تسليم قاعدة بريطانية للقوات العراقية والديموقراطيون يدعون للانسحاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن، البصرة (العراق): توصل الديموقراطيون في مجلسي الشيوخ والنواب الاثنين الى صيغة مشتركة لمشروع قانون لتمويل الحرب في العراق يتضمن جدولا زمنيا لانسحاب القوات الاميركية من هذا البلد رغم تهديد الرئيس جورج بوش باستخدام الفيتو على القانون. وينص مشروع القانون على تخصيص مبلغ 120 مليار دولار لانفاق الحرب ويدعو الى بدء انسحاب معظم القوات القتالية من العراق في موعد اقصاه الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2007، على ان ينتهي الانسحاب في موعد غير ملزم هو الاول من نيسان/ابريل 2008.
وقال اعضاء الكونغرس ان مشروع القرار يعكس رغبات الشعب الاميركي بالانسحاب من العراق في اسرع وقت ممكن، مؤكدين ان مشروع القانون سيرفع الى مكتب الرئيس قبل نهاية الاسبوع الحالي. وقال روبرت بيرد رئيس لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ ان "القانون يعكس ارادة الشعب الاميركي ويخدم مصالح بلدنا". واضاف بيرد، احد اشد منتقدي الحرب في العراق "ان المشروع يقدم التمويل الكامل لقواتنا الباسلة التي تخاطر بحياتها كل يوم في خدمة وطنها". وقال ان مشروع القانون "يطالب كذلك بتغيير طال انتظاره في مسار سياسة الرئيس الفاشلة في العراق".
كما يقدم المشروع تمويلا للرعاية الصحية للجنود الحاليين والقدامى. وفي بيان مشترك حث زعماء الكونغرس الذي يسيطر عليه الديموقراطيون بوش على عدم التصويت بالفيتو على مشروع القانون، ودعوه الى تقديم البديل. وجاء في بيان مشترك لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد "ان الاتفاق المشترك الذي تم التوصل اليه بين مجلسي النواب والشيوخ يرفض سياسات الرئيس الفاشلة في العراق والتزامه المفتوح للابقاء على القوات الاميركية هناك الى اجل غير مسمى، ويضع مسارا جديدا لنهاية مسؤولة للحرب" في العراق.
واضاف البيان "اذا نفذ الرئيس تهديده بالتصويت بالفيتو، فسيكون هو المسؤول عن عدم تزويد قواتنا وقدامى المحاربين بالموارد التي يحتاجونها، وسيكون هو المسؤول عن رفض المعايير التي اعلن عنها في كانون الثاني/يناير للنجاح في العراق".
وجاء في البيان "ان القرار الان في يد الرئيس: اما ان يواصل مساره الفاشل او ينضم الينا ويمنح قواتنا استراتيجية للنجاح". الا انه يبدو ان احتمالات تغيير الرئيس مساره ضئيلة بعد ان رفض مرة اخرى الاثنين تحديد اي موعد زمني لانسحاب القوات الاميركية من العراق.
وقال بوش اثناء لقاء في المكتب البيضاوي مع قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بيتراوس "انني اؤمن بان على السياسيين في واشنطن ان لا يملوا على الجنرالات كيفية ادائهم لعملهم. واعتقد ان الجداول الزمنية المصطنعة للانسحاب ستكون خطأ".
واكد الرئيس الاميركي كذلك على ان الخطة الامنية التي تنفذها الولايات المتحدة في العراق خفضت من معدلات العنف الطائفي في العراق. وقال بوش "لقد تم احراز بعض التقدم. بالطبع وقعت بعض التفجيرات المريعة، ولكن هناك انخفاضا في العنف الطائفي". ووصف النائب الجمهوري البارز جون بوهنر مشروع القانون بانه "غير منطقي اطلاقا". واضاف "ان اقتراح الديموقراطيين يعرض عمل الجنرال بتراوس وقواتنا وامن الشعب الاميركي للخطر".
قاعدة بريطانية
من جهة ثانية سلمت القوات البريطانية والدنماركية الثلاثاء قاعدة عسكرية في البصرة الى القوات العراقية وسط مراسم رسمية عسكرية في خطوة هي الثانية خلال نيسان/ابريل. وتم تسليم "قاعدة الشعيبة (جنوب البصرة)، حيث كانت تتمركز قوات بريطانية ودنماركية الى اللواء الخامس التابع للفرقة العاشرة من الجيش العراقي".
وقام الكولونيل الدنماركي تيم بيترسون بتسليم قاعدة الشعيبة الى اللواء الركن حبيب طالب قائد الفرقة العاشرة، وقد انزل العلمان البريطاني والدنماركي ورفع العلم العراقي مكانهما. وقال "سننتقل الى مطار البصرة الدولي وسنواصل مهامنا هناك حتى موعد بدء انسحابنا من العراق في آب/اغسطس 2007 بقرار سياسي من الحكومة الدنماركية".
وكانت القوات البريطانية سلمت في الثامن من نيسان/ابريل الحالي فندق شط العرب الذي اتخذته مقرا لها منذ الغزو عام 2003 الى القوات العراقية كجزء من خطة الانسحاب تدريجيا من ثاني اكبر مدينة عراقية. كما سلمت موقع الساعي ايضا في اذار/مارس الماضي. وكانت القوات البريطانية سلمت مبنى المحافظة القديمة للعراقيين الشهر الماضي.
وبذلك، تبقى القوات البريطانية متمركزة في موقعين فقط هما المطار وقصر للرئيس السابق صدام حسين. ومن المتوقع تسليم قاعدة قصر صدام الى العراقيين الصيف المقبل اما بشأن تسليم قاعدة مطار البصرة فليس هناك قرار بذلك حتى الان. وقد اعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير سحب 1600 جندي خلال الاشهر المقبلة لينخفض بذلك عدد القوات من 7100 الى 5500 جندي.
وبدورها، تعتبر الدنمارك من ابرز حلفاء الولايات المتحدة، وينتشر نحو 500 من جنودها في جنوب العراق منذ 2003. غير انها اعلنت في 21 شباط/فبراير عزمها سحب كتيبتها في اب/اغسطس المقبل.