توتر صربي ــ ألماني بسبب إقليم كوسوفو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ: أثارت التصريحات التي أدلى بها السفير الألماني لدى صربيا اندرياس زويل بخصوص الوضع في كوسوفو وإمكانية نشوب مشاكل في إقليمي فوديفودين و السنجاق الكائنين في صربيا إذا ما أصرت بلغراد على موقفها الرافض لمنح إقليم كوسوفو الاستقلال حالة من الغضب الشديد لدى قيادات بلغراد تمثلت ليس فقط بإدانة السفير وتصريحاته وإنما أيضا بتقديم الحكومة الصربية احتجاجا شديد اللهجة إلى الحكومة الألمانية متهمة السفير بالتدخل في الشؤون الداخلية لصربيا.
وتقول الإذاعة الصربية ان الحكومة الصربية أشارت في احتجاجها إلى أن السفير أثار بطرق عدة مسألة وحدة أراضي وسيادة صربيا ومسألة تغيير حدودها المعترف بها دوليا وانه يتدخل بشكل فظ في قضايا داخلية صربية كما اتهمته بإظهار عدم احترامه لكرامة ومؤسسات الدولة الصربية رغم حسن الضيافة التي يلقاها في صربيا.
وطلبت الحكومة الصربية توضيحا حول ما ذكره السفير وفي ما إذا كانت أقواله تمثل الموقف الرسمي للحكومة الألمانية .من جانبه أعلن القسم الصحافي في رئاسة الجمهورية الصربية ان الرئيس بوريس تاديتش قد طالب بان تتحفظ ألمانيا على موقف سفيرها في بلغراد مشيرا إلى أن الرئيس الصربي سيرسل برسالة احتجاج إلى نظيره الألماني بهذا الخصوص أما مستشار رئيس الحكومة الصربية للشؤون الخارجية فلاديتا يانكوفيتش فقد وصف تصريحات السفير الألماني بأنها لا تمثل فقط تدخلا في الشؤون الداخلية وإنما أيضا انتهاكا فظا لمسألة وحدة أراضي صربيا وخروجا عن حدود اللياقة الدبلوماسية والذوق الحسن.
وقد ردت السفارة الألمانية في بلغراد على هذه الحملة التي شنت على السفير بالقول إن التصريحات التي قالها السفير قد أخرجت من سياقها وان ما نقل عنه من قبل وسائل الإعلام لا يتوافق والحقيقة وان السفير لم يؤكد في أي لحظة أن المجر يمكن أن تفتح مسألة إقليم فويفودين الذي تعيش فيه أقلية مجرية كبيرة وكان تابعا للإمبراطورية النمساوية المجرية قبل أن يصبح جزءا من صربيا عام 1918 .
وتقول صحف بلغراد ان العديد من السياسيين الصرب لم يقبلوا بالتفسير الألماني هذا وان نائب رئيس الحزب الراديكالي الصربي وهو أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان توميسلاف نيكوليتش قد طلب اعتبار السفير الألماني شخصية غير مرغوبة في صربيا بمعنى طلب سحبه من صربيا
وحسب صحف بلغراد فان السفير قال في مؤتمر عقد في بلغراد إنه ليس صحيحا بان إقليم كوسوفو كان لفترة طويلة جزءا من صربيا لان الإقليم حسب ما نقل عنه أصبح جزءا من صربيا في عام 1912 وانه في حال إصرار صربيا على موقفها الحالي فيمكن أن تفتح مسألة مستقبل إقليم فويفودين كما أن عناد صربيا يمكن أن يعكر الأوضاع في صربيا وبالتالي يمكن بعدها للمجر أن تطالب بإعادة فويفودين لها .
من جانبه صرح اشتفان فيخرفاري نائب السفير المجري لدى بلغراد بأنه لا توجد أي مطامع إقليمية للمجر تجاه صربيا وان بودابست تعترف بالحدود القائمة في أوروبا بكاملها مشددا على انه لا توجد أي تغييرات في سياسة المجر تجاه صربيا. وأشار إلى انه تحدث مع السفير الألماني في بلغراد حول ما نقل عنه وان الأخير قد أكد له أن ما نقل لم يكن دقيقا وانه سيطالب بتصحيح ذلك.