أخبار

إخفاقات حرب لبنان تضع أولمرت وحكومته على المحك

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلف خلف من رام الله: تتهيأ المستويات السياسية والحزبية والإعلامية الإسرائيلية بجميع أطيافها هذه الأيام لتلقي استنتاجات التقرير المرحلي للجنة فينوغراد التي شُكلت لتقصي الحقائق في حرب لبنان تموز/يوليو الماضي، الأمر الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الخارطة السياسية والحزبية في إسرائيل، خاصة وأن استنتاجات هذا التقرير تمس برأس القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية.

ومن المتوقع أن يصدر التقرير في غضون أسبوع، وحسبما صرح مسؤولون مقربون من اللجنة فأن ذلك سيؤدي لزعزعة الحكومة الإسرائيلية، وسيعزز الأصوات المنادية باستقالتها واستبدالها بأخرى، ومن المتوقع أن يكشف التقرير عن استنتاجات شخصية بحق اللاعبين الثلاثة الأبرز أثناء الحرب وهم: رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس هيئة الأركان المستقيل دان حالوتس.

وعلى صعيد وسائل الإعلام الإسرائيلية فقد باتت هي الأخرى متهيئةً لنتائج هذا التقرير، بل أنها باتت تلعب دور المؤجج لهذه الأزمة المرتقبة- على عادة الإعلام الإسرائيلي-؛ حيث ملأت العناوين اللافتة الخاصة بهذا الأمر ثنايا الصحف الإسرائيلية ووسائل الإعلام المرئي والمسموع أيضاً، حتى أنها بدأت بطرح الأسماء التي من المتوقع أن تحل محل أولمرت وحكومته.

وتحمل توصيات لجنة فينوغراد في طياتها أهمية خاصة بالنسبة لوزير الحرب عمير بيرتس، فهذه التوصيات من شأنها أن تحدد رئيس حزب العمل القادم، وبمقدورها أن تشكل العامل الرئيسي الأول في توجهات ناخبي حزب العمل في انتخابات مركز الحزب التي ستعقد بعد أشهر، وعلى هذا الصعيد فقد ذكر عمير بيرتس أنه يعتزم المنافسة -في كل الحالات- على رئاسة الحزب، في حين بدأ منافساه إيهود براك وعامي آيالون بإجراء تقييماتٍ للوضع؛ استعداداً لإمكانية عدم بقاء أولمرت وبيرتس في منصبيهما قبل موعد الانتخابات التمهيدية في حزب العمل.

كثيرون في الجهاز السياسي الإسرائيلي، بمن فيهم مسؤولون كبار في "كديما" أشاروا، هذا الأسبوع، إلى أن النتائج المرحلية للجنة فينوغراد قد تؤدي إلى تقديم موعد الانتخابات، ونقل على لسان بعض المسؤولين في محادثاتٍ مغلقة أنه يجب الاستعداد لإمكانية أن يضطر أولمرت إلى الاستقالة.

وفي هذا السياق قال مسؤولون كبار في حزب كديما: "علينا أن نستعد لإمكانية أن يضطر رئيس الوزراء إلى ترك منصبه في أعقاب استنتاجات تقرير فينوغراد". وفي هذه الأثناء بدؤوا في كديما بطرح التخمينات عن مرحلة ما بعد أولمرت وعن خلفائه المحتملين، وقال أحد كبار مسؤولي الحزب: "إن من المحتمل أن نجد أنفسنا في وضعٍ يغادر فيه أولمرت، وإذا كنا نريد أن ننجو سياسياً فعلينا أن نفكر باليوم التالي، لدينا الكثير جداً من الأشخاص الذي يرون أنفسهم مناسبين لوراثته، ولكن ليس لدينا آليةٌ مرتبةٌ للتصدّي لمثل هذا الأمر".

كما أن أقطاب حزب كديما وعلى رأسهم تسيبي لفني وشاؤول موفاز ومئير شيطريت وآفي ديختر وشمعون بيرس يتهيؤون يخططون لخوض ساحة النزال على خلافة أولمرت في الحزب، ودونما حاجة إلى إجراء انتخاباتٍ تمهيدية، ولكن يبدو أن هذه الخطوة لم تعجب أولمرت الذي طرح على مجلس الحزب اقتراح الوزير شيطريت تمديد فترة الانتساب للحزب حتى نهاية العام الجاري، وإبقاء قانون الحزب المتعلق بتمديد فترة تسجيل الأعضاء الجدد على حاله، والهدف من هذا الإجراء هو سحب البساط من تحت قدمي وزيرة الخارجية التي تسعى إلى تعديل هذا القانون، والتي تعدّ مرشحةً قويةً لترأس حزب كديما بعد أولمرت.

أما على صعيد حزب العمل فيبدو أن السباق على زعامة الحزب في ذروته هو الآخر، إذ أن أحد المرشحين لرئاسة الحزب عامي أيلون يذكر أنه في حال انتخابه رئيساً، فإنه سيعمل على حشد تأييد 61 عضواً في الكنيست لحجب الثقة عن الحكومة وتشكيل حكومة جديدة، دون الحاجة إلى حل الكنيست.

لجنة فينوغراد

وهي اللجنة التي شكلت كحلٍ تسووي بين الجمهور الإسرائيلي الذي رغب بمحاسبة المخفقين في حرب لبنان تموز/يوليو وبين القيادة السياسية والعسكرية التي رغبت في إطالة عمرها قدر الإمكان، وقد كلفت هذه اللجنة بالتحقيق في الحرب وفي السنوات الست التي سبقتها أيضاً وهذه الفترة تضم في جعبتها رؤساء ثلاث حكومات إسرائيلية وأربعة وزراء دفاع، وثلاثة رؤساء هيئة أركان، ويرى البعض في هذا التكليف الفضفاض محاولة من القيادة الإسرائيلية الحالية لتحميل المسؤولية على أطراف عدّة وعدم تحملها منفردة.

وتضم هذه اللجنة خمسة أعضاء هم: القاضي المتقاعد إلياهو فينوغراد، والجنرالان المتقاعدان حاييم نيدل ومناحيم عينان، والبروفسورين يحزقيل درور وروت غبيزون، وحسب مصادر إسرائيلية فإن العضوين الأصغر في اللجنة غبيزون وعينان كانا الأكثر نشاطاً والأكثر توجيهاً للأسئلة للشخصيات المستجوبة.

وقد قرر أعضاء اللجنة خلال النقاشات التي أجروها فيما بينهم تقسيم التحقيق إلى ثلاث فترات هي:

1- الفترة الواقعة ما بين انسحاب الجيش الإسرائيلي في عام 2000 حتى اختطاف الجنود في الثاني عشر من تموز/يوليو 2006.

2- الفترة الواقعة ما بين قرار الخروج للعملية في مساء يوم الحادث حتى خطاب أولمرت أمام الكنيست بعد ذلك بخمسة أيام في السابع عشر من تموز.

3- الفترة الواقعة ما بين السابع عشر من تموز/يوليو وحتى نهاية الحرب.

وعلى الرغم من الضجة الإعلامية الكبيرة التي رافقت صدور بيان اللجنة، إلا أن مصادر إسرائيلية ذكرت أن مداولات اللجنة لم تشهد عملية تسريب، وأن أعضاء اللجنة يعتقدون أن 98% مما نشر عن اللجنة كان مجرد افتراء.

وفي السياق نفسه قال ناحوم برنياع المعلق في صحيفة يديعوت أحرونوت: "لقد تسببت عناوين الصحف الأخيرة في إثارة توتر أعضاء اللجنة، كما أن البيان الذي أصدروه كان أكثر صخباً مما اعتقدوا؛ فالشبهات تبدّلت دفعةً واحدة، فإذا كانت اللجنة في السابق متهمةً بالانبطاح والضعف والميل للتعاطف مع أولمرت وحكومته، فقد أصبحت الآن متآمرةً لإقالته، وإذا كان خصوم أولمرت في السابق قد نزعوا الشرعية عن اللجنة، فأعوانه يقومون الآن بالمهمة نفسها".

وأوضحت مصادر إسرائيلية إلى أن "بيان اللجنة قد دفن حكومة إيهود أولمرت وهي حية تُرزق، والسؤال الذي يشغل بال الجهاز السياسي الإسرائيلي ليس ما إذا كان أولمرت سيبقى، وإنما من الذي سيحل محله وكيف؟ نتنياهو يتطلع إلى ترتيب انقلابٍ ابيض من 61 عضو كنيست، وعامي أيلون يعِد بالشيء نفسه من جهة اليسار، أفيغدور يتسحاقي يعلن عن بدء حرب الخلافة في كديما، ومئير شطريت يستعد للمعركة الأولى ضدّ تسيبي لفني".

ويقول برنياع: "إن غولدا مئير، ومناحيم بيغن، وإيهود براك الذين تورطوا في أوضاع صعبة مشابهة (أي تعرضوا لمساءلة لجان تحقيق، قد أُجبروا على إقامة لجان تحقيقٍ رسمية، إلا أن أولمرت كان أفضلهم في المناورة؛ فاللجنة التي عينها كانت تحقيقاً فاخراً، فهو من حدد تركيبة اللجنة وليس محكمة العدل العليا، وهي أفضل تشكيلةٍ يمكن تمريرها شعبياً".

ويستخلص برنياع صفة اللجنة الجيدة قائلاً: "إن العبرة المستخلصة هي أن من الأفضل للجنة التحقيق أن تفعل ما طلبه منها زبونها (أي الجمهور) وما يتوقعه منها؛ وهو تحديد موقفها ممن يتحمل المسؤولية باستقامةٍ وبسرعة، فلجان التحقيق ليست محكمة، وليست طاقم مُحلّفين، وهي ليست بالتأكيد كليةً للتاريخ.. لجنة فينوغراد -من هذه الناحية على الأقل- لا تبشر بالخير".

محتويات التقرير المرحلي

1.تحليل فترة ما قبل المعركة بدءاً بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 وحتى المعركة نفسها، واستنتاجات عامة بشأن تلك الفترة.

2.تحليل القرارات المتعلقة بشن المعركة منذ الاختطاف في 12 تموز وحتى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكنيست في 17 تموز، التحليل سيتضمن استنتاجاتٍ شخصيةٍ حول مسؤولية رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس الأركان المستقيل بالنسبة للقرارات قبل شنّ المعركة وطريقة اتخاذها.

3.بحث في مبادئ عامة لعمل اللجنة وفهم دورها في كل ما يتعلق بتحديد النتائج والاستنتاجات والتوصيات.
4.فهم اللجنة لموضوع قواعد العدل الطبيعية، الذي يشرح لماذا يمكن نشر استنتاجات شخصية دون إرسال رسائل تحذير.
5.اللجنة تشدد على أن استنتاجاتها في التقرير لا تعكس موقفاً بشأن إجمالي المعركة.

محتويات التقرير النهائي

1.تحليل القتال بجميع جوانبه، بما في ذلك مبادئ الجيش الإسرائيلي، وجاهزة الجيش، وهيكلية القوات، واستخدامها، وتأهيل القادة، ومفهوم الاستخدام.

2.قرارات القيادة السياسية في سياق المعركة، بما في ذلك القرار عن شروط وقف النار والقتال في اليومين الأخيرين بعد اتخاذ القرار في مجلس الأمن.

3.العلاقات بين القيادة السياسية والعسكرية في موضوع استخدام القوة العسكرية كجزءٍ من المفهوم الاستراتيجي لأهداف دولة إسرائيل.

4.الفكرة العامة للمجتمع الإسرائيلي والعلاقة بينه وبين تحديات الدولة.
5.معالجة الجبهة الداخلية من ناحية الجاهزية، المفهوم العملياتي، أعمال الجبهة الداخلية والسلطات المحلية، في ظل التنسيق مع نتائج مراقب الدولة.

6.نتائج المعركة. ومن المتوقع أن تصدر استنتاجات شخصية تمس بثلاثي الحرب الإسرائيلي (أولمرت بيرتس حالوتس) قد تتضمن الآتي:

إخفاقات أولمرت

bull;لم يفحص أولمرت أهداف الحرب قبل المصادقة على الخروج إلى المعركة، وعملية اتخاذ القرار بشن الحرب لديه كانت عجولة، الإشارة لبدء الحرب صدرت بعد وقتٍ قصيرٍ من حادث اختطاف الجنديين.

bull;أولمرت قرر شن الحرب دون مداولاتٍ تمهيديةٍ مهنيةٍ شاملةٍ وكافية، ودون أن يطلب من الجيش الإسرائيلي أن يعرض عليه جملةً من البدائل، باستثناء حربٍ من الوزن الثقيل.

bull;لم يقدّر على نحوٍ سليم حجم الضرر الذي ستتعرض له الجبهة الداخلية في الشمال كنتيجة لنيران حزب الله.
bull;لم يقدّر على نحوٍ سليم العمق الاستراتيجي الذي تسيطر عليه "المنظمة الإرهابية" مما أدى إلى سقوط الصواريخ في حيفا وفي الخضيرة أيضاً.

بالنسبة لإخفاقات بيرتس

bull;لم يفحص ما هي أهداف الحرب بعد ضربة النار الأولى لسلاح الجو، لم يفحص كل البدائل وجاهزية الجيش الإسرائيلي للحرب قبل أن يوصي الحكومة بشن الحرب.

bull;عدم خبرة بيرتس في المواضيع العسكرية والأمنية وفهمه لها منعه من أن يستوعب كامل مضاعفات الحرب التي شنّها الجيش الإسرائيلي.

bull;لم يطلب من القيادة العسكرية العليا تقديم بدائل للحملة التي عرضتها على المجلس الوزاري الذي قرر شنّ الحرب.
bull;لم يعرف كيف يقدر مسبقاً حجم الخسائر في أوساط الجنود وفي الجبهة الداخلية.

واخبراُ إخفاقات حالوتس

bull;كان ينبغي أن يحذر من أن الجيش غير مستعدٌ للحرب، وكان عليه أن يعرض على القيادة السياسية خطط الحرب وأهدافها، وكان عليه أن يعرض تقديراتٍ تقول إلى أين يمكن للحرب أن تتطور.

bull;إعداد الجيش للحرب على مدى السنين كنائب لرئيس الأركان ورئيس للأركان، بنية القوات وتدريباتها، مفهوم الاستخدام للجيش في حالة اندلاع مواجهة في الشمال.

bull;الانتشار لمنع اختطاف آخر بعد اختطاف جلعاد شاليت، وطبيعة الرد العسكري على حدث الاختطاف في الشمال.
bull;التقديرات والاقتراحات التي طُرحت على القيادة السياسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف