إسرائيل لم تنصف ضحايا النازية اليهود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة العيسة من القدس-اوتاوا-وارسو-وكالات: تحي إسرائيل، كل عام ما تطلق عليه ذكرى الكارثة والبطولة، تكريما لضحايا النازية من اليهود، ولكنها لا تولي اهتماما بما تبقى من ضحايا النازية الذين يعيشون فيها، كما يتضح من تقرير مثير نشرته اليوم صحيفة يديعوت احرنوت. وحسب الصحيفة، التي نشرت تحقيقا مطولا، على عدة صفحات، عن ظروف ضحايا النازية الذين يعيشون في إسرائيل، فان ثلث هؤلاء يعيشون في حالة فقر مدقع. ويعيش في إسرائيل، وفقا للصحيفة 250 ألفا ممن تصفهم ضحايا النازية، والذين تمكنوا من النجاة، 73% منهم من كبار السن، ويعيش 80 ألفا من هؤلاء في حالة عوز شديدة.
وقالت الصحيفة بان دولة إسرائيل تتجاهل الناجين من المحرقة النازية الذين يعيشون فيها، وسط أحكام ظالمة وبدون خجل. وتقول بان هؤلاء الذين يعيشون على هامش المجتمع الإسرائيلي، نجحوا بالصمود في وجه الملاحقة، وعندما وصلوا إلى شاطئ الآمان، أي دولة إسرائيل، وجدوا أن هذه الدولة خانتهم، فمعظمهم يعيشون على مخصصات ضعيفة تصرف لهم، أو بدون مخصصات، وان مشاكلهم تراكمت وتفجرت في الشيخوخة، والواقع انه بعد 60 عاما من وصولهم إلى إسرائيل يعيشون في ظروف لا تطاق، وهم ينتظرون انقضاء أجلهم.
وحسب الصحيفة فان 1من 4 ناجين يضطر للاختيار بين شراء الطعام أو الدواء، وان 1 من 5 لا يستطيع السفر إلى أقربائه أو أولاده أو حتى الاتصال الهاتفي بهم، ومن بين الناجين يوجد 700 يتلقون علاجا نفسيا في المشافي.
وحسب الصحيفة فانه معدل ما وصل الواحد منهم من تعويضات دفعتها ألمانيا يتراوح بين 2000الى 4000 شاقل، أي بين 400 إلى 900 دولارا، ولمرة واحدة. واحدث التحقيق الذي نشرته يديعوت ضجة في إسرائيل، جعلت ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي يتحدث عن ظروف الناجين من المحرقة قبل جلسة الحكومة الإسرائيلية التي عقدت اليوم.
وقال اولمرت بأنه "خلال الأيام المقبلة سيكون لدينا الوقت للعناية بالناجين من براثن النازية والذين يعيشون بين ظهرانينا، الذين يجب أن نحترم كرامتهم، وكل إسرائيلي ذاق التعذيب يجب أن يعيش بكرامة في بلاده".
وبمناسبة الاحتفالات الواسعة التي ستحييها إسرائيل ابتداء من اليوم، تخليدا لذكرى ضحايا النازية، أشار أحد استطلاعات الرأي بان ثلث عدد الشبان في إسرائيل، يعتقدون بأنه يوجد هناك احتمال بوقوع كارثة جديدة ضد اليهود.
وتبدا فعاليات هذه الاحتفالات اليوم مساء، بمراسم رسمية ستقام في مؤسسة ياد فشيم في القدس، وسيشارك في هذه المراسم ايهود اولمرت، ورئيسة الكنيست داليا اتسيك وعدد من الناجين، وستحضر احتفالات هذا العام وزيرة الخارجية البولندية آنا فوتيغا. وستطلق غدا صباحا الصفارات في أنحاء البلاد لمدة دقيقتين حدادا على أرواح ضحايا المحرقة النازية، وبعدها ستنظم مراسم تأبينية في المدارس وبعض المؤسسات العامة.
ثلاثة الاف شاب يهودي يحيون ذكرى المحرقة في وارسو
وتجمع نحو ثلاثة الاف شاب يهودي مساء اليوم لتكريم ذكرى ضحايا المحرقة في موقع معكسر الموت في معتقل اوشفيتز-بيركناو النازي السابق في جنوب بولندا عشية المسيرة السنوية للناجين. وبعد زيارة الى متحف المعسكر، تلا الشبان يرافقهم وزير التربية الاسرائيلي يولي تامير صلاة الموتى في موقع بيركناو بالذات، وهو الجزء من المعتقل حيث كانت غرف الغاز ومحرقة الجثث.
وسيقوم حوالى ستة الاف شاب يهودي وغير يهودي الاثنين من كافة ارجاء العالم سيرا على الاقدام بعبور الكيلومترات الثلاثة التي تفصل معسكر اوشفيتز سابقا ومعسكر بيركناو المقر الرئيسي لمحرقة اليهود. وتنظم وزارة التربية الاسرائيلية مسيرة الناجين منذ 1988 في يوم المحرقة. وفي 2005، ضمت اكبر مسيرة 20 الف مشارك.
هاربر يهاجم منتقدي اسرائيل
وعلى صعيد متصلندد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر بشدة في اوتاوا "بالذين يدعون الى تدمير اسرائيل"، في حفل في ذكرى المحرقة.وقال هاربر في المناسبة "فلنقل بوضوح الحقيقة الفظيعة التي تجمعنا هنا اليوم: ملايين الاشخاص بينهم ستة ملايين رجل وامراة وطفل يهودي قتلوا بيد النازيين خلال المحرقة".
واضاف "لا يكفي اعلان السياسيين انهم يتذكرون ما حصل قبل اكثر من ستة عقود وانهم ياسفون له. ينبغي عليهم ايضا ان يقفوا ضد من يدعو اليوم الى تدمير اسرائيل وشعبها". وفي معرض دعوته "الى ادانة شديدة للطغاة والارهابيين والمتعصبين المعادين للسامية"، اعتبر انها "الطريقة الوحيدة لتكريم ذكرى الذين واللواتي قضوا في المحرقة (..) والتاكد فعلا من ان هذه الماساة لن تتكرر ابدا".
واكد هاربر مرارا دعمه لاسرائيل وخصوصا اثناء النزاع في لبنان في تموز/يوليو الماضي. واعتبر انذاك ان رد اسرائيل على اسر جنديين من جنودها من قبل حزب الله كان "متزنا"، وهو ما وضعه في مواجهة الانتقادات في كندا. واعتبر بعض خصومه الليبراليين والمعلقين ان هذا الموقف لا يخلو من خلفيات انتخابية تستهدف الجالية اليهودية الكندية الاكثر ميلا لتاييد الليبراليين في تلك الفترة.