الحكيم : نتجه لتأسيس الاقاليم خلال اشهر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : اعلن زعيم الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم السيد عبد العزيز الحكيم ان العمل بأنشاء الاقاليم سيبدأ خلال اشهر قليلة مشددا على ضرورة العمل من اجل تغيير ما اسماها بالمعادلة الظالمة التي حكمت العراق منذ تأسيس دولته الحديثة بعد ثورة عام 1920 في اشارة الى حكم السنة للعراق طوال هذه السنوات .. بينما اعرب الرئيس العراقي جلال طالباني خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي الطيب رجب اردوغان عن اسفه للتهديدات التي صدرت عن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ضد انقرة.
وقال الحكيم وهو رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في كلمة وزعها مكتبه اليوم بعد ان القاها خلال اجتماعه مع شيوخ ووجهاء محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) انه يتعذر توفير الخدمات الى المواطنين مالم تقم الفيدراليات وخاصة اقليم الوسط والجنوب "الشيعي الذي سيضم تسع محافظات" . واشار الى ان هذا الاقليم يتمتع بامكانيات عالية وموارد هائلة في اشارة الى النفط والزراعة .
واكد الحكيم انه سيتم التحرك باتجاه اقامة الاقاليم خلال الاشهر القليلة المقبلة . واضاف ان ميزانية الدولة لهذا العام سجلت رقماً كبيراً قياساً الى السنوات الماضية وقد تم خلال السنوات السابقة تخصيص مبالغ قدرت بحوالي 150 مليون دولارا لانعاش الاهوار ولكنها لم تصرف فاعيدت الى خزينة الدولة .
ومعروف ان الدستور العراقي الجديد يعطي الحق لكل ثلاث محافظات عراقية من مجموع المحافظات الثمان عشرة باقامة فيدراليتها الخاصة بها على غرار فيدرالية اقليم كردستان التي تضم محافظات اربيل ودهوك والسليمانية .
وشدد على ضرورة قيام الحكومة بحل جميع المشاكل سواء ادارية او خدمية او دبلوماسية وكذلك توفير الامن والاستقرار لغرض اقامة المشاريع الخدمية الاخرى . وقال ان المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني كان يشدد على ضرورة فرض القانون والنظام قبل الانتخابات وقبل سن الدستور . وتحدث عن الاوضاع في محافظة الانبار الغربية السنية فاوضح انها وقعت تحت سيطرة العصابات الارهابية الامر الذي دفع باعداد كبيرة من سكانها الى هجرتها . وقال ان تدهور الاوضاع الامنية في المحافظات السنية دفع علماء الدين فيها الى عقد مؤتمرهم في الاردن "نتيجة الوضع المزري في مناطقهم الذي يحول دون عقد مثل هذه المؤتمرات فيها والتي تندد بوجود الارهاب على الاراضي العراقية" .
واشار الحكيم الى زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الحالية الى كوريا واليابان فقال انها تستهدف فتح ابواب التعاون الاقتصادي بين العراق وهذين البلدين من اجل رفع الواقع المعاشي للبلد وتوفير فرص عمل. واضاف "ان عملية فرض الامن والاستقرار مطلوبة من اجل توفير الخدمات لكل ابناء العراق واستثمار الخيرات المتدفقة من الجنوب العراقي ليتم تقديم الخدمات على أحسن وجة وخصوصاً لللفقراء والمهجرين الذين لا يجدون بيوتاً تأويهم ".
وقال ان المجتمع العراقي تغلب عليه الصفة العشائرية ولذلك يجب أن يكون للعشائر دور كبير بالمساهمة في توفير الأمن والاستقرار وفرض القانون وعدم السماح بتجاوزه من خلال التعدي على الآخرين . واضاف انه يجب وضع تصور "لكسر المعادلة الظالمة التي حكمت العراق بعد ثورة العشرين وبناء العراق الجديد على اساس وحدة حقيقية بين المرجعيات وبين ابناء الشعب العراقي" . واضاف "نحن نتطلع الى العيش بسعادة في عراق المراجع والعلماء الاعلام والقوى السياسية المستمدة من المرجعية التي شكلت الحكومة في هذه الظروف المعقدة التي يقف فيها الكثير من الدول ضدنا وما يقوم به الارهاب من القتل على الهوية وبطرق وحشية ومع ذلك نحن نتقدم في العملية السياسية وهذا هو الذي نعتز به بأتجاه وحدة العراقيين واحد الامثلة ما تجلى في اداء المراسيم الحسينية كزيارة الاربعين التي تمت وبحمد الله بدون مشاكل تذكر وهذا الاداء الجيد والتمسك بفكر ال البيت ( ع ) وهذه الجماهير التي توجهت الى كربلاء المقدسة هي القاعدة الحقيقية للحكومة" .
طالباني يأسف لاردوغان عن تصريحات للبارزاني
الى ذلك قال المتحدث باسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان الرئيس العراقي جلال طالباني اعرب خلال اتصال هاتفي مع اردوغان عن اسفه للتهديدات التي صدرت عن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ضد انقرة.
واضاف محمد عاكف باقي في تصريحات صحافية ان طالباني اوضح انه يأسف لتصريحات بارزاني وشدد علي اهمية العلاقات مع تركيا. واشار المتحدث التركي الى ان اردوغان حث الرئيس العراقي خلال الاتصال الهاتفي معه علي التحرك بسرعة ضد قواعد حزب العمال الكردستاني الواقعة شمال العراق والتي يتسلل منها مقاتلون الي الاراضي التركية للقيام بهجمات. هذا ولم يصدر عن الرئاسة العراقية ما يؤكد تصريحات المتحدث التركي بهذا الشأن.
واليوم وجهت أنقرة أول مذكرة احتجاج لبغداد بعد سقوط النظام السابق، بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي الذي انعقد في ظل ردود فعل واسعة ضد تصريح بارزاني لقناة العربية الذي قال فيه إذا سمحت تركيا لنفسها أن تتدخل في موضوع كركوك فسوف نتدخل في موضوع ديار بكر وغيرها من المدن الأخرى.
وقد خرج الناطق باسم الحكومة التركية جميل تشيشك من الاجتماع ليعلن أن العراق هو مصدر الإرهاب العرقي الذي يحصد الأرواح في تركيا. وأضاف "إن الخارجية التركية سلمت سفير العراق لديها مذكرة الاحتجاج".
وطالبت انقرة حكومة بغداد الالتزام بالمواثيق الدولية والتفاهمات الموقعة بين العاصمتين في مجال محاربة الإرهاب. كما طالبتها بحظر نشاط حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية وتسليم قياداته وعناصره لأنقرة وضبط الحدود لمنع تسلل عناصر الكردستاني إلى تركيا. وجددت الخارجية التركية تأكيدها على استمرار تدريب عناصر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وحصول قياداته الملاحقة من قبل الإنتربول بتهمة الإرهاب على دعم يصل إلى حدود السماح لهذه القيادات بالحديث على شاشات التلفزة العراقية. تجدر الإشارة إلى أن الوضع في العراق كان نقطة أساسية ناقشها مجلس الأمن القومي التركي في جلسته الطارئة اليوم الثلاثاء.
من جهة ثانية نقل ممثل تركيا الخاص في العراق أووز تشيلليك كول إلى واشنطن انزعاج أنقرة من تصريح بارزاني وتقول رسالته إلى الأميركيين "إن لم تفعلوا ما هو ضروري فإن تركيا ستفعل".
وهذا الأمر دفع بالسفير الأميركي في أنقرة لحث الجانبين التركي والكردي على التهدئة مؤكداً أن تصريح بارزاني وردود الفعل التركية لن تخدم الجانبين. وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك قد انتقد بارزاني لما وصفه بالتهديدات التي أطلقها الأخير حول دعم مقاتلي حزب العمال الكردستاني ضد حكومة أنقرة.
وقال ماكورماك إن الإدارة الأميركية تعتقد أن هذا النوع من التصريحات لا يفيد الهدف المنشود من التعاون بين الحكومتين العراقية والتركية، وإن على القادة العراقيين التركيز حول كيفية العمل مع الحكومة التركية لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين لرؤية عراق آمن ومستقر.
وأكد ماكورماك أن وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس قد تحدثت مع نظيرها التركي عبد الله غول في نهاية الاسبوع إثر التصريحات التي أطلقها البارزاني وأثارت إنزعاج أنقرة الشديد.
وقد رد أردوغان بعنف على بارزاني قائلا إن أي عمل عدائي من جانب أكراد العراق نحو بلده سيكلفهم " ثمنا غاليا جدا". وقال إن هناك شمالا عراقيا محاذيا لتركيا يرتكب خطأ جسيما في طريقة تصرفه وهذا قد يرتب عليه ثمنا باهظا. واضاف إن بارزاني تخطى الحدود مضيفا أنه ينصح الأكراد "بألا يتفوهوا بكلام لا يستطيعون تحمل عواقبه وبأن يدركوا حجمهم لأنهم قد يسحقون جراء هذا الكلام."
وحسب ماكورماك فان رايس هدأت وزير الخارجية التركي وشكرته على جهود حكومته لعقد مؤتمرأقليمي يشارك فيه وزراء من دول الجوار وشخصيات عالمية لمناقشة الملف العراقي الشهر المقبل . وقد حاولت واشنطن عقد المؤتمر في مدينة إسطنبول ولكن معارضة الحكومة العراقية وإصرارها أدى إلى قرار عقده في منتجع شرم الشيخ المصري. وكانت رايس قد عينت الجنرال الاميركي المتقاعد جوزيف رالستون، كمبعوث خاص، للعمل على تخفيف التوتر بين حكومة أنقرة والقادة الاكراد في العراق.