أخبار

تفجيرات الثلاثاء الأسود في الدار البيضاء تثير جدلا إعلاميا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


أحمد نجيم من الدار البيضاء: يستمر الجدل الإعلامي في المغرب بخصوص نشر صور جثث وأشلاء الانتحاريين الأربعة الذين فجروا أنفسهم الثلاثاء الماضي في حي الفرح في الدار البيضاء. فمجموعة من الصحف اليومية المغربية بالغت في نشر صور تلك الأشلاء،صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" الناطقة باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحد أكبر أحزاب الائتلاف الحكومي، نشرت صورة في صدر صفحتها وعلقت عليها "النصف العلوي للانتحاري الثالث سعيد بلواد، 31 سنة، بعد أن فصله الحزام الناسف عن نصفه السفلي". وتظهر هذه الصورة الكبيرة جثته ممزقة ومحاطة بأحذية بعض رجال الشرطة العلمية المغربية.
وجاء في الصفحة الأولى للصحيفة نفسها بيان للحزب يدين "المخطط الإرهابي الذي يستهدف المشروع الحداثي الديمقراطي". صحيفة "الصباح" المغربية لجأت هي الأخرى إلى نشر صور لجثث وأشلاء الانتحاريين. الصحيفة التي كانت في مقدمة الصحف الأكثر مبيعا في المغرب قبل أن تتراجع وتعيش نزيفا جديدا من خلال استقالة رئيس تحريرها ومجموعة من الصحافيين، نشرت أشياء الانتحاريين، وذيلتها بتعليق غريب "مظاهر مؤسفة لمصير إرهابيين اختاروا طريق الموت". أماصحيفة بيان اليوم، الناطقة باسم حزب التقدم والاشتراكية، فتفننت في نشر أشلاء الانتحاريين "أشلاء الانتحاري الرابع الذي فجر نفسه بالتزامن مع آذان المغرب" و"الشرطة العلمية تباشر تفحص أشلاء الانتحاري، كما نشرت صورة "مفتش الشرطة الذي فارق الحياة متأثرا بجراحه"، الصور المقززة نفسها نشرتهاصحيفة "رسالة الأمة"، أما صحيفة "يومية الناس" فذهبت أبعد بكثير عندما وضعت في صفحتها الأولى صورة علقت عليها "قلب آخر لأحد الانتحاريين ليلة الثلاثاء". صحيفة "الصحفية" هي الأخرى نشرت صورا لانتحاريين لكن تلك الصور كانت أقل تقززا من صور الصحف الأخرى.
أما الجريدة الأكثر مبيعا في المغرب "المساء" تفادت صور الأشلاء والجثث في صفحتها الأولى، واكتفت بصور لجثتين في الصفحات الداخلية. واحدة من الصحف القليلة المغربية التي تفادت نشر الصور هي صحيفة "الأحداث المغربية".
هذه الصحيفة كانت حاسمة في هذه النقطة وقالت في عددها ليومه الخميس "نتوفر على صور بشعة للأشلاء المتناثرة للإرهابيين المنفجرين، إلا أننا قررنا عدم نشرها احتراما لمشاعر القراء خصوصا الأطفال والأشخاص الذين يمكن أن تصدمهم تلك المشاهد البشعة" وأضافت "واحتراما لأشلاء ميت آدمي كيفما كانت هويته وظروف مقتله ونواياه إزاء مجتمعه".
نقابة الصحافيين المغاربة لم تتحدث عن الموضوع خاصة أن صحفا مغربية نشرت تلك الصور غذاة حادث تفجير انتحاري لنفسه قبل شهر من الآن في سيدي مومن في الدار البيضاء، وفيدرالية ناشري الصحف التزمت الصمت هي الأخرى.
najim@elaph.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف