اتفاق سري: ساركوزي تعهد لشيراك تجنيبه الملاحقة القضائية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس-وكالات : اكدت الصحيفة الفرنسية الاسبوعية "لو كانار انشينيه" في عددها الاخير ان نيكولا ساركوزي وجاك شيراك اتفقا سرا على وقف التحقيقات القضائية ضد رئيس الدولة ما اثار نفيا شديد اللهجة من مرشح اليمين واحتجاجات من قبل اليسار. وقالت الصحيفة ان "ساركوزي تعهد لقاء دعم شيراك له، انه في حال فوزه سيجنب الرئيس" ملاحقات قضائية.
واضافت الصحيفة الاسبوعية الساخرة ان هذا الاتفاق يفترض ان يترجم بتعديل يفرض اغلاق الملفات القضائية الخاصة بالجنح البسيطة "بعد عشر سنوات" من تاريخ بدء التحقيق، لان "التصويت على عفو خاص بالشؤون المالية الذي ينطوي على مجازفة خطرة سياسيا، استبعد".
وتابعت ان "ثلاث قضايا تعود الى اكثر من عشر سنوات واتهم بها الرئيس يمكن ان تصبح طي النسيان"، مشيرة الى ملفات الوظائف الوهمية في بلدية باريس و"الفواتير المزورة لمطبعة سيمباب البلدية" عندما كان شيراك عمدة للعاصمة الفرنسية.
ونفت الرئاسة ومرشح الاتحاد من اجل اغلبية شعبية الحزب الحاكم، هذه المعلومات بشدة. وقال مصدر في محيط شيراك ان "هذه الادعاءات لا اساس لها اطلاقا ولا تتطلب اي تعليق من جانبنا". من جهته، قال ساركوزي ان هذه المعلومات "كاذبة وتجرح". واضاف ان "مقال الصحيفة لا يستند الى اي حقائق (...) وانفيه بحزم وبشكل كامل". وطلب الحزب الاشتراكي من جهته من "كل مرشح" بان "يتعهد في حال انتخابه وبوضوح عدم خنق او عرقلة او العفو عن اي قضية جارية في القضاء" بينما أدان مرشحا اليسار الراديكالي اليفييه بيزانسينو وجوزيه بوفيى "الترتيبات الصغيرة التي تتم بين الاصدقاء".
بعد عبدالله الثاني مبارك في باريس
وعلى صعيد آخر يبدو الرئيس الفرنسي جاك شيراك مصمما على ممارسة مهماته بشكل فاعل حتى الساعة الاخيرة قبل تسليم السلطة الى خلفه في ايار/ مايو المقبل وهو يسرع الخطوات من اجل معالجة ملفات ذات طابع دولي كان اعارها خلال ولايتيه اهتماما خاصا وفي طليعتها عملية السلام في الشرق الاوسط وما نجم عنها اخيرا من ارتباطات بشأن الملف اللبناني والتطورات التي شهدها هذا البلد منذ اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وصولا الى القرارات الدولية بعد حرب تموز / يوليو الماضية وانتهاء بتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي التي انتقلت الى الامم المتحدة بعد مذكرة نواب المعارضة وطلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من الهيئة الدولية تولي هذا الامر مباشرة بسب فشل توصل اللبنانيين الى توافق داخلي عليها .
فالرئيس وضع على اجندته للشهر المتبقي من ولايته سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب ويستعد لاستقبال الرئيس المصري حسني مبارك في قصر الاليزيه نهار الاحد بعدما كان استقبل بالامس العاهل الاردني عبد الله الثاني .مبارك سيجتمع ايضا بالمرشحين الثلاثة الاوفر حظا للرئاسة الفرنسية ووفقا للمعلومات فان شيراك الذي ناقش مع الملك الادرني الذي جاءه مودعا قضايا المنطقة واتفق معه على سبل معالجة الوضع السياسي في لبنان والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي سيعيد فتح الملفين مع مبارك اضافة الى الملف النووي الايراني والوضع في العراق .
فالرئيس شيراك يرغب في رؤية مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي يرى النور قبل نهاية عهده لما لهذا الامر من اهمية خاصة لديه نظرا للعلاقة الشخصية التي كان تربطه بالحريري ووفاء لتعهدات كان قطعها لعائلته بهذا الشأن .ولا يرغب شيراك على ما يبدو تمييع هذا الملف بعرقلة من اطراف لبنانيين من اصدقاء سوريا بتنسيق مفترض مع دمشق في انتظار انتهاء ولايته عل الالتزام الفرنسي يضع ملف المحكمة في مرتبة ثانية مع الرئيس المقبل.من هنا يمكن تفسير تخلي باريس عن معارضتها للجوء الى الفصل السابع .
وكان الناطق باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون قال ان شيراك والملك عبدالله عرضا خلال خلوة بينهما الملف اللبناني والمناقشات التي جرت في القمة العربية التي انعقدت في الرياض في آذار الماضي.وفي ما يتعلق بلبنان أكد شيراك انه "يتابع هدفا وحيدا هو تعزيز قيام سلام دائم في لبنان سيد وديمقراطي" وشدد في هذا السياق "على اهمية المحكمة الدولية التي تسمح بقيام العدل وبردع الذين يستعملون القتل منهجا سياسيا".وأكد بونافون ان الزعيمين لم يتطرقا خلال محادثاتهما الى تطبيق القرار 1701 لمجلس الامن، لكنه اشار الى ان باريس تتابع باهتمام المناقشات التي تجري حاليا في مجلس الامن في شأن تقرير الامين العام المتعلق بهذا القرار. واضاف ان كل ما يجري حاليا هو لانشاء المحكمة الدولية خلال فترة معقولة.