الأمن الفلسطيني يسقط في شباك الإعلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمية درويش من غزة : سقط الأمن الفلسطيني في شباك الإعلام، عقب فضح أمر سيارة الاستخبارات الإسرائيلية التي سمح لها بالمرور داخل أروقة إحدى مدن شمال الضفة الغربية، في حين يبدى عجزه الكامل أمام تحرير الصحافي البريطاني الان جونستون المختطف على أيدي إحدى الجماعات المسلحة بغزة منذ أكثر من 23 يوما.
وقد أعرب الكاتب والصحافي فايز الشيخ في تصريحات خاصة لـ"إيلاف"، عن استغرابه لسماح قوات الأمن الفلسطينية للقوات الإسرائيلية الخاصة بدخول المناطق الفلسطينية، في حين تعجز تماما عن تحرير الرهينة البريطاني بغزة من أيدي خاطفيه.
وبحسب ما يقال بالمثل الشعبي "وقعة ولاحت"، أدخلت وسائل الإعلام قوات الأمن للمشرحة، بسبب سيارة التصفيات الإسرائيلية التي جاءت بهدف اغتيال نشاط فلسطينيين، وعدم التعامل معها بمسؤولية.
وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان في روايات متطابقة، بان عناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، سمحت لقوة من "المستعربين" الخاصة بتنفيذ عمليات الاغتيال والاختطاف بحق النشطاء، بالمرور على حاجز فلسطيني كانت تقيمه عند "مفرق اكتابا" شرق طولكرم شمال الضفة الغربية، بعد أن تبين لها أن ركاب السيارة عناصر من قوات إسرائيلية.
وتشهد الساحة الفلسطينية احتجاجات واسعة من قبل الصحافيين، بسبب تقاعس أجهزة الأمن أمام القيام بدورها تجاه تحرير الصحافي البريطاني المختطف، وبرودها في التعامل مع الملف.
وأشارت المصادر الفلسطينية، إلى أن أفراد الأمن سمحوا للسيارة التي تقل القوات الإسرائيلية بالذهاب من المكان بعد أن أبرز سائقها بطاقة توضح أنه من جيش الاحتلال، لافتة إلى إن سلطات الاحتلال أبلغت الجانب الفلسطيني في طولكرم بعد هذه الحادثة عزمها القيام بعملية عسكرية داخل مدينة طولكرم، حيث انسحبت القوات الفلسطينية من الشوارع.
وقال الشيخ لـ"إيلاف"، "باعتقادي أن أجهزة الأمن الفلسطينية لم تفقد ثقة الجماهير فقط، بل تعدى ذلك وفقدان ثقة الصحافيين أيضا". وتابع قائلا، "في الوقت الذي يقوم فيه الصحافيين بدور وطني كبير في تغطية الأحداث على الساحة الفلسطينية إلى جانب تغطية فعاليات السلطة وأجهزتها، تتقاعس الأجهزة الأمنية عن حمايتهم، ولكنها في نفس الوقت تكون السباقة في الفوضى الفلتان الأمني".
وتعجز أجهزة الأمن حتى اللحظة عن وقف ولجم الفلتان الأمني وجرائم القتل المتصاعدة بالشوارع، في وقت تتحدث مصادر رفيعة المستوى، بان القيادة الفلسطينية وضعت خطة لتحسين أوضاع أفراد الأجهزة الأمنية، من حيث الرواتب والامتيازات، حتى تتمكن من أداء دورها في حفظ الأمن وتنفيذ قرارات المستوى السياسي، حيث تتضمن الخطة تحسين الوضع المعيشي لعناصر الأمن، وتقديم تسهيلات تساعدها على مواصلة عملها.
ولم يستبعد الشيخ، أن تكون أيدي إسرائيلية هي التي تحرك تلك الأيدي الخفية التي تقوم بعمليات الخطف داخل الساحة الفلسطينية، لاسيما الصحافيين الأجانب لاعتقادهم التام أن ذلك من شأنه أن يرسخ حالة الفوضى والفتات الأمني، ويدفع تجاه التخلي عن مساندة الفلسطينيين سواء بالدعم المادي أو المعنوي ونقل معاناتهم مع الاحتلال.
وأكد بان تكرار عدم محاسبة المتسليين من القوات الخاصة إلى المناطق والقرى الفلسطينية شجع قوات الاحتلال على تنفيذ عمليات خاصة، لثقته بأنه لن يعترضهم أحد دون النشطاء.
وفي سياق متصل، استنكرت حركة حماس اللقاء الرباعي الأمني الذي تم عقده في العاصمة المصرية القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، معتبرة أن هذا اللقاء لا يخدم سوى الأجندة الإسرائيلية ويتعارض تماما مع المصالح العليا للقضية الفلسطينية.
وقال متحدث باسم حماس، "من العار أن يتم اتفاق فلسطيني عربي مع إسرائيل والإدارة الأميركية لشل المقاومة الفلسطينية التي تمثل خط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني، بينما يجري الاحتلال تجهيزاته العسكرية للحرب على غزة بعدوان تتغنى فيه من خلال جميع وسائل الإعلام وبكل وقاحة".