لبنان يستنفر لطرد شبح حرب أهلية جديدة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ففي ذكرى إندلاع الحرب الأهلية، تعرضت الحافلة المترهلة والصدئة والتي باتت رمزًا لها طوال يوم الجمعة لتذكر الناس بالحرب، التي استمرت 15 عامًا وأوقعت أكثر من مئة ألف قتيل من أصل ثلاثة ملايين لبناني، فضلاً عن آلاف المفقودين والمعتقلين. وتحل هذه الذكرى الأليمة على لبنان في وقت يواجه فيه أخطر أزمة سياسية ودستورية شهدها منذ انتهاء المعارك، باعثة مخاوف من حرب جديدة. ويقول سامي حمدان صاحب الحافلة التي لم يبق منها سوى هيكل محطم: "تلك هي نتيجة الحروب الأهلية".
ويضيف: "الناس يموتون، الجميع يخسر، ويدمر كل شيء ولا تبقى سوى الأنقاض والحطام". واندلعت الحرب في 13 نيسان (أبريل) 1975 حين فتح مسلحون مسيحيون النار على حافلة تقل فلسطينيين في حي عين الرمانة شرق بيروت، بعد ساعات على قيام مجهولين بإطلاق نار برشاشات على حشد من المصلين المسيحيين يتقدمهم الرئيس الراحل لحزب الكتائب بيار الجميل أمام كنيسة مجاورة. وتعرض الحافلة للمرة الأولى وقد نقلت إلى وسط ميدان سباق الخيل في بيروت الذي كان خط تماس أيام الحرب.
ويقع ميدان سباق الخيل قرب المتحف الوطني إحدى نقاط العبور الرئيسة سابقًا بين شطري العاصمة الشرقي المسيحي والغربي الذي تقطنه غالبية من المسلمين. وعلى طول خطوط التماس، كان المسلحون من جميع الأطراف يفرضون سلطتهم عبر القتل والخطف والإبتزاز.
ويستحضر لبنان ذكرى الحرب هذه السنة تحت شعار "تنذكر ما تنعاد"، فتنظم في هذه المناسبة طاولات مستديرة بمشاركة مقاتلين سابقين ومعارض صور وعروض أفلام فضلاً عن إعادة بث أغانٍ ونشرات إخبارية وأخبار إذاعية من زمن الحرب. وقال إبراهيم عيد أحد منظمي الذكرى: "نود أن نقول إن اللبنانيين لن يسمحوا باندلاع حرب أهلية جديدة وأن نحذر الأجيال الجديدة من فظاعات الحروب وعبثيتها".
وقامت منظمة غير حكومية صباح الجمعة وبمساعدة مروحيات تابعة للجيش اللبناني بإلقاء مناشير تدعو اللبنانيين إلى عدم الإنجرار إلى حرب. ويروي سامي حمدان الذي يقود اليوم باصًا مدرسيًا: "كانت الحافلة القديمة مركونة في قرية جنوب لبنان، فغيرت إطاراتها لأتمكن من المجيء بها إلى بيروت".
وكان قد إشترى "بوسطة عين الرمانة" قبل 25 عامًا من أبو رضا الذي كان يقودها يوم إندلاع الحرب وقد نجا من المجزرة بالإختباء تحت الجثث. ويقول: "شهدت حروب لبنان وأريد أن أدعو الناس إلى عدم تكرار التاريخ نفسه"، موضحًا أنه أصيب وخطف خلال النزاع.
ويضيف أنالمبنى الذي يسكنه دمّر كليًا في الهجوم الإسرائيلي الأخير، خلال الصيف الفائت. ويتابع: "في كانون الثاني (يناير) أحرق باصي وحول متراسًا، خلال المواجهات التي دارت بين أنصار الحكومة المنبثقة من الغالبية النيابية المناهضة لسوريا وأنصار المعارضة القريبة من دمشق، وأثارت مخاوف من عودة النزاع الطائفي بعد 17 عامًا على إنتهاء الحرب. ويؤكد حمدان: "إنني أعارض التعصب وأكره سياسيينا لأنهم كاذبون".
ويحلم بوضع جميع زعماء البلادفي باص ونقلهم إلى مكان ما لمعالجتهم، فجميعهم مرضى ومتعطشون دائمًا إلى الدم والعنف والمال.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف