إستهداف الصحافيين في العراق بدأ ينفذ بتخطيط محكم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
استهداف الصحافيين بدأ ينفذ بتخطيط محكم
أسامة مهدي من لندن: أكد مرصد الحريات الصحافية في العراق، أن عمليات إستهداف الصحافيين أخذت تأخذ منحى خطرًا مؤخرًا حيث أنها بدأت تنفذ من خلال خطط محكمة تمنع الوصول إلى الفاعلين أو إلى شهود عيان بالرغم من أن هذه العمليات تجري في مناطق أهلية للسكان مؤكدًا مقتل 189 صحافيًا خلال الأربع سنوات الماضية من الإجتياح الأميركي للعراق، فيما أكدت الدائرة الصحافية في مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني أنها إذا تدين الأعمال الإجرامية التي تطال أصحاب الكلمة الحرة والصادقة فإنها تعلن تضامنها الكامل مع الصحافيين، وتقف معهم في مواجهتهم لجميع المحاولات اليائسة التي تحاول إذكاء روح العنف والطائفية وعرقلة المصالحة الوطنية وسير العملية السياسية في البلاد.
وقال المرصد وهو منظمة مستقلة مقرها بغداد وتعنى بحريات الصحافيين في العراق في بيان إلى "إيلاف" اليوم، إن الشهر الماضي والحالي تحديدًا قد شهدا تصعيدًا خطرًا في مستوى إستهداف الصحافيين العراقيين ووسائل الإعلام، موضحًا أنه من خلال تتبع المرصد لحالات الإستهداف تلك وجد أنها بمجملها قد تم التخطيط لها بطريقة محكمة تختلف عن سابقاتها. وأشار إلى أنه غالبًا ما كان المرصد يستطيع من خلال تحقيقاته المبسطة التوصل من خلال الشهود العيان إلى ظروف حوادث الإختطاف، ومواصفات منفذي العملية وعددهم وغيرها من التفاصيل، الإ أن المرصد واجه صعوبة في الحصول على تلك المعلومات في الآونة الأخيرة بالرغم من أن أغلب حوادث الإختطاف حدثت في مناطق أهله بالسكان. وأضاف أن حادثة إختطاف الصحافي عثمان المشهداني مراسل صحيفة الوطن السعودية الذي إختطف يوم الثلاثاء الماضي خير دليل على ذلك إذ لم يتمكن مرصد الحريات الصحافية حتى هذه اللحظة من إكتشاف أيًّا من التفاصيل، التي تدور حول حادثة إختطافه التي وقعت في منطقة الشعلة المزدحمة. وقال إنه ما زالت هناك العديد من علامات الإستفهام تشير إلى وجود غموض كبير يلف حادثة إختطاف المشهداني، الذي لم يعرف مصيره بعد حيث يسجل المشهداني رقمًا جديدًا ضمن لائحة الصحافيين المختطفين الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
أما بالنسبة إلى إستهداف وسائل الإعلام، فقد أوضح المرصد أن حادثة تفجير مبنى مجمع قناة " بغداد " الفضائية وإذاعة " دار السلام " في حي الجامعة أمس الخميس، يشكل بحد ذاته إنعطافًا في مستوى إستهداف الصحافيين ووسائل الإعلام، خاصة إذا علمنا الطريقة التي تم من خلالها تفجير المبنى. وقال إن منفذي الهجوم قد بدأوا بإطلاق الرصاص على الحراس الأمنيين للمبنى لتمهيد الطريق أمام شاحنة لجمع القمامة كانت تحمل كميات كبيرة من المواد المتفجرة لإقتحام المبنى بهدف تفجيره حيث تم التفجير بفعل حاوية نفايات يقودها إنتحاري، وهذا واضح جدًا من خلال تتبع سياق تنفيذ عملية التفجير. وأكد المرصد أن هذه هي أولى حوادث الإستهداف التي تتم بهذه الطريقة وقد أسفر الهجوم عن مقتل الزميل ثائر أحمد جبر معاون مدير القناة وإصابة نحو 12 من كوادرها، أربعة منهم في حالة خطرة إضافة إلى تدمير الواجهة الأمامية للبناية وإلحاق إضرار بالغة بالأجهزة والمعدات الفنية، ومرسلات البث الخاصة بقناة " بغداد " وإذاعة " دار السلام "، الأمر الذي أدى إلى إيقاف بثهما لحين إستخدام المرسلات البديلة، إضافة إلى إحتراق عدد كبير من السيارات التابعة لكادر القناة .
وأشار المرصد إلى أنه من الغريب أن تتوالى حوادث الإستهداف خلال ما يقارب الثمانية وأربعين ساعة... فما إن وصلت الأنباء بإختطاف الزميل عثمان المشهداني، حتى فوجئنا بصباح اليوم التالي بالعثور على جثة الزميلة الإذاعية خمائل محسن، التي كانت قد إختطفت من منطقة اليرموك، أثناء توجهها إلى محل إقامتها في حي العدل - وكان ذلك يوم الثلاثاء الماضي ـ ليتم العثور بعد ذلك على جثتها ملقاة على قارعة الطريق في حي الجامعة غرب العاصمة العراقية، والأبشع من ذلك إستخدام قاتليها لجثمانها ككمين لأجهزة الأمن العراقية، فبعد وصول الشرطة العراقية إلى موقع جثمانها لإنتشاله واجهوا على الفور سيلاً من الطلقات النارية، ولم تمضِ سوى ساعات قليلة على حادثة مقتل الزميلة خمائل حتى وقع حادث تفجير مجمع فضائية بغداد وإذاعة دار السلام. وقال المرصد إن العراق شهد على مدى الأربع سنوات من غزوه 49 عملية إختطاف طالت صحافيين ومساعدين إعلاميين عراقيين وأجانب، قتل أغلبهم وما زال في عداد المفقودين 10 منهم إضافة إلى المشهداني وهم كل من :
ريم زيد و مروان خزعل من قناة السومرية الفضائية كانا قد إختطفا غرب بغداد في الأول من شهر شباط ( فبراير) من العام الماضي. والصحافي سيف عبد الجبار التميمي المحرر في صحيفة " الإخاء " الذي إختطف غرب بغداد في منطقة حي الجامعة في 13 آب (أغسطس) الماضي. ومحمد عبد الرحمن المذيع الإخباري الذي إختطف في منطقة المنصور في 13 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي. والصحافي سمير على سعود نائب رئيس تحرير صحيفة صدى بغداد والذي إختطف في منطقة زيونة في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. والصحافي كريم صبري شرار الربيعي من صحيفة الدعوة والذي إختطف في بداية كانون الثاني (يناير) من العام الحالي إضافة إلى كريم منهل المذيع الإخباري في راديو دجلة وسائقه ثامر صبرى كانا قد إختطفا في حي الجامعة غرب بغداد في 17 من الشهر الماضي. وأكد المرصد أن 186 صحافيًا قد قتلوا منذ الإجتياح الأميركي للعراق في آذار (مارس) عام 2003 ولغاية نهاية الشهر الماضي آذار الماضي، موضحًا أن هذه الإحصائية تشمل الصحافيين الذين قتلوا بناء على إستهدافهم كصحافيين وبالتالي فهي لا تشمل من قتل في حوادث عرضية. وشدد المرصد على أنه مع وجود هذا النوع من التصعيد الخطر جدًا ضد الصحافيين والوسائل الإعلامية المختلفة التي يعملون فيها، فإنه يطالب المنظمات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة بالتدخل لإيقافجميع الإنتهاكات التي تطال الصحافيين في هذه المرحلة، خاصة وأن المرصد لم يلمس وجود أي تحقيقات أمنية للكشف عن الحقائق التي تكمن في طبية الإستهداف ومن يقف وراءه.
وحذر مرصد الحريات الصحافية من غض النظر عن تلك الإنتهاكات التي باتت تؤثر بشكل مباشر على حرية الإعلام في العراق وعلى مهنة الصحافةفيه،
ومن جهتها قالت الدائرة الصحافية لرئاسة الجمهورية في بيان إلى "إيلاف" أنها تلقتبأسى وحزن عميقين خبر إستشهاد الزميلة المذيعة خمائل محسن على أياد إرهابية غادرة.
وقالت: "إننا إذ نعزيكم وعائلة الفقيدة بهذا المصاب الجلل، ندين بشدة هذه الأعمال الجبانة التي تستهدف الأصوات الإعلامية الحرة ونعرب عن تضامننا معكم ومع جميع الأصوات الشريفة التي لم تتوان عن خدمة العراق الجديد والتبشير بمبادئ التسامح وقبول الآخر وتكريس أجواء الديمقراطية الحقيقية.
كما أدانت الدائرة إستهداف قناة بغداد الفضائية ومقتل وجرح عدد من منتسبيها أمس.
وقالت: "إننا إذ ندين بشدة هذا العمل الشنيع الذي يأتي ضمن سلسلة الأعمال الإجرامية التي تطال أصحاب الكلمة الحرة والصادقة، نعلن تضامننا الكامل مع الزملاء العاملين في الفضائية ونقف معهم في مواجهتهم لجميع المحاولات اليائسة التي تحاول إذكاء روح العنف والطائفية وعرقلة المصالحة الوطنية وسير العملية السياسية في البلاد". ودعت جميع الجهات المعنية إلى إعلان إدانة واضحة لهذه الجرائم التي ترتكبها مجموعات ضلت طريق الدين والإنسانية وراحت تعيث في الأرض شرًا يستهدف البشر والمقدسات والضمير في الصميم، وطالبت بتوفير الحماية الكافية للصحافيين العراقيين كي يتمكنوا من أداء دورهم في بناء العراق الجديد.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف