أخبار

رومانو إلى الرياض تمهيدًا لمواعيد قادمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

العاهل السعودي يجرى مباحثات مع برودي إيلاف من الرياض: توافق تام بين الرياض وروما، سيكون جليًا في زيارة رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إلى الرياض للقاء العاهل السعودياليوم. توافق حول العديد من الملفات الشائكة في المنطقة، والتي أجبرت الطرف الإيطالي للوصول بجنوده إليها، سواء في لبنان والذي تولت فيه روما قيادة قوات اليونيفيل في كانون الثاني (يناير) الماضي، في حين لا زالت رابضة في أفغانستان.

أبرز وجوه ذلك التوافق التام برز في كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي جمعه في كانون الثاني (يناير) الماضي بوزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما، حينما زار الرياض في 13 من كانون الثاني (يناير) الماضي، ويقول الفيصل: "ولا يفوتني أن أشيد بالدور الإيجابي لإيطاليا على الساحة اللبنانية من خلال إستضافتها لمؤتمر روما في سبيل وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان ، وأيضًا قيادة إيطاليا لقوات اليونيفيل لحفظ السلام على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تطبيقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".

ليبادر الوزير داليما بالتأكيد على سياسة حكومته التي بدأت نشاطها بعد فوزها في الإنتخابات، قائلاً:"نحن نريد أن نؤكد هنا الإلتزام الإيطالي المهم على المستوى السياسي والإقتصادي والعسكري، إن دعمنا لحكومة فؤاد السنيورة وهو التعبير الديمقراطي لإرادة الشعب اللبناني. ونعبر أيضًا عن أمنياتنا بأن ينتهي الصراع بين القوى السياسية المختلفة في لبنان، وأن تحل في إطار اتفاق وطني أيضًا بفضل التوسط الذي تقوم به جامعة الدول العربية".

المصلحة تفرض نفسها

بالرغم من أن الإيطاليين قرروا منذ إنتخاب حكومتهم الجديدة التي يرأسها رومانو برودي لسحب جنودهم من العراق، وقد فعلوا ذلك، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك خلافًا حول ضرورة وجود دور فاعل إيطالي لإنهاء التناحر العراقي الداخلي، سواء من حيث تمتع إيطاليا بعضوية مجلس الأمن لعامي 2007 و 2008 ، والذي يتطلب تنسيقًا مباشرًا مع دول الجوار، أم من خلال مشاريع إعادة الإعمار التي تشارك فيها الشركات الإيطالية بمشروع "إيراكي كومبكت".

إلا أن جوهر التفاعل الإيطالي يكمن في خطر الإرهاب العالمي الذي لم يستثنِ أحدًا، وتمكين القاعدة في العراق سيؤدي بالنتيجة إلى أن لا أحدًا خارج هدف عمليات تفجيرية قد تصل ربما إلى قلب روما، ناهيك عن تهديد مصالح إستراتيجية سياسية وإقتصادية.

مواعيد مهمة

سيكون على الأجندة الإيطالية لقاءات متعددة وبارزة، مع أطراف حيوية لها تأثير مباشر بالأحداث التي تمر فيها المنطقة، فكان لا بد من المرور أولاً بالرياض، للتنسيق والتشاور. أول ذلك سيكون زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى روما يومي 23 و 25 نيسان (أبريل)الجاري، برفقة وزير الخارجية الجديد زياد أبو عمرو.

يقول رئيس الوزراء الإيطالي رومانو عبر حوار أجري معه في صحيفة "الشرق الأوسط" إن الوقت قد حان لدراسة الترتيبات للتعاون مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، والنقطة الأهم هي في بدء جعل الفلسطينيين قادرين على رؤية أفق سياسي واضح أمامهم، والذي من دونه ستبقى إحتمالات إرساء السلام في المنطقة ضئيلةً دومًا. ولا يوجد لدى إيطاليا أي إعتراض على الإتصال بأعضاء الحكومة الفلسطينية الذين يعترفون بالمبادئ الثلاثة للّجنة الرباعية الدولية والتي باتت معروفة.

ويضيف رومانو: "وأؤمن بأن الدور المثالي لأوروبا يجب أن يكون محاولة إقناع حماس بإتخاذ الخطوة الإضافية لتقبل آخر تلك المبادئ، المتمثل في الإعتراف بحق دولة إسرائيل في الوجود".

بوش إلى روما

من المتوقع أيضًا أن يزور الرئيس الأميركي بوش إيطاليا في يونيو (حزيران) المقبل، فيما يبدو أنه إعادة لتقييم العلاقات الثنائية بين ايطاليا والولايات المتحدة.

يقول رومانو عن السبب الرئيس للجفاء الإيطالي الأميركي إن العمليات في العراق قسمت المجتمع الدولي، ولم تكن مهيأة لوضع إطار قانوني مقنع لإعطائهم الشرعية بالنسبة إلى الأمم المتحدة. وكانت التبريرات السياسية مبنية على نقاشات ظهرت لاحقًا بأنها غير شرعية. وأضاف: "حكومتي كسبت الإنتخابات العامة عام 2006 بعد تعهدها بسحب قواتنا من العراق. ولتلك الأسباب، وكل ما يمكن أن نعمله هو أن نستجيب للتعهدات السياسية التي تعهدنا بها أمام الناخبين الإيطاليين".

الإقتصاد ثانيًا

وفد تجاري سعودي ضخم سيقوم خلال شهر آذار (مارس) المقبل بزيارة إلى ايطاليا للإجتماع مع المسؤولين هناك من أجل إستكشاف الفرص الإستثمارية في ايطاليا، إضافة إلى جذب الاستثمارات المشتركة إلى المملكة، علمًا أن هذه الزيارة تعد الأولى من نوعها منذ ما يزيد عن 4 سنوات.

تأتي هذه الزيارة على خلفية حدث مهم أنجزه الطرفان في الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) الماضي بتوقيع معاهدة منع الإزدواج الضريبي بين البلدين، طالب به رجال الأعمال السعوديون مرارًا وتكرارًا، ومن المتوقع لهذه الإتفاقية التي تمنع الازدواج الضريبي على الدخل المتحقق من النشاطات الاستثمارية للشركات ورجال الأعمال العاملين في البلدين، أن تزيد من حجم التبادل التجاري بين المملكة وايطاليا، فقد زاد حجم الصادرات الإيطالية إلى المملكة في عام 2006 بنسبة 35% عن عام 2005 الذي كانت تبلغ فيه ملياري يورو.

ومن أبرز المشاريع التي تنفذها الشركات الايطالية في المملكة حاليًا مشروع الأنابيب الفولاذية التي تقوم عليه شركة "طاقة" وتنفذه الشركة الإيطالية "دانييلي" بقيمة تصل إلى 500مليون ريال، إضافة إلى أن عددًا من الشركات الإيطالية تعمل على تنفيذ مشاريع مع شركات سعودية متخصصة في قطاع البترول والغاز وصناعة البتروكيماويات منها شركتي "أرامكو" و"سابك"، كما أن الشركة السعودية ـ الإيطالية "سدكو" تبحث حاليًا في تنفيذ ما يزيد عن 20 مشروعًا مشتركًا في المملكة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف