الصدر يسحب وزراءه ويخول المالكي اختيار كفوئين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تأجيل الانفال الى 6 المقبل لعدم اكمال المحامين دفوعاتهم
الصدر يسحب وزراءه ويخول المالكي اختيار كفوئين
أسامة مهدي من لندن : اعلن التيار الصدري العراقي التابع لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر اليوم رسميا سحب وزراءه الستة من الحكومة احتجاجا على عدم جدولة انسحاب القوات الاجنبية واستهداف القوات العراقية والاميركية لناشطي التيار حيث خول الصدر رئيسها نوري المالكي اختيار وزراء بدلاء على اساس الكفاءة وليس المحاصصة .. بينما تم تأجيل محكمة الانفال بعد ساعة من انعقادها اليوم الى السادس من الشهر المقبل استجابة لطلب المحامين والمتهمين الذين اشتكوا من عدم حصولهم على الوقت الكافي لاعداد لوائح دفاع متكاملة .وفي مؤتمر صحفي في بغداد اليوم قال نصار الربيعي ان التيار انسحب من الحكومة نتيجة تقاطع موقفه معها ازاء قضية انسحاب القوات الاجنبية التي يصر التيار على جدولة انسحابها من العراق . واشار الى ان الصدر قد خول رئيس الوزراء نوري المالكي اختيار وزراء بدائل عن الوزراء المنسحبين ولكن على اساس الكفاءة والنزاهة وليس على اساس المحاصصة . واضاف ان الشعب العراقي يطالب كله بجدولة الانسحاب لكن الحكومة لم تستجب لذلك ومن هنا فان التيار سيبقى يناضل سلميا من اجل تحقيق هذا الهدف .
وكان النائب الصدري صالح العقيلي قال في تصريح سابق ان "التيار الصدري سينسحب من الحكومة حصرا وليس من البرلمان احتجاجا على تصريحات المالكي حول تشبثه بقوات الاحتلال وعدم جدولته ونقص الخدمات".
وكان مقتدى الصدر المتواري عن الانظار والذي يعتقد انه موجود في ايران حاليا ندد الخميس الماضي "بشدة" بتصريحات المالكي حول عدم وضع جدول زمني لمغادرة القوات المتعددة الجنسيات العراق. وهدد بالانسحاب من العملية السياسية قائلا "ليعلم الجميع ان مثل هذا التصريح قد يجرني ومن معي من المؤمنين ممن اخذوا على عاتقهم مقاومة المحتل سياسيا الى اخذ "ركن شديد" او آوي الى "كهف" مستشهدا باحدى الايات القرانية بهذا الخصوص.
ومن غير المحتمل ان تسقط الحكومة في حال انسحاب وزراء التيار كونها ما تزال تحتفظ بتأييد الغالبية النيابية.وقد انتقد الصدر في بيان المالكي متسائلا "اين قولك هذا من الحشود المليونية التي زحفت الى النجف واين انت من اصواتهم المطالبة بخروج المحتل او جدولة انسحابه؟ واين انت من ذلك الشعب الذي اوصلك لما انت عليه؟ افتسمع صوته بما تريد وتتركه بما لا تريد".
وكان عشرات الاف من العراقيين تظاهروا بمناسبة الذكرى الرابعة للاحتلال بدعوة من الصدر بين الكوفة والنجف.
وقد رفض المالكي الثلاثاء الماضي خلال زيارته لليابان مطلب وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية قائلا ان حكومته تعمل على "تحسين الوضع الامني لكي يكون ممكنا انسحاب القوات الاميركية والقوات الاجنبية الاخرى". وسبق للتيار الصدري ان قرر "تعليق" مشاركته في العملية السياسية اعتراضا على لقاء بين المالكي والرئيس الاميركي جورج بوش في عمان اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لكنه عاد عن قراره بعد مضي شهرين.
واشار العقيلي الى ان قرار الإنسحاب جاء بسبب " تشبث رئيس الحكومة بقوات الإحتلال ورفضه إجراء جدولة زمنية لإنسحاب تلك القوات من العراق على الرغم من أن بعض هذه الدول ،ومن ضمنها بريطانيا أعلنت أكثر من مرة بأنها تفكر جديا في الإنسحاب من العراق."
ويتوقع أن يؤدي إنسحاب التيار الصدري من الحكومة إلى إزدياد حجم الضغوطات التي تواجه رئيسها المالكي حيث يعد التيار الصدري أحد الأطراف الداعمة له بقوة منذ تولى منصبه منتصف العام الماضي .وترفض الحكومة العراقية تحديد أي جدول زمني لبقاء القوات الأجنبية في العراق ويقول مسؤولوها إن أي جدولة يجب أن ترتبط مع تطور أداء وبناء القوات الأمنية العراقية . واشار القيادي الصدري الى أن مشاركة التيار في الحكومة الحالية " كانت مشروطة بشرطين أساسيين: أولهما إجراء جدولة زمنية لإنسحاب القوات المحتلة من العراق .. وثانيهما تطوير الخدمات المقدمة إلى الشعب العراقي." وقال "إن كلا الشرطين لم يتحققا ،فلا الحكومة تريد إجراء جدولة.. ولا هي طورت الخدمات " .. وتساءل قائلا "إذن ما الفائدة التي تجعلنا نستمر مع هذه الحكومة..؟."
مصادر عراقية اشارت الى ان السبب الرئيسي الذي فجر الخلاف بين التيار الصدري والمالكي ليس هو عدم جدولة الانسحاب وانما هو شعور الصدر بان الحكومة ليست فقط لم تقدم على حماية التيار الصدري وقياداته من العلماء والسياسيين من القتل والاعتقال والمطاردة بل وصمتت ايضا ولم تحرك ساكنا امام الهجمة العنيفة والشرسة التي تشنها القوات الاميركية ضدهم بشكل باتت فيه مجموعات كبيرة من عناصر التيار رهن الاعتقال والمطاردة . ثم جاءت العمليات العسكرية الاميركية ضد التيار الصدري في مدينة الديوانية الجنوبية مؤخرا لتضيف بعدا اخر على صمت الحكومة على ممارسات القوات الاميركية التي استخدمت وبشكل متعمد القوة المفرطة ضد عناصره وقامت طائرات اميركية بقصف منازل فيها عوائل من اعضاء التيار وحاصرت المدينة ومنعت وصول الادوية اليها .ويملك التيار الصدري ست وزارات في التشكيلة الحكومية الحالية التي تضم 35 وزيرا كما أن له 30 مقعدا من مجموع مقاعد الإئتلاف العراقي الموحد الذي يملك الأغلبية البرلمانية وله 113 نائبا بعد إنسحاب أعضاء كتلة حزب الفضيلة الاسلامية منه وعددهم 15 نائبا .
تأجيل محكمة الانفال الى 6 المقبل لعدم اكمال المحامين دفوعاتهم
استجاب قاضي المحكمة الجنائية العراقية العليا محمد العريبي الخليفة التي تنظر في قضية الانفال ضد الاكراد العراقيين لطلب المتهمين وفريق الدفاع عنهم فقرر تأجيل المحاكمة تأجيلا نهائيا الى السادس من الشهر المقبل من اجل انتهاء عدد من المحامين من اعداد مطالعاتهم للدفاع المتهمين بعد ان تبين انهم لم يتمكنوا من لقاء موكليهم بشكل كاف او مناقشتهم في صيغة الدفوعات التي سيتقدمون بها .
وفي جلستها الرابعة والخمسين في بغداد اليوم التي استمرت ساعة واحدة والتي كان من المفترض ان يدلي خلالها محامو المتهمين الستة في قضية الانفال التي ابيد خلالها مئات الاف الاكراد في عهد النظام العراقي السابق بمطالعتهم للدفاع عن هؤلاء المتهمين وهم من كبار العسكريين السابقين . وفي بداية جلسة اليوم قال القاضي ان المحكمة لم تتمكن من تشكيل لجنة طبية لفحص عدد من ضحايا الانفال لرفض الاطباء الحضور الى مقر المحكمة نتيجة مخاوف امنية .
ثم تقدم محامو المتهمين بطلب لتاجيل الجلسة الى وقت كاف حتى ينتهي جميع المحامين من اعداد دفوعاتهم مشيرين الى ان عددا منهم لم يتمكنوا من انجاز ذلك لحد الان .
كما طلب المتهمون التاجيل ايضا .. وقال المتهم صابر الدوري ان المتهمين حرموا من ركن مهم من اركان القضية وهو الاستماع للشهود وذلك بسبب مخاوف العسكريين السابقين وقسم منهم خارج العراق من الحضور الى المحكمة للادلاء بشهاداتهم واعتبارهم متهمين في القضية . واشار الى ان لائحة الدفاع ستكون طويلة ومهمة وتتطلب وقتا ونقاشا لاعدادها ولذلك فان اعطاء وقت كاف لذلك امر مهم . اما المتهم سلطان هاشم فاشار الى انه لم يتمكن من لقاء محامية الا في اوقات قصيرة لم تكن كافية لاعداد دفاع متكامل ولذلك طلب التاجيل ايضا .
ومن جانبه اشار المتهم الرئيسي في القضية علي حسن المجيد انه لم يوكل محاميا لكن المحكمة وكلت له واحدا لكنه لم يستطع الالتقاء به لمناقشته في لائحة الدفاع التي اعدها بغيابه . وقال ان المحامي اعد اللائحة من دون ان يعرضها عليه او يناقشها معه ولذلك فن وقتا اضافيا مطلوب الان كما اشار . وقال المتهم حسين رشيد التكريتي ان المتهمين هم الان في صراع مع الوقت لكنهم لم يحصلوا على الوقت الكافي لمشاركة محاميهم اعداد دفوعاتهم .
وازاء ذلك قرر القاضي تأجيل الجلسة تأجيلا نهائيا حتى السادس من الشهر المقبل لتقديم المحامين لوائح الدفاع عن المتهمين في الجلسة الخامسة والخمسين المقبلة التي ستكون الاخيرة قبل النطق بالحكم الذي يتوقع ان يكون بعد شهر من هذا التاريخ .
وفي المرحلة الاخيرة التي تسبق صدور الاحكام ضد متهمي قضية الانفال ستستمع المحكمة الى مطالعة فريق الدفاع عن القادة العسكريين السابقين المتهمين بالمشاركة في ابادة حوالي 180 الف مواطن كردي وترحيل عشرات الاف اخرين وتدمير ثلاثة الاف من قراهم خلال عامي 1987 و1988 بعد ان كان رئيس هيئة الادعاء العام قد طلب في الثاني من الشهر الحالي انزال عقوبة الاعدام بخمسة من المتهمين وتجريمهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية منظمة ومتعمدة ضد ابناء الشعب الكردي ودعا الى تبرئة المتهم السادس طاهر توفيق العاني وتخفيف الاعدام عن صابر الدوري مدير الاستخبارات السابق .
وفي مطالعة مطولة امام المحكمة بداية الشهر قدم رئيس هيئة الادعاء العام منقذ ال فرعون عرضا تفصيليا للمهمات التي تولاها كل من المتهمين الستة والجرائم التي ارتكبها من خلال ادلة عرضها على المحكمة مشيرا الى ان ممارسات المتهمين عدا العاني تندرج ضمن جرائم حرب والابادة الجماعية لقومية . واشار الى ان المتهمين اوغلوا في الجريمة وقال انه بدلا من تقديمهم اعتذارا للشعب الكردي ولضحاياه وللانسانية عن جرائمهم الا انهم كانوا يفتخرون بما قاموا به . واكد ان جرائم المتهمين ارتكبت ضد الانسانية من خلال هجوم منهجي ومنظم ومتعمد واسع النطاق اضافة الى ابعاد السكان ونقلهم قسريا وسجنهم وحرمانهم الشديد للحرية والتعذيب والاغتصاب والاخفاء القسري للسكان .
وكان قاضي المحكمة محمد الخليفة العريبي قد تلا في جلسة سابقة التهم ضد المتهمين الستة واحدا بعد الاخر وهي تتعلق بارتكاب جرائم حرب واخرى ضد الانسانية وثالثة بالابادة الجماعية وعقوبة كل واحدة منها الاعدام .. لكن جميع المتهمين دفعوا بانهم ابرياء .
المتهم الرئيسي في القضية بعد اعدام صدام حسين
ويعتبر المتهم الرئيسي في القضية حاليا علي حسن المجيد بعد تنفيذ حكم الاعدام بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يعتبر المتهم الرئيسي فيها حيث تؤكد العديد من الوثائق انه وراء الاوامر التي صدرت بقصف القرى الكردية بالاسلحة الكيمياوية . وعرض الادعاء خلال الاشهر الماضية حوالي 60 وثيقة صادرة عن مديرية الاستخبارات العسكرية وادارة الحكم الذاتي ومديرية الامن صيف عام 1987 تدعو قوات الجيش الى تنفيذ الاعدام باي شخص يدخل مناطق تم حظر الدخول اليها ممن تتراوح اعمارهم بين 15 و70 عاما من دون محاكمة ولكن بعد التحقيق معهم لاستحصال معلومات منهم واستخدام الطائرات لضرب من يدخل هذه المناطق ايضا .
وقد تم اسقاط التهم عن صدام حسين المتهم الرئيسي في القضية بعد إعدامه عقب أربعة أيام من مصادقة هيئة التمييز العراقية على قرار محكمة الدجيل التي أدانته وعدد من مساعديه في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بالمسؤولية عن مقتل 148 مواطنا من أبناء تلك البلدة الواقعة شمال بغداد عقب محاولة جرت لإغتياله هناك عام 1982 خلال الحرب العراقية الإيرانية. واستمعت المحكمة منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من اب (اغسطس) الماضي الى حوالي 100 مشتكيا وشاهدا وخبيرا اجنبيا كما عرض عليها حوالي 60 وثيقة رسمية حيث يوجد هناك 1270 شاهدا ومشتكيا لكنها اكتفت بهؤلاء موضحة انه في قضايا جرائم الابادة الجماعية يكون هناك عادة عدد ضخم من الشهود والمشتكين مما يتعذر الاستماع اليهم جميعهم.
المتهمون في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين الذي اسقطت عنه التهم اثر تنفيذ حكم الاعدام بحقه في الثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العاني العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشرقية . ويواجه المجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".