الفضائح الجنسية تلاحق كاتساف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس: ما زال الرئيس الإسرائيلي موسى كاتساف، يعتقد بان الصحافة الإسرائيلية هي خصمه الرئيسي في سلسلة الفضائح الجنسية التي تلاحقه، والتي جعلته لا يمارس وظيفته، حيث يتهم كاتساف هذه الصحافة بأنها حاكمته، وأصدرت حكمها ضده، قبل القضاء. وكان الرئيس الإسرائيلي قد هاجم الصحافة في خطاب شهير بعد أن التزم الصمت فترة طويلة بعد تفجر الفضائح المتتابعة، فردت عليه الصحافة في سلسلة تقارير حملت عناوين متشابهة مثل "أنت تكذب سيدي الرئيس"، أوردت فيها هذه الصحافة ما اعتبرته حقائق في مواجهة الرئيس المتداعي.
وعاد الرئيس ومحاموه إلى صمتهم، ولم يقتربوا من الصحافة، التي واصلت حملتها، وفي أحيان كثيرة سبق المحققون الصحافيون محققي النيابة بنشر شهادات لضحايا الرئيس من النساء المغتصبات.
ولكن الرئيس كسر جدار الصمت، بعد أن تصدت له هذه المرة إحدى اشهر واهم الإعلاميات الإسرائيليات، التي تتمتع بمصداقية عالية، وهي الدكتورة ايلانا ديان، صاحبة البرنامج التلفزيوني (الحقيقة) والذي تكشف فيه عادة عن خبايا وأسرار الساسة والعسكر في إسرائيل. ويعتمد برنامجها على التحقيق الميداني، والانفرادات الصحافية، ولا يعرف البرنامج مصطلحات مثل المحاباة أو المجاملة أو الصمت.
وفي الأسبوع الماضي، اعدت ديان، حلقة من برنامجها عن فضائح كاتساف، قدمت فيها شهادات واضحة تدين الرئيس، الذي لم يحتمل كل هذه التفاصيل والمعلومات والربط بينها، التي قدمته ديان، فاستشاط غضبا وقرر التصدي لها.
أداة رد الرئيس في مواجهة الصحافية، كان محاميه تسوين أمير، الذي يحاول أن يبدو واثقا من دفاعه عن الرئيس الذي لا يصدق الرأي العام بأنه بريئا من التهم التي تلاحقه. ويقول أمير إنه على ثقة بان موكله الرئيس بريئ وغير متورط في الفضائح الجنسية المتهم به، وهاجم ايلانا ديان قائلا إنها نشرت تفاصيل غير صحيحة في برنامجها (الحقيقة)، وان ما نشرته يعتبر خطيرا لانه يمس بسمعة رئيسه بشكل كبير.
وتعكس هذه الأقوال غضب الرئيس ومحاميه وخشيتهم من الصحافية التي لا تلقي الكلام على عواهنه كما اثبت تاريخ برنامجها، ومسيرتها المهنية.وهدد أمير في تصريحات غاضبة، غداة بث البرنامج، بملاحقة ديان قضائيا، وكان الهدف من ذلك التقليل من وقع برنامجها لدى الرأي العام، غير المتعاطف أصلا مع الرئيس.
وقال أمير "سأقدم باسم الرئيس دعوى قذف وتشهير ضد ايلانا ديان، لما تضمنه تقريرها من تفاصيل كاذبة تمس بسمعة موكلي بصورة خطيرة".
واضاف "إن الأثر السيء للبرنامج انه يجعل معلوماته الخاطئة تتغلغل في أدمغة الناس بدون تمحيص، وهو ما يمثل إساءة للرئيس".وكما هو متوقع لم تجزع ديان، ولم تتراجع، ولم تحاول الاتصال بممثلي الرئيس لحل أي اشكال، ولكن من تراجع هو الرئيس، فبعد أن فشلت خطوته التي اعتبرت نوعا من الهجوم المضاد، يبدو أن هناك من همس في أذنه بعدم الإقدام على فتح باب جديد مع الصحافة خصوصا، ايلانا ديان.
وكسبت الصحافية الجولة مع الرئيس، حتى قبل أن تبدا، ودون أن تبذل جهدا، معتمدة على مصداقيتها العالية وثقة الجمهور بها.وبدلا من أن تتزعزع ثقة الجمهور ببرنامج ديان، نتيجة ما اعتبر زوبعة الفنجان التي أثارها الرئيس، ازداد هذا الجمهور ثقة في البرنامج الذي حقق في كثير من القضايا الاجتماعية والسياسية، مثل كشفه في شهر أيلول (سبتمبر) 2006 عن نية رجل بيع جنينه مقابل 25 ألف دولار، وتبين أن والدة الطفل الذي لم يولد كويتية لجأت إلى إسرائيل في ظروف معينة، وارادت مع زوجها التخلص من الجنين ببيعه، وبثها لشريط يؤكد تورط الجيش الإسرائيلي في قتل الطفلة الفلسطينية إيمان الهمص في غزة بشكل متعمد، وكشفت في برنامجها عن شخصية رئيس الموساد مئير دغان، بصفته متورطا شخصيا في عمليات تصفية وتفجيرات شملت دولا مثل لبنان وسوريا، وقالت ان دغان حول الجهاز إلى وحدة تصفيات، وجاء ذلك في أوج العمليات التفجيرية التي كانت تضرب لبنان، بعد اغتيال رفيق الحريري.
وتثير حلقات ديان، غالبا الجدال، مثلما حدث عندما كشفت في تحقيق مطول وتفصيلي عن الأزمة الصحية لارئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، و عن القصورات الطبية في التعامل مع حالة شارون، وان إعطائه دواء ما كان يجب أن يعطى له أدى إلى إصابته بالنزيف الدموي الحاد. ولا يعتقد أن الأزمة الأخيرة مع كاتساف، ستكون الأخيرة التي تواجهها صحافية تواصل في كل حلقة التحدي.