أخبار

نرجيلة وديكور ألف ليلة وليلة لإستقطاب الناخبين السوريين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
السوريون يستعدون لانتخاب برلمانهم دمشق: نصبت خيمة كبيرة عند مدخل ساحة عرنوس في وسط دمشق في ديكور كأنه خارج من حكايات ألف ليلة وليلة، وقد رفعت عليها صور أربعة مرشحين مستقلين للإنتخابات التشريعية الأحد في سوريا. ومساء كل يوم يستقبل المرشحون الناخبين الذين تقدم لهم القهوة والنرجيلة مع موسيقى شرقية في محاولة لإستقطاب المشككين والمترددين في هذه الحملة التي لا تثير حماسة كبيرة.
ويشعر الكثير من الناخبين المسجلين بأن الأمور محسومة سلفًا. ويقول حسان سائق سيارة الأجرة، لم يعد لدينا ثقة في أحد ولن أصوت، ذاهبًا إلى حد القول إنه يريد حرق بطاقته الإنتخابية. وتقول سارة، وهي طالبة في الإعلام، إن كلهم يعرفون من الآن أن الفائز سيكون الجبهة الوطنية التقدمية، التي تضم الأحزاب الموجودة في السلطة بقيادة حزب البعث العربي الإشتراكي.
بعضهم يعتبر أن "لا فائدة" من التصويت وبعضهم الآخر لا يشعر بأنه "معني". يقول بعضهم إنه أضاع البطاقة الإنتخابية وبعضهم الآخر يقول إنه لم يطلبها يومًا. كذلك فإن غياب البرامج لدى غالبية المرشحين تثني الكثير من الناخبين عن التصويت.
ويأسف وائل وهو تاجر شاب لأن الحملة تقتصر على أسماء وصور ملونة وشعارات جميلة تتكرر في حين أن المرشحين وغالبيتهم من رجال الأعمال المعروفين بفسادهم لا برامج لهم. وتنتشر بشكل فوضوي الشعارات واللافتات الملونة على جدران العاصمة. وكتب على أحداها: "فلنقض على الفساد ولنرفع مستوى معيشة المواطن".
ويقول رامي وهو مدرس شاب عاطل عن العمل "حري بهم القول فلنقض على الشعب ولنرفع مستوى الفساد". والمرشحون المستقلون يتنافسون في دمشق على 13 مقعدًا مخصصًا لهم.
وثمة 16 مقعدًا مخصصًا للجبهة الوطنية التقدمية في إنتخابات لا مفاجآت فيها، إذ إن الإئتلاف الحاكم فاز في كل الإنتخابات التشريعية منذ تأسيسه العام 1973.
ويوجد 167 مقعدًا من أصل 250 مقعدًا في مجلس الشعب السوري مخصصة للجبهة و83 للمرشحين "المستقلين". لكن في غياب إصلاح لهذا النظام، قررت أحزاب المعارضة مقاطعة الإقتراع تاركة هذه المقاعد "المستقلة" بحكم الأمر الواقع لشخصيات قريبة من السلطة، من بينهم نواب حاليين.
ويقول ماهر تاجر السجاد في هذا الإطار: "هذه حال محمد حمشو أحد رموز برجوازية الدولة". ووراء خيمة ساحة عرنوس التي مولها أحد هؤلاء المرشحين، وهو رجل الأعمال محيي الدين حبوش، ينتصب تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار الأسد.
ويشدد خالد، الطالب في معهد الفنون الجميلة: "هذا تذكير لمن نسيأن مؤسس النظام السياسي القائم، لا يزال يدير البلاد بعد سبعة أعوام على رحيله، في حزيران(يونيو) 2000. وفي غياب أي ترقب، لا تثير الحملة الإنتخابية أي إهتمام رغم أن الأموال التي صرفت فيها تقدر بما لا يقل عن 30 مليار ليرة سورية (600 مليون دولار) على ما ذكرت صحيفة "الثورة". وكتب على لافتة رسمية قرب مجلس الشعب في محاولة لتعبئة الناخبين "صوت لمن تشاء لكن لا تدر ظهرك للإنتخابات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف