانيا، وبلغاريا، وصربيا، وتركيا، وسوريا، وكانت محطته الأخيرة قبل الوصول إلى فلسطين هي الأردن، حيث عبر من جسر النبي على نهر الأردن، إلى الأراضي الفلسطينية.
وأراد اولريش، كما قال لإيلاف، أن يؤدي خدمته المدنية، خارج ألمانيا، في فلسطين تحديدًا، وتوفر له ذلك بعد إنهائه للدراسة الثانوية فاستعد لرحلة طويلة، وجهز دراجته الهوائية، وأخذ معه ما يلزمه خصوصًا خيمته، وتجنب أن يحمل معه هاتف نقال، أو أي وسيلة يمكن لأحد الإتصال به خلالها.
وعن ذلك قال: "ببساطة لم أرغب في أن أحمل أي وسيلة إتصال، كي لا أظل أتلقى إتصالات تستفسر وتسأل عني، رغم أنني أعلم أن ذلك أثار قلق عائلتي، طوال ثمانية أسابيع، ولكن ذلك انتهى بعد وصولي إلى فلسطين".
وعن سبب إختياره الدراجة للوصول إلى فلسطين بدلاً من الطائرة أو أي وسيلة أخرى، قال اولريش: "إضافة إلى حب المغامرة، ورغبتي في الإستكشاف والتعرف إلى ثقافات وشعوب مختلفة طوال الرحلة، لم أشأ أن أركب الطائرة، لأجد نفسي فجأة بعد أربع ساعات أو أكثر في فلسطين، في بلد جديد علي من حيث الثقافة ومختلف جوانب الحياة، ولكنني أردت أن أصل إلى مبتغاي، بشكل تدريجي، وبعد تعرفي على أنماط ثقافات مختلفة لشعوب تعيش في عدة قارات".
ويتجنب اولريش، الحديث عن يوميات رحلته، مقللاً من المخاطر التي واجهته، وقال إنه كان يسير فترات على دراجته وعندما يتعب أو يحين موعد النوم ينصب خيمته وينام، أو يتم إستضافته لدى عائلات في البلدان التي مر بها، ولم يذكر أي حوادث صعبة مر بها.
ويحمل اولريش، مشاعر طيبة عن العائلات التي إستضافته خلال رحلته، والتي جعلته يزيد إيمانًا، أن البشر عائلة واحدة، وإن إختلفوا في العادات والتقاليد.
ويقول: "كنت أجد الحب وسط الناس، وكثيرًا من العائلات دعتني إلى النوم في منازلها، وأمدتني بالقوة والتشجيع".
وعن رأيه في الشعوب العربية التي مر من أراضيها يقول اولريش: "عاملوني بشكل طيب للغاية، وأنا في غاية السعادة لتعرفي على كثير من العائلات العربية التي استضافتني".
وحال وصوله إلى فلسطين، تطوع اولريش، في فلاحة وزراعة أرض مهددة بالإستيطان اليهودي، تقع جنوب مدينة القدس، وأقام مع عائلة فلسطينية، تواجه مخاطر مصادرة أراضيها، وإعتداءات المستوطنين بشكل يومي، وتعيش من دون كهرباء، وتعتمد في إحتياجاتها المائية على آبار محفورة في الصخور، تمتلئ في فصل الشتاء.
ولم يحدد اولريش، الذي لا يفضل الحديث في السياسة كثيرًا، الطريقة التي سيعود بها إلى ألمانيا، وهل ستكون أيضًا على الدراجة، أم لا، ويقول إنه توجد فكرة لقطع نصف الطريق بالدراجة والباقي بالطائرة.
ويشعر بشارة نصار مضيف اولريش الفلسطيني، بالفخر بالمتطوع الألماني، ويشيد به قائلاً إنه نموذج لشاب أنهى تعليمه الثانوي، فقطع دولاً عديدة، ملبيًا رغبته في الإستكشاف والإطلاع على ثقافة شعوب مختلفة.
وأضاف نصار من خلال تعاملي اليومي معه: "أدركت كم كان قراره صائبًا بالوصول إلى فلسطين على دراجته، فهو لديه مخزونًا معرفيًا كبيرًا حصل عليه من مغامرته".
ويرى نصار، أنه من المهم للشبان العرب أن يغامروا، وإن كان متعذرًا عليهم السفر إلى بلدان أخرى، فليطوفوا في بلدانهم يتعرفون عليها.
وختم نصار حديثه بالقول: "معظمنا لا يعرف حتى بلاده، لأننا نستكين للخمول والإحباط، لنفكر بطريقة إيجابية، ونزرع حب المغامرة والإستكشاف في نفوس شبابنا، ليتعرفوا على بلادهم أولاً ثم على ثقافات وشعوب مختلفة تشاركنا هذا الكوكب".