الدعوة إلى ترشيح بوتين لفترة رئاسة ثالثة... إيجابيات وسلبيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
روسيا بين تظاهرة المعارضة والموالاة... والتمديد لولاية ثالثة
الغارديان: بوريس بيرزوفسكي يخطط لثورة للإطاحة ببوتين
لندن-موسكو:قال الملياردير الروسي بوريس بيرزوفسكي في تعليقات نُشرت اليوم، إنه يخطط لثورة في روسيا للإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين.
وأبلغ بيرزوفسكي، الذي حصل على حق اللجوء في بريطانيا صحيفة الجارديان: "نحتاجإلى استخدام القوة لتغيير هذا النظام. ليس بالإمكان تغيير هذا النظام من خلال الوسائل الديمقراطية. لا يمكن أن يكون هناك تغيير من دون القوة والضغط". وسُئل إن كان يسعىإلى ثورة فأجاب قائلاً: "ما تقوله صحيح تمامًا". وأضاف بيرزوفسكي وهو منتقد قوي لبوتين، أنه على إتصال بأعضاء في النخبة السياسية في روسيا. ونقلت الجارديان عن بيرزوفسكي القول إن هؤلاء الأشخاص الذين لم يذكر أسماءهم لأن ذلك قد يُعَرض أرواحهم للخطر على حد قوله، يشاركونه رأيه في أن بوتين يقزم الإصلاحات الديمقراطية ويعمدإلى مركزية السلطة وينتهك دستور روسيا.
وأضاف رجل الأعمال الثري قائلاً: "لا توجد أي فرصة لتغيير النظام من خلال إنتخابات ديمقراطية". وقال إنه يقدم خبرته وأيديولوجيته إلى من يتصل بهم، مضيفًا أن هناك أيضًا خطوات عملية يقوم بها الآن وهي في الغالب مالية. وذكرت الجارديان أن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أدان تعليقات بيرزوفسكي قائلاً إنها مخالفة جنائية وفقًا للتشريعات في روسيا، وأعرب عن الأمل في أن تثير تساؤلات بشأن وضع اللجوء الذي حصل عليه في بريطانيا. ونقلت الصحيفة عن بيسكوف قوله: "نريد أن نعتقد أن لندن الرسمية لن تمنح أبدًا حق اللجوء لشخص يريد إستخدام القوة لتغيير النظام في روسيا". وإلتقى بيرزوفسكي الشهر الماضي، بمحققين روس في لندن للإجابة على أسئلة بشأن مقتل الكسندر ليتفنينكو العميل السابق لجهاز الإستخبارات الروسي (كيه جي بي) الذي توفي مسمومًا في لندن فيتشرين الثاني (نوفمبر)الماضي.
تظاهرات لمؤيدي بوتين وأخرى لمعارضيه
يستعد آلاف الروس للتظاهر في موسكو لإدانة سياسة الرئيس فلاديمير بوتين أو تأييدها قبل أشهر من الإنتخابات التشريعية والرئاسية في روسيا.وحصلت أربع حركات على تصاريح للتظاهر في مواقع قريبة من الكرملين.وستضم التظاهرة الأولى مؤيدي بوتين والثانية معارضين ينتمون إلى حركة "روسيا أخرى". أما التظاهرة الثالثة فينظمها قوميون روس وتجرى الرابعة بدعوة من الليبراليين.
وتتوقع حركة "روسيا الأخرى" مشاركة 2500 شخص في تظاهرتها في العاصمة وألف آخرين في سانت بطرسبورغ (شمال غرب) الأحد. وهي تضم معارضين، من بينهم بطل الشطرنج السابق غاري كاسباروف ورئيس الوزراء الأسبق ميخائيل كاسيانوف والنائب المستقل فلاديمير ريجكوف الذي منع حزبه مؤخرًا.وقد نظمت سلسلة تظاهرات في الأشهر الأخيرة أطلقت عليها اسم "مسيرات الإختلاف" وانتهت بإعتقال عشرات من أعضائها.
وفي مقابلة مع صحيفة "نوفي ايزفستيا" الخميس، دان كاسباروف سعي الكرملين للقضاء على كل إختلاف داخل المجتمع، وهذا يعني قمع كل ما هو غير مسموح به بعنف. وأضاف أن السلطة تبرهن على ضعفها وانتقلت إلى الخيار الأخير أي القوة الوحشية.وتهدف تظاهرات اليوم إلى المطالبة بمشاركة سياسية أكبر لأحزاب المعارضة، وإلغاء تعديلات أدخلت على القانون الإنتخابي في 2006 من قبل برلمان يهيمن عليه حزب "روسيا الموحدة" الموالي للرئاسة.
وتنص هذه التعديلات على إعتبار أي إنتخابات صالحة بغض النظر عن نسبة المشاركة، وتلغي إمكانية إستخدام الناخبين لخيار "ضد الجميع" الذي يدرج في البطاقات الإنتخابية عادة.ومنعت السلطات حركة "روسيا أخرى" من التظاهر في ساحة بوشكين لكنها سمحت لمؤيديها بالتجمع في ساحة تورغينيف الصغيرة.لكن سمح "للحرس الفتي"، حركة الشباب الموالية لبوتين بالتجمع في الوقت نفسه في ساحة بوشكين في "مسيرة الموافقة".وقال المتحدث باسم الحركة فاديم سوفرانوف: "نحن ضد الإستفزازات السياسية ونؤيد الديمقراطية. هذا بلدنا وعلينا أن نقرر سياسته الداخلية"،مذكرًا بتحذيرات الكرملين مؤخرًا من "التدخلات الأجنبية".
وتعتزم هذه الحركة تنظيم تجمع ثانٍ أكبر قرب جامعة موسكو جنوب غرب المدينة، توقع المنظمون مشاركة 15 ألف شخص فيه.ويريد الحزب الليبرالي المعارض "إتحاد قوى اليمين" في التظاهر في موسكو وحوالى خمسين منطقة. وقالت آنا سولودوخينا المتحدثة باسم الحزب: "نناضل من أجل إنتخابات حرة ونزيهة". وأوضحت أنها تتوقع مشاركة آلاف الروس في التظاهرة.أما القوميون، فيريدون الإعتراض على الهجرة غير المشروعة وعمليات البناء العشوائية في موسكو.
وقال نائب رئيس الحركة القومية "مؤتمر المجموعات الروسية" سيرغي بوتين: "نتوقع مشاركة ألف شخص"، موضحًا أن المهاجرين بطريقة غير مشروعة يستخدمون كعبيد في روسيا، من دون حماية إجتماعية، وهذا ما يدفعهم إلى أن يصبحوا مجرمين.وكانت الحركة نفسها قد نظمت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تظاهرة طالب خلالها أكثر من ألف قومي روسي بالتخلص من المهاجرين السريين.ورفعت حينذاك لافتات تطالب "بروسيا أورثوذكسية مقدسة" كما ردد المتظاهرون هتافات نازية.
الدعوة إلى ترشيح بوتين لفترة رئاسة ثالثة
بدأ الحديث عن ترشيح الرئيس الروسي فلاديمير بويتن لفترة رئاسة ثالثة بعد الإنتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2004 وفاز فيها بوتين بولاية ثانية، على الرغم من أن بونين أعلن في صيف 2003 نيته لترك منصبه كرئيس للدولة عندما تنتهي مدة ولايته الثانية في عام 2008 وفقًا للدستور. وعاد "سيرغي ميرونوف" وهو رئيس مجلس الشيوخ الروسي ورئيس حزب "روسيا العادلة"، في نيسان(أبريل) 2007 ليتطرق إلى هذا الموضوع مقترحًا أن يبقى بوتين في الحكم لفترة رئاسة ثالثة إذا وافقت المجالس التشريعية للأقاليم الروسية على ذلك. وقال ميرونوف في معرض حديثه عن الدوافع والبواعث من وراء مبادرته، إن من المفروض أن تشغل مناقشة مقترحات من هذا القبيل عما ينبئ بتهميش دور الرئيس العامل قبل إكمال مدته.
وجدير بالذكر أن مبادرة ميرونوف تستجيب لمصالح الكثير من العاملين في المؤسسة الحاكمة الروسية العليا ومؤسسات الحكم المحلي الذين يتوجسون خيفة من تداول السلطة، الأمر الذي قد يجعل ميرونوف - في حال أخذت مبادرته طريقها نحو التطبيق ولو جزئيًا - زعيمًا لحزب يطمح، وبحق، إلى القيام بدور ثاني حزب سلطة - إلى جانب حزب "روسيا الموحدة" - في البرلمان الروسي، وهو ما يتنافى مع التوجه لتكريس كون حزب "روسيا الموحدة" سندًا وحيدًا لرئيس الدولة. وإزاء ذلك لا تبدو مبادرة ميرونوف ثمرة لجهود فريق الحكم المتضافرة بل تبدو مبادرة فردية.
وعلى أي حال، فإن مناقشة إمكانية تشريع "فترة رئاسة ثالثة" يمكن أن تتحول مع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية المقبلة من كونها أمرًا إيجابيًا يساعد في المحافظة على "الغموض المجدي" إلى ما يضر بالعملية السياسية بفتح الطريق لممارسة ضغوط على الرئيس بوتين.