معبر رفح مصيدة للسياحة المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في أثناء إغلاق المعبر، تصبح مدينة العريش المصرية مصيدة سياحية . إذ يضطر القادمون إلى القطاع أفرادًا وعائلات لاستئجار الشاليهات المقامة على شاطئ العريش بأسعار سياحية ؛ ريثما يتم فتح المعبر كل أسبوع أو أسبوعين لساعات تبدأ من الثامنة صباحًا وتنتهي عند الخامسة مساء ، وغالبا ما يكون ذلك يوم الخميس . وكان الأمن المصري منع تجمهر المنتظرين قرب بوابة المعبر خوفا من احتجاج آلاف الفلسطينيين على الأمن المصري ، وقد حدثت في السنوات الأخيرة احتجاجات استدعت تدخل الأمن المركزي وقمع المحتجين . وبعدها اتخذ الجانب المصري قرارا بمكوث الفلسطينين في مدينة العريش بعيدا عن النقطة الحدودية . وأصدر أوامره لجهات السياحة في العريش باستيعاب الفلسطينيين في الشاليهات والفنادق ، وأمر أرباب السياحة بتحمل المسؤوليات الأمنية التي تقتضي حصول إدارة الفندق أو الشاليه على جوازات النزلاء أو صور عنها ، خوفا من نزوح البعض باتجاه القاهرة .
عند المعبر ذاته لا تقدّم مصر أي نوع من الخدمات الأساسية ، لا توجد مرافق صحية ، مثل " الحمامات " لقضاء الحاجة ، وذلك أبسط المطلوب ! فضلا عن الإهانات التي يتعرض لها الفلسطينيون والابتزازات المادية ، وهذا يشكل أحد الطباع التي باتت معروفة لدى العساكر المصريين .
ويحظر الأمن المصري وجود أي وسيلة إعلامية أو أي مظهر صحفي خوفا من نقل الصورة وتشكيل رأي عام ضاغط وفاضح للممارسات والإهانات التي يتعرض لها الفلسطينيون . فالمنطقة - لولا كروم الخوخ التي زرعتها إسرائيل أبان وجودها في سيناء - أشبه بثكنة عسكرية عاجة بأفراد الأمن المركزي المصري.
تسليم إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين للمبادلة مع شاليت ولكل يوم يعيشه العالقون قصص لا تنتهي . ساعة الإخبار عن فتح المعبر يهرع الجميع ، باتجاهه . وهنا تجعل اللحظة الحرجة من سيارات الأجرة المصرية مصائد للفارّين المفلسين من غلاء الفنادق والشاليهات الفاحش . عند بوابة المرور تعود الحياة مؤقتا للمنطقة الحدودية ، حيث يهرع الباعة الجوالون للمكان ، وغالبيتهم من بدو سيناء ومن عشائر تنحدر من أصول فلسطينية تقيم في مدينة بئر السبع ، ( البدو الذين اتهمهم السادات بالخيانة ) . والبعض من مدن مصرية . فتلاحظ العديد من الصبية والرجال والنساء باعة المياه المعدينة والمشروبات والعصائر وعجوة التمر والحناء والفلافل و" كروت " المحمول والشرائح الفلسطينية والمصرية ، والملابس الداخلية النسائية والرجالية ، و السجائر ... كما ينشط سوق المال على المعبر نظرًا لحاجة البعض لتبديل الدولار الأمريكي بالجنية المصري أو الشيكل الإسرائيلي .
وعلى الجانب الفلسطيني نجد ، أيضًا ، مئات بل آلاف المنتظرين يتدفقون ويتزاحمون ، لحظة استلام أسماعهم القرار العسكري أو الإداري الأسبوعي الذي تعلنه الجهات الفلسطينية المتنسقة بين الطرفين المصري والإسرائيلي لفتح المعبر لساعات محدودة . حيث الحالات الصحية المزمنة التي يتطلب تحويلها فورا إلى مستشفيات مصر ، مثلا لمصابين بأمراض القلب والكلي والسرطان وغير ذلك . وقد شهد المعبر منذ اختطاف الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " من قبل حماس ، العديد من حالات الوفاة لبعض المسنين والأطفال. واعتبرتهم المنظمات والسلطة الفلسطينية شهداء الحصار .
ما يحدث على جانبي المعبر يظل هو القضية التي يشبعها الفلسطينيون بالوصف المأساوي ؛ فيتحدثون عن رحلة العذاب وحالات الانتظار والأوقات العصيبة . ويلعنون العرب والديمقراطية ومؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي . ويرددون : " إن أصعب شيء rlm;في الدنيا هو الانتظار". rlm;