أخبار

فرنسا: ساركوزي الاوفر حظا في دورة اولى غير محسومة النتائج

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يتوجه الناخبون الفرنسيون نهاية الاسبوع الى مراكز الاقتراع لانتخاب رئيسهم وفي حين يبدو نيكولا ساركوزي الاوفر حظا لبلوغ الدورة الثانية لا تزال المعركة غير محسومة بين خصومه وعلى رأسهم سيغولين روايال في انتخابات ستفتح باب السلطة امام جيل جديد.

وفي حين تفيد كل استطلاعات الرأي ان مرشح اليمين يحتل الصدارة، يرتقب ان تكون المعركة حامية الوطيس للفوز بالبطاقة الثانية المؤهلة الى الدورة الثانية، بين الاشتراكية سيغولين روايال والمرشح الوسطي فرانسوا بايرو وزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن المتربص بهما. ولا يزال 40% من الناخبين مترددين وقد لا تحسم نتيجة الدورة الاولى من هذه الانتخابات التي تشد اهتمام البلاد، الا في اللحظة الاخيرة.

وقد يكون السبب وراء هذا الاهتمام الكبير بالانتخابات الرئاسية هذه السنة، توافر فرصة حقيقية لتتولى الرئاسة امرأة فضلا عن هذا الاقتراع سيحدث تجديدا في اعلى هرم السلطة. وباستثناء جان ماري لوبن (78 سنة)، فان المرشحين الثلاثة الابرز هم في العقد الخامس من العمر ويعدون جميعا باصلاحات عميقة وطريقة جديدة في ممارسة السياسة في بلد تنخره البطالة (اكثر من 8%) وتثير فيه العولمة قلقا كبيرا لما قد تشكله من خطر على "نموذجه الاجتماعي".

وبين "التغيير الهادئ" الذي يدعو اليه ساركوزي و"الثورة السلمية" لبايرو و"النظام العادل" لروايال، يتعهد الجميع بالنهوض ببلد عصفت به سلسلة من الازمات مثل اضطرابات ضواحي المدن الكبرى ورفض الدستور الاوروبي في استفتاء هز اوروبا العام 2005. وتفيد استطلاعات الرأي التي تكاثرت خلال هذه الحملة، تفوق ساركوزي (52 سنة) بحوالى 27 الى 29،5% من اصوات الناخبين في الدورة الاولى.

في المقابل يتوقع ان تحصل روايال (53 سنة) على 22 الى 25% وبايرو (55 سنة) الذي كان يسجل نتائج قريبة جدا من المرشحة الاشتراكية، على 18 الى 20% ولوبن على 13 الى 15%. ومنذ ثلاثة اشهر تشير كل استطلاعات الرأي تقريبا الى فوز ساركوزي في الدورة الثانية.

وقبل بضعة اشهر كانت الاستطلاعات تظهر مواجهة في الدورة الثانية بين "سيغو" و"ساركو" لكن بايرو تدخل لخلط الاوراق بدعوته الى انهاء التحزب الى اليمين واليسار وقال انه مرشح متواضع وسيكون رئيسا "مهدئا" واقنع على ما يبدو الذين خيبتهم روايال فضلا عن ناخبين يصوتون عادة لليمين. لكن نتيجة لوبن ما زالت تثير الحيرة لا سيما ان زعيم الجبهة الوطنية يؤكد انه سيكون في الدورة الثانية كما حصل في انتخابات 2002 في سيناريو احدث صدمة في كل انحاء البلاد.

وبعد التطرق باسهاب الى مسألة العمل والقدرة الشرائية على انها من اكبر اهتمامات الفرنسيين، ركزت نهاية الحملة الانتخابية وبدفع من ساركوزي على مواضيع الهجرة والهوية الوطنية والامن. فاتهم خصوم ساركوزي هذا الاخير بانه يغازل طروحات اليمين المتطرف لاستدراج ناخبيه. وفي محاولة لتعويض تأخرها في الاستطلاعات، قررت سيغولين روايال انهاء السباق الانتخابي الطويل داعية اليسار الى رص الصفوف مشددة على القضايا الاقتصادية والاجتماعية.

وشهدت لهجة الحملة الانتخابية تصعيدا اذ ندد ساركوزي "بفشل اليسار اخلاقيا" في حين اتهمت روايال خصمها "بالوحشية" واليمين بانه يحمل الفوضى وربما "الحرب الاهلية". ويتنافس 12 مرشحا بينهم ثلاثة تروتسكيين --هم اوليفييه بزانسنوه وارليت لاغيلييه وجيرار شيفاردي-- والشيوعية ماري جورج بوفي والداعي لعوملة بديلة جوزي بوفيه.

والمرشحون الاخرون هم المدافعة عن البيئة دومينيك فوانيه والقومي فيليب دو فيلييه ومرشح الصيادين فريديريك نيهوس. ويتوقع ان يحصل بزانسنوه على 3،5% من الاصوات في حين لا يتجاوز بقية المرشحين "الصغار" 2%. ومع ان الحملة الانتخابية شدت اهتمام البلاد، يعرب ستة فرنسيين من اصل عشرة عن عدم ثقتهم لا في اليسار ولا في اليمين لتولي شؤون بلد يعتبر سادس قوة اقتصادية في العالم.

اهم اقتراحات المرشحين

وفيما يأتي اهم اقتراحات المرشحين الاربعة.

- وظائف ورواتب:

ساركوزي: عقد عمل وحيد اكثر ليونة. صرف الموظفين بشكل توافقي. الالتفاف على قانون تحديد ساعات العمل ب 35 ساعة في الاسبوع عبر الاعفاء من الضرائب والمساهمات والاجتماعية على الساعات الاضافية. بلوغ التوظيف الشامل في غضون خمس سنوات (اي نسبة عاطلين عن العمل تقل عن 5% في مقابل 8% حاليا).

روايال: زيادة الحد الادنى للاجور ليبلغ 1500 يورو خلال خمس سنوات. تعديل قانون تحديد مدة العمل ب35 ساعة في الاسبوع لتفادي "نتائجه السلبية". منح الشبان غير المؤهلين "اول فرصة عمل" بمساعدة الدولة. ضمان 90% من الراتب خلال سنة بعد فقدان الوظيفة.

بايرو: الغاء الضرائب على الساعات الاضافية على ان تدفع مع علاوة 35%. تمكين الشركات من انشاء وظيفتين معفيتين من الضريبة طوال خمس سنوات.
لوبن: الغاء نظام تحديد ساعات العمل ب35 ساعة اسبوعية. مراجعة قانون العمل لاعطاء "الافضلية للفرنسيين" في الوظائف. دفع مخصصات للاهل الذين يلزمون المنزل للاهتمام بابنائهم خلال ثلاث سنوات.

- ضرائب ومالية الدولة:

ساركوزي: تحديد الدرع الضريبية ب50% (الدرع الضريبية: سقف ضرائب لا يمكن تجاوزه). الغاء معظم الضرائب على الارث. تخفيف الضرائب (15 مليار يورو). توظيف موظف رسمي واحد للحلول مكان اثنين يتقاعدان.

روايال: الغاء الدرع الضريبية. نقاش جديد حول معايير ضريبة الدخل. تحديد الضرائب على الشركات وفقا لمستوى اعادة استثمار ارباحها وصادراتها. ضريبة "خضراء" على النشاطات التي تسبب التلوث.

بايرو: تحديد سقف انظمة الالتفاف على الضرائب. تخفيف الضريبة على الارث. ادراج منع العجز في الميزانية في الدستور. خفض الديون الى 60% من اجمالي الناتج الداخلي في غضون ثلاث سنوات.

لوبن: تحديد نسبة ضريبة الدخل وعلى الشركات والارث بنسبة عشرين في المئة والغاء المساعدات المالية لكبرى الشركات.

- هجرة:

ساركوزي وروايال وبايرو يعارضون تسوية جماعية مكثفة لاوضاع المهاجرين غير الشرعيين ويرغبون بزيادة مساعدات التنمية.

ساركوزي: انشاء "وزارة للاستيعاب والهوية الوطنية". الهجرة المنتقاة. فرض قيود على جمع شمل العائلات. التحفيز الضريبي ليستثمر المهاجرون في بلدانهم الاصلية.

روايال: الجنسية الفرنسية بعد الاقامة لمدة عشر سنوات في فرنسا. تسوية اوضاع المهاجرين حسب وضع ابنائهم في المدارس وعقود العمل.

بايرو: تشديد مكافحة العمل غير الشرعي. ومنح الاجانب المقيمين في فرنسا منذ ما لا يقل عن عشر سنوات الحق في المشاركة في الانتخابات المحلية.

لوبن: الغاء الحق في الحصول على الجنسية بحكم الاقامة في البلد والجنسية المزدوجة وجمع شمل العائلات وتخصيص العلاوات وادنى الرواتب للفرنسيين.

- ضواحي المدن:

ساركوزي: التمييز الايجابي لصالح الاقليات الاتنية على النموذج الاميركي في البحث عن وظيفة ومناصب مسؤولية. خطة تأهيل لشبان الضواحي الفقيرة الذين يلاقون صعوبات.

روايال: مساعدة الشبان على انشاء شركات. معسكرات تدريب عسكرية لاصحاب الجنح القاصرين. وانشاء شرطة احياء.

بايرو: انشاء منصب مساعد حاكم في الاحياء الصعبة. وشرطة احياء.

- اوروبا:

ساركوزي وبايرو يرغبون في معاهدة مبسطة يصادق عليها البرلمان لكن بايرو يدعو للمصادقة عليها في استفتاء.

روايال: استفتاء جديد العام 2009 حول دستور يتم تعزيزه اجتماعيا.

لوبن يدعو الى التفاوض حول "اوروبا الامم" مع الاتحاد الاوروبي. وفي حال الفشل انسحاب فرنسا منه.

- المؤسسات:

ساركوزي: تعزيز صلاحيات البرلمان. تجديد ولاية الرئيس مرتين فقط. حكومة مصغرة (15 وزيرا) نصفها من النساء.

روايال: استفتاء حول جمهورية سادسة. تعزيز صلاحيات البرلمان. ادخال شيء من النظام النسبي على النظام الانتخابي. حكومة من 15 وزيرا و"لجان مواطنة" لتقييم المسؤولين المنتخبين.

بايرو: جمهورية سادسة. وانتخاب نصف النواب حسب النظام النسبي. لا تجديد لولاية النواب في البرلمان.

لوبن: نظام النسبية في كل الانتخابات. وادراج الافضلية للفرنسيين في الدستور.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف