باكستان: اغلاق اذاعة المسجد الاحمر وموقعه على الانترنت

اسلام اباد: قالت باكستان اليوم الثلاثاء انها اغلقت الاذاعة والموقع الالكتروني لمحكمة "المسجد الاحمر" التي اطلقت حملة لتطبيق الشريعة والتزام الاخلاق، على غرار حركة طالبان الافغانية في قلب العاصمة الباكستانية. وتاتي هذه الخطوة بعد ان اصدر "المسجد الاحمر" (لال مسجد) فتوى بحق وزيرة السياحة نيلوفار بختيار بسبب ظهورها في صور نشرتها صحيفة "خبرين" باللغة الاوردو وهي ترتدي زي المظليين الملون وتستعد للتحليق في الجو بمظلة وهي تعانق مظليا "اجنبيا" كان يطير معها.

وصرح طارق عظيم نائب وزير الاعلام لوكالة فرانس برس "لقد اغلقنا موقع لال مسجد على الانترت، كما اغلقنا اذاعته". وقالت الحكومة انها اغلقت الموقع ومحطة الاذاعة غير القانونية بموجب قانون اقره قبل خمس سنوات الرئيس الباكستاني بيرويز مشرف، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب على الارهاب.

واضاف عظيم "سنغلق اي شيء يحض على الكراهية الدينية ويدعو الى شن الهجمات الانتحارية -- لا يمكننا التساهل مع ذلك. والقانون ينص على انه لا يمكن السماح بمثل هذه النشاطات. والموقع كان يعرض ما هو محظور قانونا". ونفى نائب امام المسجد عبد الرشيد غازي احتواء الموقع على اية مواد تحض على الكراهية. وقال "لقد قمعوا حرية التعبير باغلاقهم الموقع. لا يمكنهم احتمال اي صوت معارض". وقال غازي ان الموقع يعمل حاليا من نطاق مختلف على الشبكة الدولية، الا ان الحكومة تؤكد انها جعلت من المستحيل على "المسجد الاحمر" اقامة موقع جديد.

وكان امام المسجد الملا عبد العزيز اعلن في خطبة الجمعة انشاء المحكمة في المسجد وبدء تطبيق الشريعة الاسلامية، محذرا من اي تحرك ضد المسجد. وبعد يومين اصدرت المحكمة "فتوى" بحق وزيرة السياحة نيلوفار بختيار بسبب ظهورها في صور "فاحشة" مع مدرب فرنسي بعد ان هبطت بالمظلية في حملة خيرية لجمع الاموال لضحايا الزلزال.

ويقوم طلاب وطالبات "لال مسجد" منذ اسابيع بحملة "توعية اخلاقية" تندد بها وسائل الاعلام الباكستانية معتبرة انها تندرج في اطار "طلبنة" باكستان التي بدأت في مناطقها الشمالية الغربية. فقد قامت طالبات لال مسجد بخطف امرأة تملك بيتا للدعارة وبحملة تشمل تنظيم دوريات "اخلاقية". وقام زملاؤهن من المتشددين بحملة تستهدف باعة اشرطة الفيديو والموسيقى واقدموا على خطف شرطيين.

كما يحتل الطلاب منذ كانون الثاني/يناير مكتبة للاطفال احتجاجا على مشروع لهدم مجموعة من المساجد التي بنيت بطريقة غير قانونية في اسلام اباد.
وقالت الحكومة انها ترغب في التفاوض مع القائمين على المسجد قبل ان تحاول القيام بحملة ضدهم. الا ان الملا عبد العزيز قال "اذا كان هذا (اقتحام المسجد) هو آخر خيار للحكومة فان خيارنا الاخير سيكون تنفيذ هجمات انتحارية"، مؤكدا ان "عشرات آلاف المتطوعين مستعدون لتوجيه ضربات للحكومة بهجمات انتحارية".