أخبار

ارهاب: ارتياح بالمغرب و غضب بالجزائر من واشنطن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دبي: مازالت الصدمة تسيطر على الشارع المغاربي بعد التفجيرات التي لم تفصل بينها سوى ساعات في كلّ من الدار البيضاء والجزائر. وفيما ساد نوع من الارتياح الشارع المغربي، على خلفية ما يعتبره محللون فشلا للانتحاريين في الوصول إلى أهدافهم، واستمرار حملة الاعتقالات التي طالت العشرات، ساد الغضب أوساطا واسعة من السياسيين في الجزائر بسبب كيفية تعاطي واشنطن "مع المعلومات الأمنية"، وخلفيات "التصرّف الإنفرادي" للولايات المتحدة وبشكل "علني"، من خلال إصدار تحذيرات من دون التنسيق مع السلطات الجزائرية.

أما في تونس فقد شوهدت تعزيزات مكثفة، لاسيما على الحدود مع الجزائر، وأمام الفنادق والمنتجعات، إذ تستعد البلاد لاستقبال آلاف اليهود الذين يؤدون طقوسهم السنوية في جزيرة جربة، التي سبق أن شهدت هجوما انتحاريا دمويا قبل سنوات، قيل أنه تم بأمر من مسؤول في تنظيم القاعدة.

المغرب: اعتقالات وتحذيرات أميركية

فقد أعلنت السلطات المغربية السبت اعتقالها "قائد مجموعة الانتحاريين" التي تقف وراء أحداث 11 مارس/آذار، و10 أبريل/نيسان، وكذلك مساعده، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء المغربية الرسمية.

وعلى صعيد متصل، قالت صحف مغربية، إنّ حملة الاعتقالات طالت العشرات. وهز انفجاران جديدان مدينة الدار البيضاء في المملكة المغربية السبت، عندما فجر انتحاريان نفسيهما بالقرب من المركز الثقافي الأميركي، مما أدى إلى إصابة سيدة كانت بالقرب من موقع الانفجارين، فيما قتل المهاجمان، اللذين يرجح أنهما شقيقان. ويعد ذلك الهجوم هو الرابع من نوعه، الذي تشهده الدار البيضاء، أكبر المدن المغربية، خلال أقل من أسبوع.

ونقلت الصحف، ما وصفته "بنوع من الارتياح" لدى أوساط واسعة من المجتمع المغربي "لنجاح قوات الأمن" في إحباط مخططات إرهابية، وإجبار منفذيها على الفرار قبل تنفيذ عملياتهم." المحلل فيلالي وجدي، نبّه من جانبه إلى ضرورة "عدم الانسياق وراء فوبيا الإرهاب"، منتقدا الطريقة التي تعاملت فيها وسائل الإعلام مع ما حدث في الدار البيضاء. وأوضح أنّ ما تناقلته تلك الوسائل كان يشير إلى "عمليات تفجيرية انتحارية"، فيما أنها في الواقع "كانت محاولات، اضطر منفذوها إلى الفرار، ومن ثمّ تفجير أنفسهم،" متسائلا عن "حجم الضرر الذي كان سيقع لو لم تكن قوات الأمن على درجة عالية من التأهب."

وأشار إلى "أننا الآن بصدد صفحة جديدة في التعامل الأمني مع الإرهاب، حيث ينبغي التذكير بما وقع في تونس من اشتباكات، قالت السلطات التونسية إنّها واجهت فيها مسلحين كانوا ينوون تنفيذ مخطط إرهابي، وفي المغرب كان الأمر مشابها تماما، بل إنّه كان أخفّ وطأة من حيث الحصيلة."

وكان وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى، قد وصف في الآونة الأخيرة عمليات مصالح الأمن بـ"الناجحة والناجعة، حيث أنها تعد دليلا واضحا على فشل المخططات الإرهابية، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها مختلف المصالح الأمنية، وكذا انخراط ودعم المواطنين في التصدي لهذه الجرائم."

وعلى صعيد متصل، دعت السفارتان الأميركية والفرنسية السبت رعاياهما في المغرب إلى اتخاذ الحيطة والحذر. وطلبت السفارة الأميركية من موظفيها في الدار البيضاء، موقع التفجيرات، إلى البقاء في منازلهم.

الجزائر: انتقاد "للتحذيرات" الأميركية

ومازال الشارع الجزائري يعيش تحت وطأة الصدمة بعد التفجيرات الدموية، بعد أن أعلنت جماعة مسلحة على علاقة بـ"تنظيم القاعدة" مسؤوليتها عن سلسلة الانفجارات التي هزت العاصمة الجزائرية، الأربعاء، والتي أسفرت عن مقتل 33 شخصاً ، وإصابة نحو 222 آخرين.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الجزائرية أنها قامت الأحد بإستدعاء القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى الجزائر لتلقي ايضاحات حول التحذيرات التي أطلقتها السفارة عبر موقها بالإنترنت والموجه الى رعاياهامن احتمال وقوع هجمات إرهابية، تضرب مقر البريد المركزي، وكذلك مقر التلفزيون وهو الأمر الذي زاد من مخاوف الشارع الجزائري واثار حفيظة فعاليات سياسية وحزبية وإعلامية في البلاد. وقال بيان عن الخارجية الجزائرية أن التحذير غير مقبول وفي غير محله ولا يستند الى واقع.

وقد هاجمت الصحف المحلية بحدة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالعاصمة الجزائر. وقالت صحيفة الحرية الناطقة بالفرنسية إن "الإشاعات الأمريكية زادت من هاجس الاعتداءات في العاصمة"، وإن السفارة استندت إلى "مصادر غير موثوقة." وأضافت أن "المقاربة الأميركية تثير الاستياء، وتلقي بظلالها على شراكة إستراتيجية استثنائية في مكافحة شاملة على الإرهاب بين الجزائر وواشنطن."

أما جريدة الشروق اليومي، فقالت في افتتاحيتها من إشعار أميركي لرعاياها بالجزائر عن تفجيرات في مكان معيّن أقرب إلى توجيه للإرهابيين أو قيادة "بالتيلي كوموند" دون احترام لشعب تذوق الأربعاء الماضي، خبز "القاعدة" الأسود الذي عجنته وخبزته مطابخ السياسات الأمريكية، وأكله غيرها إلى حد التخمة."

وتساءلت صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية، إذا لم يكن السفير الأميركي روبرت فورد مضطرا لشرح موقفه في وزارة الخارجية "واعتباره شخصا غير مرغوب فيه وطرده من البلاد." وكتبت صحيفة "لكسبرسيون" انه "كان الأجدر بالسفارة الأمريكية أن تترك أي معلومات أمنية في نطاق ضيق،" مشددة على أن "الأمر يتعلق بسيادة الجزائر."

وقال محللون، إنّ الولايات المتحدة كانت تغمز من عين "المساعدات" التي يقترحها البيت الأبيض على الجزائر، للتصدي لتنظيم "القاعدة"، وهي "مساعدات عسكرية" طبعا، ترفضها الجزائر على أساس الخطر الذي تشكله على السيادة الوطنية."

وكانت تقارير غير مؤكدة أشارت عدة مرات إلى أنّ واشنطن تضغط من أجل إقامة قاعدة عسكرية جنوب الجزائر لمطاردة فلول "القاعدة في أفريقيا،" وهو ما نفاه المسؤولون الأميركيون. وقالت صحيفة جزائرية إنّ ذلك "شكل سببا رئيسيا لإعلان الجزائر لمعارضتها إقامة قواعد عسكرية فوق أراضيها، دون أن تطلب الولايات المتحدة الأمريكية صراحة ذلك، غير أن تصرفاتها وإصرارها على وجود القاعدة بالجزائر أصبح يثير الريبة."

استدعاء دبلوماسي أمريكي


تونس: استنفار مع قرب "زيارة اليهود"

وأفادت الأنباء الواردة من الحدود التونسية الجزائرية، بأنّ مصالح الأمن التونسية في حالة استنفار حقيقي، وذلك منذ تفجيرات الدار البيضاء والعاصمة الجزائرية. وأشارت أوساط حقوقية تونسية إلى أنّ تعزيزات أمنية مكثفة شوهدت بالقرب من المواقع الحيوية في البلاد، وكذلك المنشآت السياحية، لاسيما مع بداية موسم السياحة. وأضافت أنّ قوات الأمن تنفذ حملة اعتقالات في أوساط الإسلاميين، شملت حتى سجناء حركة النهضة (التي حظرتها السلطات التونسية منذ أكثر من 15 عاما)، الذين تمتعوا قبل أسابيع بعفو رئاسي.

ومن جهتها، نقلت "الشروق اليومي" الجزائرية في عددها الصادر الأحد عن جزائريين عائدين من تونس قولهم، إنّ قوات الأمن قامت بتكثيف الحواجز الأمنية بتونس العاصمة، مع التركيز على مراقبة وتفتيش السيارات الحاملة للوحات ترقيم جزائرية، رغم أنها كانت عائدة إلى الجزائر. كما أفاد شهود عيان عن وصول تعزيزات أمنية إضافية إلى مراكز الحدود التونسية المتواجدة بولايات تبسة، الطارف وسوق اهراس، حيث تم تشديد الرقابة على السيارات القادمة من التراب الجزائري.

كما لاحظ العديد من السواح الجزائريين وجود حركة غير عادية لأجهزة الأمن التونسية على مستوى أهم المركبات السياحية الساحلية والداخلية.

وتستعد تونس لتستقبل في غضون الأسابيع القليلة القادمة سواحا يهودا من أوروبا، وكذلك إسرائيل، للقيام بطقسهم السنوي في كنيس "الغريبة" بجزيرة جربة، الذي تعرض سنة 2003 إلى تفجير انتحاري بواسطة شاحنة صهريج أدت إلى مقتل سواح أوروبيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف