منظمة: إعادة سوريا اللاجئين إلى إيران يعرضهم لمخاطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم السلطات السورية إلى إطلاق سراح ستة لاجئين من العرب الإيرانيين فورًا أو الكشف عن أساس قانوني معقول لإحتجازهم، معبرة عن قلق عميق من إرجاعهم إلى إيران قسرًا حيث سيصبحون عرضة لخطر الإضطهاد، وقد حكمت طهران على أحدهم بالإعدام غيابيًا... فيما ناشدت والدة السجينة الأحوازية فهيمة إسماعيلي البدوي التي تقضي حكمًا بالسجن 15 عامًا السلطات بمنح إبنتها عفوًا وإطلاق سراحها للعيش مع ابنتها التي ولدتها في السجن عقب إعتقالها العام الماضي. وأشارت المنظمة إلى أن السلطات السورية إعتقلت الرجال الستة في الخامس من الشهر الماضي، ويعد خمسة منهم لاجئين معترف بهم من قِبل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما ورد أن جميعهم مقيمون في سوريا بصفة قانونية. وقالت سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش:"أعادت سوريا في السنة الماضية أربعة رجال لاجئين من العرب الإيرانيين إلى إيران قسرًا، حيث تم إيداعهم السجن ويتعرضون لخطر الإعدام" . وشددت على أنه يجب على سوريا عدم إعادة اللاجئين المعرضين لخطر الإضطهاد أو إحتجازهم بدون سبب قانوني.
ووفقًا لأصدقائهم وعائلاتهم، ترك الرجال الستة إيران جراء الخوف من أن يتم إضطهادهم أثناء حملات الحكومة الإيرانية بعد سلسلة من التفجيرات في عامي 2005 و2006 في مدينة أهواز في إيران، والتي تسببت في مصرع عدد من المدنيين. وتقع أهواز في إقليم خوزستان (عربستان) الجنوبي الغربي الغني بالنفط حيث يقطن السكان من أصول عربية. ووجهت السلطات الإيرانية اللوم عن التفجيرات إلى جماعات العرب الإيرانيين "الإنفصالية"، كما أوقفت المئات ومعظمهم من العرب ممن على صلة بالهجمات.
وقد أعدمت إيران 12 عربيًا إيرانيًا، بسبب هذه التفجيرات وصدر ضد 13 آخرين عقوبة الإعدام. وأبلغ أصدقاء الرجال الستة إضافة إلى أسرة أحد المعتقلين "هيومن رايتس ووتش"، أنه لم تتم الإجابة على طلباتهم المتكررة لجهات مختلفة في السلطات السورية، في ما يخص أماكن وجود المحتجزين ووضعهم القانوني. وأوضح واحد من أقرباء أحدهم: "يقولون لنا إنه قد تم القبض عليهم، وهذا هو كل شيء".
وقالت المنظمات السورية لحقوق الإنسان التي تتابع القضية وتدعو إلى إطلاق سراح المعتقلين، إنها بدورها لا تستطيع إستخلاص معلومات عن أسباب القبض على المحتجزين أو إحالتهم أو عما تخطط السلطات لفعله بالرجال الستة.
وفي أيار (مايو) من العام الماضي 2006 إعتقلت السلطات السورية أربعة عرب إيرانيين، وأعادتهم إلى إيران قسرًا. وقد تم حبس هؤلاء اللاجئين المسجلين بالمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى رجوعهم إلى إيران، كما أنهم عرضة لخطر الإعدام كجزء من حملات الحكومة الإيرانية على الناشيطين السياسيين من العرب الإيرانيين بعد تفجيرات أهواز. وتؤكد "هيون رايتس ووتش" أن هذه الإعادات القسرية تنتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية المعترف به دوليًا، كما تنتهك إلتزامات سوريا كطرف في إتفاقية مناهضة التعذيب والتي تمنع إعادة أو تسليم الأفراد إلى بلد قد يكونوا فيه عرضة لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.
وقالت سارة ليا ويتسن إن على السلطات السورية أن تأخذ خطوات فورية لإيضاح حالة المحتجزين الحاليين، وأن تكفل عدم تكرار الإعادات القسرية التي حدثت في العام الماضي.
والمعتقلون الستة هم :
.. أفنان عزيزي، 20 عامًا، طالب هندسة مدنية في دمشق.
.. أحمد أسدي، 28 عامًا، طالب في الأدب العربي في جامعة دمشق.
.. علي بوعذار، 24 عامًا، الذي هرب إلى سوريا بعد أن تم الحكم عليه بالإعدام من قِبل إحدى فروع محكمة الثورة الإيرانية؛ وهو يقيم في سوريا منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول.
.. جابر عبيات، 19 عامًا، طالب علم الإجتماع في جامعة دمشق.
.. كمال ناصري، 27 عامًا، وكانت قد مرت ثمانية أشهر على إقامته في سوريا في وقت القبض عليه.
.. صلاح الدين هلالي مجد، 23 عامًا، طالب علوم في جامعة دمشق.
والدة سجينة سياسية أحوازية تناشد السلطات إطلاق سراح ابنتها
ناشدت والدة السجينة الأحوازية فهيمة إسماعيلي البدوي التي تقضي حكمًا بالسجن خمسة عشر عامًا في مدينة آشتيان في شمال إيران رئيس القضاء الإيراني الشيخ محمود الشاهروردي بمنح إبنتها عفوًا وإطلاق سراحها للعيش مع إبنتها التي كانت ولدتها في السجن عقب إعتقالها العام الماضي من قبل أجهزة الإستخبارات الإيرانية .
وسجنت السلطات الإيرانية السيدة فهيمة البدوي إثر إتهامها بالتستر على زوجها علي مطوري، الذي أعدم العام الماضي بتهمة المشاركة بشن هجمات مسلحة ضد المؤسسات الحكومية الإيرانية، في إقليم الأحواز جنوب غرب إيران الذي تسكنه أغلبية عربية. ووجهت والدة السجينة رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران الشيخ محمود الشاهرودي طالبته فيها بمنح إبنتها العفو العام، وإطلاق سراحها للعيش مع ابنتها التي كانت ولدتها في السجن عقب إعتقالها من قبل أجهزة الإستخبارات الإيرانية، كما أبلغ مسؤول في حزب النهضة العربي الأحوازي "ايلاف" اليوم .
وقال محامي السجينة محمود عليزاده طباطبايي إن والدة السيدة فهيمة أشارت في رسالتها إلى رئيس القضاء الإيراني أن ابنتها عملت وفق العادات والتقاليد العربية التي تفرض على المرأة أن تكون تابعة لزوجها ومطيعة لأوامره، ولم تكن قادرة على الخروج عن إرادته وإبلاغ السلطات بما كانت تعلمه عن نشاط زوجها مشيرة إلى أن ابنتها كانت قد وضعت حملها في السجن أثناء إعتقالها قبل عامين.
وكانت السيدة فهيمة إسماعيلي البدوي البالغة من العمر 26عامًا وتعمل معلمة في مدرسة ابتدائية قد إعتقلت العام الماضي مع أربع نسوة أحوازيات أخريات بتهمة التستر على أزواجهن الذين إتهموا بالإنتماء إلى حركة أحوازية محظورة، والقيام بشن هجمات مسلحة ضد عدد من المنشآت الحكومية فيإقليم الأحواز عام 2005 .
عقب الكشف عن خطة إيرانية ترمي إلى تهجير أعداد كبيرة من العرب عن مناطقهم وإسكان مستوطنين فرس محلهم. وقد شنت السلطات الإيرانية حملة إعتقالات واسعة عقب تلك التفجيرات وحكمت على العشرات من المواطنين الأحوازيين بالإعدام، حيث نفذ الحكمحتى الآن بخمسة عشر متهمًا من بينهم علي مطوري زوج السيدة فهيمة التي حكم عليها بسجن 15عامًا مع الإبعاد إلى مدينة آشتيان في شمال إيران .