أخبار

خطة حزب الله وحلفائه للمرحلة الآتية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


المعارضة في لبنان تنتقل من الهجوم إلى الصمود
خطة "حزب الله" وحلفائه للمرحلة الآتية

خبير قانوني يفند المحكمة الدولية

الإجراءات تكتمل لإنشاء المحكمة الدولية

حزب الله يطالب مجلس الامن بعدم التورط في التفاصيل اللبنانية

إيلي الحاج من بيروت: بعد وصول كل المساعي لحل الأزمة السياسية في لبنان إلى طريق مسدود وعودة ملف المحكمة الدولية من لبنان إلى الأمم المتحدة بطلب من الأكثرية الحكومية والنيابية، وكذلك إنطلاق معركة رئاسة الجمهوريةوتجاوز الأحداث موضوع الحكومة، سادت أوساط "حزب الله" والقوى والشخصيات المتحالفة معه وجهتا نظر حيال الخطة التي يتوجب إتباعها. الأولى تدعو إلى تصعيد تحرك المعارضة والإنتقال مجددًا إلى موقع الهجوم لتكثيف الضغوط وحسم النزاع بمختلف الطرق والخيارات الشعبية والسياسية المتاحة، بعدما تأكد إخفاق التجارب الحوارية ونجاح الأكثرية في سياستها القائمة على كسب الوقت. أما الثانية فتدعو إلى الإستمرار فيالنمط الحالي في التعامل مع الوضع في إنتظار ما ستؤول إليه تطورات المنطقة، ولأن فريق الموالاة سيجد نفسه أكثر فأكثر محشورًا بهامش ضيق من المناورة والخيارات.

ويبدو أن وجهة النظر الثانية كانت لها الغلبة،بدليل إعلان نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اليوم أن المعارضة لن تبادر إلى التصعيد ومعركهم سوف يكسبونها بالنقاط، مما يعني أن أفضل شيء يفعله حزب الله حاليًا هو عدم فعل أي شيء، وبالتالي يستمر حليف الحزب رئيس مجلس النواب نبيه بري في قيادة الدفة السياسية، وتظل خطوات المعارضة تحت السقف المرسوم من دون خطوات تصعيدية في المدى المنظور.والواقع أن "حزب الله" ليس في وارد طرح مسألة "العصيان المدني" لسببين:الأول رغبته في تفادي الوقوع ثانية في مواقف وخطوات مكلفة ومقيدة وغير مضمونة النتائج على نحو ما جرى في الإعتصام في وسط بيروت. و الثاني لأنه يعتبر الوضع الحالي كافٍ لإحداث الضغط المطلوب على فريق الأكثرية وإشعاره بوطأة الأزمة وعجزه عن مواجهتها منفردًا. وبالتالي يكفي الحزب وحلفاؤه أن يظلوا في موقع "رد الفعل" ما دامت الكرة في ملعب فريق الأكثرية "المربك"، من وجهة نظر الحزب، والمضطر إلى البحث عن مخارج بعدما إضطر إلى تصدير الأزمة إلى الخارج من خلال طلبه تشكيل المحكمة بقرار من مجلس الأمن.

واذا لم تكن في جعبة "حزب الله" خطط وبرامج جديدة ولا يهيئ نفسه للتدرج في خطوات تصعيدية، فإنه في المقابل ليس في وارد الخوض في خطوات إنكفائية وتنازلية، تجيء في أولها خطوة الإنسحاب من الشارع وإنهاء الإعتصام في وسط بيروت. وذلك رغم شعور قادته بأن ذاك الإعتصام بات يشكل عبئًا، وإعترافهم بعد أربعة أشهر من إطلاقه بأنه أخفق في تحقيق هدفه الأساسي، أي إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أو تغييرها. خصوصًا بعدما تجاوز البحث السياسي والوضع اللبناني عمومًا مسألة الحكومة. ويبني الحزب قراره الإستمرار في الاعتصام وعلى أن أي خطوة إلى الوراء وأي تنازل مجاني سيفسره تحالف الأكثرية السني - المسيحي- الدرزي، إقرارًا بهزيمة سياسية.

والإنطباع السائد لدى "حزب الله" وحلفائه أن لا عودة إلى الحوار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، و أن لا موجب له بعد التطورات التي أطاحته، وخصوصًا بعد رسالتي الحكومة ونواب الأكثرية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون من أجل إنشاء المحكمة بقرار دولي من دون المرور بمجلس النواب اللبناني. وفي هذا الوقت، توقفت الوساطة أو المساعي السعودية وغابت عن الأنظار، ودخل السفير السعودي فوق العادة عبد العزيز خوجه مرحلة من التريث ومراجعة الوضع في ضوء تصاعد وتيرة التشنج السياسي وتحميل التحرك السعودي أكثر مما يتحمل، وكذلك إسهاب طرفي الصراع في تأويله وتفسيره، كل على النحو الذي يناسبه. وفي الإجمال يرى "حزب الله" أن الحوار بصيغته السابقة لم يعد مقبولاً، وأن إنطلاقته مجددًا مشروطة بفك الأكثرية إرتباطها بإلتزامات دولية ورهانات على متغيّرات إقليمية، لعل أبرزها الرهان على ضربة أميركية لإيران ربما تأمل قوى الغالبية في أن تنعكس ضعفًا على موقع الحزب في لبنان.

*ملاحظة: تفيد لتوضيح رؤية الحزب إلى هذا الواقع إضاءة على ما قاله الرجل الثاني في "حزب الله" الشيخ قاسم ( اليوم الجمعة في "النهار"): "إذا أردنا أن نمعن في رؤية نتائج تحرك المعارضة، فعلينا أن ننظر إلى ردود فعل قوى السلطة، فهي متوترة تستخدم لغة الشتائم وتحاول أن تطرح مخاوف غير واقعية على أنها حقيقة، وتتهم المعارضة بتعطيل البلاد، وهذا ناتج من إرباك هذه القوى. صار مكشوفًا أن حكومة السنيورة غير الشرعية غير قادرة على أن تحكم ولا يمكنها أن تسجل أي إنجاز، وإن البلاد في مأزق. وهم يتحملون التبعة لكونهم سلطة (...) المعارضة ستستمر في إعتصامها وممانعتها للحلول والتوجهات الأميركية المعتدية على لبنان، وستصبر مهما طال الزمن، لأن عنوان هذه المرحلة بالنسبة إليها هو الثبات والصمود لمنع قوى السلطة من أن تحقق أهدافها الخطرة على لبنان. ليس مطلوبًا من المعارضة أن تقوم الآن بخطوات وإجراءات إضافية تصعيدية، ومع ذلك إذا رأت أن ثمة خطوة مناسبة فيمكن أن تسلكها مستقبلاً. وعمومًا تعتبر المعارضة أنها حققت إنجازات كبيرة عندما منعت قيام سلطة أحادية أو تفردية أو متواطئة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف