العاهل الأردني يؤكد جدية العرب في إحلال السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عمان-باريس-القدس: اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اليوم الاثنين ان العالم العربي جاد في سعيه للتوصل الى "سلام عادل ونهائي وشامل" مع اسرائيل، خلال استقباله مجموعة من نشطاء السلام الفلسطينيين. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني عن الملك عبد الله قوله ان "اعادة طرح المبادرة العربية والتمسك بها خلال القمة العربية التي عقدت في الرياض اواخر الشهر الماضي قد اكدت للعالم جدية العرب في التوصل الى سلام عادل ونهائي وشامل".
واضاف ان "جهود قوى السلام والاعتدال في المنطقة وفي الاراضي الفلسطينية بالذات يجب ان تتركز على إبقاء وزيادة الزخم السياسي لدفع العملية السلمية والتمسك بالمبادرة العربية التي تمثل ارضية عربية صلبة لإحلال السلام". واكد الملك عبد الله ضرورة "وضع آلية عمل عربية تهدف إلى تفعيل مبادرة السلام العربية". وتنص المبادرة العربية على اعتراف الدول العربية باسرائيل في مقابل انسحابها من الاراضي العربية المحتلة منذ 1967 وقيام دولة فلسطينية وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ويرى مسؤولون اسرائيليون انها قد تشكل نقطة الانطلاق لمفاوضات اذا ما حددت عودة اللاجئين الى مناطق يسيطر عليها الفلسطينيون وليس اسرائيل وهو امر يرفضه الفلسطينيون والجامعة العربية. واكد العاهل الاردني "اهمية المحافظة على وحدة الموقف الفلسطيني ليكون قادرا على إقناع العالم بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وتفويت الفرصة على من يسعى الى تحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل جهود السلام".
كما نبه الملك عبد الله الى "خطورة الواقع الجغرافي القائم على الأراضي الفلسطينية، والمتمثل في الاستمرار في بناء المستعمرات وتوسيعها، بالإضافة إلى جدار الفصل العازل الذي يشكل عقبة حقيقية في وجه قيام الدولة الفلسطينية". ومن جانب اخر ، اكد الملك عبد الله "اهمية دور نشطاء السلام في كل من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل وكافة الدول المعنية بمستقبل العملية السلمية في المنطقة، ذلك انهم القادرون على إقناع الغالبية الصامتة في دولهم ومجتمعاتهم بأهمية السلام لحاضر ومستقبل اجيال المنطقة".
واعاد التأكيد على التزامه "برعاية فرق السلام في المنطقة"، وعلى "اهمية تنسيق وتكامل جهود فرق السلام في كل من فلسطين والأردن، وهم من اصحاب الخبرة والتجربة في التعامل مع نشطاء السلام الإسرائيليين ومؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلية، وذلك بهدف خلق جو عام ضاغط داخل إسرائيل يوازي الاتجاه العربي المعتدل والمتحمس للسلام".
وقال البيان ان الملك عبد الله الثاني سيلتقي مجموعة من نشطاء السلام الغربيين والإسرائيليين للبناء على الحراك السياسي والدبلوماسي الرامي "الى خلق جو عربي - اسرائيلي - دولي داعم للسلام".
مبارك: الدول العربية لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل في غياب السلام
وعلى صعيد متصلاكد الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الاثنين في باريس ان تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل غير ممكن قبل ارساء السلام، محذرا من "مشكلات بالغة الخطورة" مع شعوب المنطقة. ويزور مبارك باريس قبيل انتهاء ولاية صديقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك في 16 ايار/مايو. وقال للصحافيين اثر غداء عمل في قصر الاليزيه مع شيراك "اعتقد انه لا يمكن تطبيع العلاقات قبل ارساء السلام بين الدول العربية واسرائيل".
وفي الاول من نيسان/ابريل، ابدى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت استعداده للمشاركة في قمة مع الدول العربية التي وصفها بانها "معتدلة"، في اشارة الى الاردن ومصر والسعودية والامارات، لمناقشة مبادرة السلام العربية. واطلقت السعودية هذه المبادرة التي تعرض تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل في مقابل انسحاب الاخيرة من الاراضي العربية التي احتلتها منذ حزيران/يونيو 1967.
واضاف مبارك "يمكننا التوصل الى حل عبر المفاوضات"، وخصوصا حول قضية اللاجئين الشائكة، "ولكن لا يمكن التطبيع ثم البدء بمفاوضات".
وتابع "لدينا شعوب ستحملنا المسؤولية وتحاسبنا، شعوبنا ليست نائمة، اذا لاحظت شعوب المنطقة ان هناك تطبيعا مع استمرار وجود اراض محتلة فسنواجه فعلا مشكلات بالغة الخطورة".
من جهته، اكد شيراك "دعم فرنسا لرئيس السلطة الفلسطينية" محمود عباس، املا "التوصل سريعا الى حل لقضية مساعدة الشعب" الفلسطيني، وفق ما صرح المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون. واضاف المتحدث انه "بهذه الروحية سيستقبل (شيراك) غدا (الثلاثاء) محمود عباس". ويبدأ الرئيس الفلسطيني الثلاثاء جولة اوروبية لحض الاتحاد الاوروبي على استئناف مساعداته للشعب الفلسطيني، بعدما جمدها اثر تشكيل حركة حماس الحكومة السابقة في آذار/مارس 2006.
ومنذ تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حركتي فتح وحماس، تطالب السلطة الفلسطينية بمعاودة المساعدات. واوضح بونافون ان الرئيسين الفرنسي والمصري بحثا ايضا الوضع في لبنان و"الاهمية الكبرى لانشاء محكمة ذات طابع دولي" لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
ليفني تحث الدول العربية على إجراء محادثات سلام مع إسرائيل
ومن جهة اخرى حثت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الدول العربية اليوم الاثنين على الدخول في محادثات سلام مع الدولة العبرية قبيل اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة الاربعاء. وقال مكتب ليفني ان الوزيرة ابلغت مبعوث الصين للشرق الاوسط صن بيغان "تماما كما تمنح اسرائيل الفلسطينيين افقا دبلوماسيا، تستطيع الدول العربية ان تمنح اسرائيل افقا دبلوماسيا الان بدلا من الانتظار حتى نهاية النزاع".
ودعت ليفني الدول العربية الى دعم الفلسطينيين المعتدلين من اجل التوصل الى اتفاق سلام مع الدولة العبرية. وقالت ليفني "يجب على العالم العربي ان يدعم الفلسطينيين المعتدلين في اللحظات الحاسمة وفي التسويات الضرورية" في محادثات السلام المستقبلية.
واوضحت "لا توجد نية لاستبدال المسار الاسرائيلي الفلسطيني بالدول العربية، الا ان هذه الدول باستطاعتها بكل تأكيد ان تدعمه". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعرب الاحد عن استعداد بلاده لاجراء محادثات مع الدول العربية حول مبادرة السلام التي اعيد احياؤها في القمة العربية التي عقدت في الرياض الشهر الماضي.