إسرائيل تضرب غزة والسلطة تعجز عن حل الفوضى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الفلسطينيون ضحية هجمات إسرائيل ونيران المليشيات
إسرائيل تضرب غزة والسلطة تعجز عن حل الفوضى
سمية درويش من غزة : دخلت التهديدات الإسرائيلية لضرب ما تصفه منظمات الإرهاب في قطاع غزة، وتصفية قادة ونشطاء المجموعات الفلسطينية، حيز التنفيذ، في وقت تغرق فيه الساحة الفلسطينية بفوضى الفلتان الأمني، والمليشيات المسلحة أمام عجز رهيب من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية التي تكتفي بإحصاء أعداد قتلى ومصابي المعارك بالشوارع.
وفي أول هجوم جوي عنيف منذ إعلان التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في السادس والعشرين من تشرين ثاني "نوفمبر" الماضي، أطلقت مروحية إسرائيلية مقاتلة صاروخا واحدا على الأقل تجاه مجموعة من النشطاء، أسفر الهجوم في حينه عن مقتل احد العناصر المسلحة التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ويتابع الفلسطينيون الذين أصبحوا ضحية الهجمات الإسرائيلية ونيران المليشيات المسلحة بغزة، عن كثب وسائل الإعلام المختلفة خشية من عملية عسكرية إسرائيلية مفاجئة تزيد من معاناتهم وآلامهم التي يتكبدوها يوميا في غزة.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المجموعات المقاتلة إلى وقف الهجمات الصاروخية على البلدات اليهودية القريبة من قطاع غزة، حتى يتمكن شعبه عيش حياة أمنة وكريمة. من جهته طالب صالح رأفت الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الرئاسة والحكومة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بإلزام الفصائل بما تم الاتفاق عليه معها لتثبيت التهدئة، والتوقف عن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة، وذلك من أجل قطع الطريق على قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تستعد لشن اعتداء جديد على قطاع غزة.
وتبرر المؤسسة الإسرائيلية ضربتها لقطاع غزة، لوقف الهجمات الصاروخية عن بلداتها، لاسيما وان بلدة سديروت المحاذية للقطاع أصبحت مدينة يسكنها الأشباح، بعدما خلت من مستوطنيها الذين فقدوا الأمن فيها بسبب الهجمات الصاروخية الموجعة.
وترفض المنظمات الفلسطينية المسلحة، وقف هجماتها الصاروخية والتي تعتبرها "مقاومة" مشروعة ضد الاحتلال وجرائمه التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة، في حين دعا احد قادة الجهاد الإسلامي، الرئيس عباس إلى توجيه اللوم للاحتلال الإسرائيلي ومطالبته وقف جرائمه، بدلا من مطالبته الفلسطينيين وقف الصواريخ.
وهدد جنرالات إسرائيل، بعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة للقضاء على ما يصفه الاحتلال بـ"البنية التحتية للإرهاب"، ومنع تعاظم المنظمات المسلحة، مع الكشف عن مخابئ للأسلحة لصناعة وسائل قتالية متطورة، ومماثلة لما يتم تهريبه عبر الشريط الحدودي مع مصر، حسبما تتحدث وكالة الاستخبارات اليهودية.
وقال وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس، إن الجيش مخول بتوجيه الضربات لكل خلايا إطلاق الصواريخ ولمن ينتج "وسائل إرهاب وتخريب"، مضيفا "لن نسمح باستمرار التسلح، بحيث تتحول قطاع غزة إلى لبنان ثانية، ولن نسمح لحماس والمنظمات الإرهابية مواصلة زيادة قوتها في قطاع غزة"، على حد تعبيره.
وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية، بان جيش الاحتلال بات جاهزا لتنفيذ عملية كبرى في قطاع غزة وان كافة التحضيرات اللوجستية والاستخبارية اكتملت، غير أن قرار الهجوم منوطا بالمستوى السياسي.
وحسب تقديرات وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، فإن مخزون الصواريخ لدى المنظمات المسلحة يصل إلى بضع مئات ومعظمها ذات مدى 12 كم، فيما يخشى الاحتلال من أن تتوصل المجموعات المقاتلة إلى درجة من المعرفة تمكنها من زيادة مخزون الصواريخ وجعل الصاروخ أكثر دقة وزيادة مداه.
من جانبها تحاول الحكومة الفلسطينية الجديدة، جاهدة لضبط ما عجزت عنه الحكومات المتعاقبة، لاسيما الفلتان الأمني الذي اهلك الساحة الفلسطينية برمتها، ووضعها تحت مسميات غربية يحظر من خلالها على الرعايا الأجانب الدخول إليها.
خالد أبو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية ابلغ الصحافيين بغزة، قرار وزير الداخلية والأمن الوطني، حول إعادة صياغة الخطة الأمنية الشامة والتي تهدف لضبط الوضع الداخلي، لعرضها مجددا على مجلس الوزراء لمناقشتها، موضحا أن قرار تأجيل عرض الخطة، يهدف لإعادة صياغتها بما يشمل إثرائها واغنائها بهذه الإضافات.
وسجلت السلطة الوطنية فشلا ذريعا بالحد من جرائم القتل والخطف المتواصلة، حيث مازالت عاجزة تماما عن تحرير الصحافي البريطاني الان جونستون الذي مر عليه قرابة الشهر رهينة بأيدي إحدى الجماعات المسلحة. وقد قتل أمس أربعة مواطنين بفوضى السلاح خلال اشتباكات نارية عنيفة دارت رحاها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، دعت عقبها القوى الوطنية والإسلامية، إلى وقف ما أسمته "حمام الدم النازف" بالمدينة.
ويبقى المواطن الفلسطيني الذي يعاني أوضاعا معيشية سيئة بسبب شدة الفقر، يلتفت من حين لأخر إلى يمينه وشماله خشية من صاروخ ساقط أو رصاصة طائشة، بينما يضع يدا على الجيبة والأخرى على الخد بانتظار يوما ساخنا، وأكثر قسوة على أمعاء أطفاله.