علماء سعوديون يطالبون المجاهدين في العراق بالوحدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مسفرغرم الله الغامدي من الرياض: وجه عدد من علماء الدين في السعودية بيانًا الى من اسموهم "المجاهدين " في العراق طالبوهم فيه بعدم ضياع مكتسباتهم على حد قولهم.واضاف العلماء في بيانهم التأكيد على ضرورة اتقاء الله في الامة وطالبوهم بعدم احباطها.
وفي ما يلي نص البيان :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ... يقول الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا) [آل عمران :103] .ويقول سبحانه(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)[آل عمران :105]
ويقول الله تعالى : (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)[الأنفال: 46]ويقول سبحانه (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) [الحجرات : 10 ].
وبعد ،،،
فإن الناظر في أحوال العراق اليوم يرى المخاطر العظيمة تحيط بالإسلام وأهله من قبل أعدائهم من الكفرة والمنافقين ، وإن أعظم ما يكيد به العدو للمجاهدين في القديم والحديث هو إشعال الفتنة بينهم ، ولا سيما إذا رأى نفسه منهزماُ وخاسراً .أيها المجاهدون في بلاد الرافدين : (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) ، (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً).
اتقوا الله في أنفسكم فلا تظلموها ، واتقوا الله في جهادكم فلا تضيعوا مكتسباته العظيمة بافتراقكم ، واتقوا الله في أمتكم التي تؤمل فيكم النصر ورفع الذل والمهانة عنها فلا تحطموا آمالها وتصيبوها بالإحباط والهزيمة.إن بوادر النصر تلوح في الأفق ، وهزيمة العدو تبدو للعيان ، وإن النصر مع الصبر، وإن من الصبر كظم الغيظ وضبط النفس وبذل المناصحة والحذر من إضرام الفتنة بينكم ، والتي يحرص عليها عدوكم خاصة في هذه الأيام التي يترنح فيها للسقوط ويسعى فيها للخروج من مأزقه وتحويل هزيمته إلى نصر .
فيا أيها المجاهدون : اتقوا الله عز وجل ولا تعطوا العدو فرصته الأخيرة لإنقاذ نفسه بتفرقكم وتناحركم وانشغالكم ببعضكم ، فإنه لم يبق للعدو من حبل لكي ينقذ نفسه إلا بالتحريش وإشعال الفتنة بينكم . أيها المجاهدون : إن السعيد لمن جنب الفتن ، وإن الفتنة إذا اشتعلت فإن الأحلام والعقول تطيش وتغيب ، وقد وصفها صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، بأنها أشد إذهاباً للعقول من الخمر حيث يقول (ما الخمر صِرْفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتنة) [حلية الأولياء1/247].
وإن ما يجري هذه الأيام من الفرقة بين المجاهدين في العراق لينذر بالخطر العظيم ، وإننا في هذا البيان نناشد جميع الفصائل المجاهدة بأن تتقي الله عز وجل ، وأن يسعى أولو العقل والعلم والتقىإلى تطويق هذه الفتنة وإخمادها قبل أن لا يمكنهم ذلك .
كما نناشد من هم خارج العراق من أهل القلم والكلمة أن يتقوا الله عز وجل ، وأن لا يزيدوا هذه الفنتة اشتعالاً وإضراماً بما يكتبونه أو يقولونه على هذا الفصيل أو ذاك ، لا سيما كتاب (الإنترنت)، بل عليهم أن يكونوا مصلحين حريصين على جمع الكلمة ، فإن من استشرف الفتنة استشرفته . والواجب في مثل هذه الظروف إمساك اللسان إذا لم يمكن الإصلاح وجمع الكلمة. فإن فعل اللسان أيام الفتن قد يكون أشد من السيف .فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ستكون فتنة صماء بكماء عمياء ، من أشرف لها استشرفت له ، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف) [أبو داود(4264) ].
وإن المتأمل في أحوال سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان ، يجدهم قد نأوا بأنفسهم عن الفتن واعتزلوها عندما خرجت عن السيطرة . وهذا هو المتعين في أي فتنة تحصل بين المسلمين . ولذا فإنا نقول للمجاهدين في العراق -ولو كانت هذه المقولة مرة وصعبة على قلوبنا - نقول لهم : إذا انتهى أمر الجهاد مع الأعداء إلى أن يكون بين المجاهدين أنفسهم ، ولم يكن للإصلاح مكان -لا كان ذلك - فتلك المصيبة العظمى الفاجعة، وخير للمجاهد في هذه الأحوال أن يذهب إلى بيته وينشغل بخاصة نفسه وأهله ، وألا يراق بسببه كف دم من مسلم معصوم . ولنا أسوة في مواقف سلفنا الصالح أيام الفتن :
bull; فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع أنه أولى بالحق في قتاله لمعاوية رضي الله عنهما ، فقد قال مادحاً لعدم مشاركة سعد بن أبي وقاص و عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في الفتنة: (لله منزل نزله سعد بن مالك و عبدالله بن عمر ، والله لئن كان ذنباً إنه لصغير مغفور ،ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور)[الطبراني 1/106].
bull; وعن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه أنه قال له : يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأساً؟! لا والله حتى أُعطى سيفاً إن ضربت به مؤمناً نبا عنه ، وإن ضربت به كافراً قتله ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الله يحب الغني الخفي التقي ) [الحلية1/94 وأصله في مسلم].
bull; وعن سلام بن مسكين : سمعت الحسن يحدث ، قال : لما قتل عثمان رضي الله عنه ، قالوا لابن عمر رضي الله عنهما إنك سيد الناس وابن سيدهم فاخرج يبايع لك الناس . فقال لئن استطعت لا يهراق فيِّ محجمة. قالوا : لتخرجن أو لتقتلن على فراشك ، فأعاد قوله . قال الحسن أطمعوه وخوفوه فما قدروا على شيء منه) [سير أعلام النبلاء 3/239] .
bull; وعن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله: أوثقوني بالحديد فإني مجنون ، فلما قتل عثمان قال: خلوا عني ، الحمد لله الذي شفاني من الجنون وعافاني من قتل عثمان . وسمى الرجل عامر بن ربيعة رضي الله عنه [الحلية 1/178] .
bull; وعن عمرو بن مرة : عن الشعبي قال : كان مسروق إذا قيل له : أبطأت عن علي وعن مشاهده يقول : أريتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض فنزل بينكم ملك فقال (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) [النساء 29] ، أكان ذلك حاجزاً لكم . قالوا نعم ، قال : فو الله لقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم وإنها لمحكمة ما نسخها شيء ).[سير أعلام النبلاء4/68] (سنن سعيد ابن منصور) (622)
bull; وقال مطرف بن عبدالله : إن الفتنة ليست تأتي تهدي الناس ، ولكن تأتي تنازع المؤمن عن دينه ، ولأن يقول الله لم لا قتلت فلاناً أحب إلي من أن يقول : لم قتلت فلاناً. [الحلية 2/204].
bull; وعن عامر الشعبي قال : لما قاتل مروانُ الضحاكَ بن قيس أرسل إلى أيمن بن خريم الأسدي فقال : إنا نحب أن تقاتل معنا. فقال : إن أبي وعمي شهدا بدرا فعهدا إلي أن لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله ، فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك. فقال : اذهب ، ووقع فيه وسبه ، فأنشأ أيمن يقول: ولست مقاتلا رجلا يصليله سلطانه وعلي إثمي أقاتل مسلما في غير شيء على سلطان آخر من قريش معاذ الله من جهل وطيش فليس بنافعي ما عشت عيشي[مجمع الزوائد 7/579 ].
وفي الختام نؤكد على جميع فصائل المجاهدين وجوب المبادرة إلى إصلاح ذات البين ،وذلك بأن ينتدب كل طرف من أعيانهم ليعقد مجلس بينهم لتقريب وجهات النظر واحتواء الفتنة ، ووأدها في مهدها عسى أن يكون في ذلك باب إلى جمع الكلمة و وحدة الصف.نسأل الله عز وجل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن كما نسأله سبحانه أن يوحد صفوف المجاهدين ويؤلف بين قلوبهم وأن يجعل جهادهم في سبيله ، ولإعلاء كلمته . والحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الموقعون:
1-الشيخ العلامة / عبدالرحمن بن ناصر البراك
2-الشيخ العلامة / عبدالله بن محمد الغنيمان
3-فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن صالح المحمود
4- فضيلة الشيخ د / ناصر بن سليمان العمر
5-فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن ناصر الجليل
6-فضيلة الشيخ / فهد ين سليمان القاضي
7-فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن سالم العمر
8- فضيلة الشيخ د / سعد بن عبدالله الحميد
9- فضيلة الشيخ د / عبدالعزيز بن محمد ال عبداللطيف
10-فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبدالرحمن السعد
11-فضيلة الشيخ د / عبدالله بن ابراهيم الريس
12-فضيلة الشيخ / محمد بن أحمد الفراج