الدرع الصاروخي بمواجهة رفض عدد من الدول الاوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ-وكالات : تقوم الولايات المتحدة بمحاولة جديدة مع روسيا خلال محادثات في حلف شمال الاطلسي في أوسلو غداً الخميس بشأن مشروع الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية ولكن دبلوماسيين يشككون في أنه سيكون هناك أي تحرك من موسكو قريبا. وستجتمع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف بعد ثلاثة أيام من فشل وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس خلال رحلة إلى موسكو في اقناع روسيا بأن الخطة لا تمثل تهديدا استراتيجيا لها.
وقال دبلوماسي من حلف الاطلسي طلب عدم نشر اسمه "الوقت ما زال مبكرا للغاية. الروس بحاجة إلى مزيد من الوقت لبحث العرض الأميركي". وكان جيتس حاول تهدئة الاعتراضات الروسية للدرع المعتزمة بعرض التعاون مع موسكو على سبيل المثال في اقتسام المعلومات من أنظمة التحذير المبكر واجراء تدريبات مشتركة.
وأغضبت واشنطن موسكو وبعض حلفائها بخطتها لنشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار في جمهورية التشيك اعتبارا من عام 2012 للمساعدة في حماية الولايات المتحدة من أي هجوم محتمل من دول مثل ايران وكوريا الشمالية.
وبالرغم من أن موسكو لم تقتنع بعد بالحملة الأميركية التي تهدف إلى التأكيد لها بأن النظام لا يمكن أن يمثل تهديدا لموسكو إلا أن حلفاء الولايات المتحدة بالحلف اقتنعوا فيما يبدو بعد أن عرضت واشنطن الخطة بشكل تفصيلي داخل الحلف المؤلف من 27 دولة.
وقال وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف بعد لقاء جيتس يوم الاثنين إن روسيا ترى أن النظام يمثل "عامل زعزعة استقرار خطيرا". وتحدث جيتس عن احراز تقدم في المحادثات.
وقال لافروف يوم الثلاثاء للصحافيين إن موسكو لا تبدي اهتماما في الانضمام لمشروع تشعر بأن كل شيء فيه قد تقرر بالفعل في واشنطن. وتابع في لوكسمبورج "لدينا انطباع بأن كل شيء قد تقرر بالفعل في واشنطن .. لا يمكننا في الحقيقة المشاركة. نحن ببساطة لا نرى مصلحة في ذلك. "ما نراه في العرض الأميركي هو عدة أفكار لا تحتوي على مبدأ التحليل المشترك للخطر".
وقال دبلوماسيون إن التقديم الأميركي لمشروع الدرع الصاروخي في مقر حلف شمال الاطلسي يوم الخميس الماضي لم يواجه اعتراضات من حلفائها مثل ألمانيا التي حثت واشنطن بقوة على ابلاغ الدول الاعضاء في الحلف وروسيا بشكل أفضل بخططها. وقال دبلوماسي رفيع في الحلف "تم قبول بالطبع أن يكون للولايات المتحدة حق تطوير مثل هذا النظام لنفسها."
ومجال الدرع الصاروخي الأميركي سيوفر نظريا الحماية لمعظم الدول الاوروبية الاعضاء في حلف الاطلسي بالرغم من أن محللين يقولون انه ما زالت هناك تساؤلات صعبة حول من ستكون له الكلمة النهائية حول امكانية اتخاذ اجراء وقائي تحسبا لهجوم محتمل. ويحب أن تقرر الدول الاعضاء في الحلف الآن ما إذا كانت ترغب في تمويل أنظمة أصغر لسد الثغرات في المشروع الأميركي الذي لن يغطي تركيا واليونان ورومانيا وبلغاريا.
وفي اجتماعهم يومي الخميس والجمعة سيراجع أيضا وزراء الدول الاعضاء في الحلف بعثات حفظ السلام في كوسوفو وأفغانستان وسيلتقون بوزير الخارجية الاوكراني ارسيني ياتسنيوك لاجراء محادثات من المرجح أن تركز على الصراع السياسي على السلطة في كييف.
الرئيس التشيكي في موسكو الخميس لمناقشة الدرع المضادة
من جهته يبدأ الرئيس التشيكي فاكلاف كلاوس الخميس زيارة لروسيا تستمر اربعة ايام يبحث خلالها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ملف الدرع الاميركية المضادة للصواريخ التي تسعى واشنطن الى نشرها في وسط اوروبا. وتنظر روسيا بقلق الى هذا المشروع الهادف الى التصدي لهجمات محتملة مصدرها ايران، والذي يلحظ اقامة محطة رادار قرب براغ تتكامل مع نظيرة لها في بولندا لاطلاق صواريخ اعتراض.
وقال رئيس اركان القوات المسلحة الروسية الجنرال يوري بالويفسكي الثلاثاء في موسكو "نرى بوضوح ان نظام الدفاع الاميركي المضاد للصواريخ اقيم ضد روسيا ولن نشارك فيه ابدا". وكان بالويفكسي يتحدث اثر زيارة قام بها وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس لموسكو واخفق خلالها في اقناع القادة الروس بالاهمية التي تعلقها بلاده على نشر عناصر من الدرع المضادة للصواريخ في شرق اوروبا. واضافة الى معارضة روسيا، اثار المشروع الذي قد يدخل حيز التطبيق عام 2011 تحفظات فرنسا والمانيا والنمسا واسبانيا وسلوفاكيا.
وقال كاريل سفوبودا رئيس المؤتمرات في جامعة تشارلز في براغ ان "قضية منظومة الدفاع المضادة للصواريخ تشكل راهنا المشكلة الرئيسية في العلاقات بين تشيكيا وروسيا، ولا اتوقع ان تحقق زيارة فاكلاف كلاوس اختراقا". واضاف سفوبودا المتخصص في شؤون روسيا المعاصرة "المشكلة تكمن في ان لدى روسيا انطباعا ان حلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة يقتربان اكثر من حدودها".
وبعدما كان مؤيدا للمشروع، دعا كلاوس في هذا المناخ الى "نقاش عام جدي". وقال اخيرا "اعتقد ان الجانب الاميركي يدرك ان مسألة (الدرع) جدية وتستدعي بالضرورة نقاشا عاما جديا داخل اي مجتمع ديموقراطي". واكد المتحدث باسم الرئيس التشيكي بيتر هاجيك الثلاثاء لفرانس برس ان "موقف الرئيس لم ولن يتبدل".
ويتوجه كلاوس الى موسكو بعيد نشر نتائج استطلاع للرأي اجراه معهد "سي في في ام" الرسمي واظهرت ان اكثر من ثلثي التشيكيين (68 في المئة) يعارضون اقامة محطة الرادار على اراضيهم. كذلك، دعا 77 في المئة الى اخضاع القضية لاستفتاء، بخلاف مشاريع حكومة رئيس الوزراء الليبرالي ميريك توبولانيك التي ينبغي ان يوافق عليها البرلمان.
من جهته، صرح توبولانيك الاثنين ان مخاوف موسكو "غير منطقية"، مطمئنا الى ان "هذا النظام الدفاعي لن يكون موجها ضد روسيا، فهذا الامر غير ممكن من زوايا عدة وخصوصا من الناحية التقنية". ونشرت نتائج استطلاع "سي في في ام" غداة زيارة لبراغ قام بها الجنرال هنري اوبرينغ رئيس وكالة الدفاع الاميركية المضادة للصواريخ الذي شدد على "التهديد المتصاعد الذي تشكله الصواريخ الايرانية".
وقال "قمنا بتحليل مسار الصواريخ التي قد تنطلق من ايران نحو اوروبا والولايات المتحدة، وتبين لنا ان بولندا وجمهورية تشيكيا تتمتعان بموقع مثالي لتضما على التوالي صواريخ الاعتراض ومحطة رادار بعيدة المدى". واوضح انه في حال رفض البرلمان التشيكي الطلب الاميركي فيمكن اقامة محطة الرادار في بلد آخر في المنطقة.
التشيك : لا للقاعدة الرادارية الأميركية
أظهر استطلاع حديث للرأي بان عدد المواطنين التشيك الرافضين لوضع القاعدة الرادارية الأمريكية في بلادهم قد ارتفع الآن إلى 68% بعد أن كانت النسبة في شهر شباط الماضي 61%.وأشار الاستطلاع الذي أجراه مركز أبحاث الرأي العام أيضا إلى أن 77% من التشيك يؤيدون إجراء استفتاء في هذا الشأن الأمر الذي يعني ارتفاع النسبة بمقدار 4 نقاط مقارنة باستطلاع شباط الماضي أما نسبة الموافقين على وضع الرادار في تشيكيا فهي الآن 18% فقط .
واظهر الاستطلاع بان الرافضين لإجراء الاستفتاء هم في الأغلب من أنصار وضع القاعدة في تشيكيا في حين أن المؤيدين لإجراء الاستفتاء هم في الأغلب من المعارضين لوضع القاعدة الأمر الذي يشير وبوضوح إلى انه في حال تنظيم استفتاء بهذا الشأن فان الرفض سيكون الجواب الأكثر ترددا في أصوات المقترعين .ووفق الانتماءات الحزبية للتشيك فان اغلب المؤيدين لوضع القاعة هم من أنصار الحزب المدني الديموقراطي أقوى أحزاب الائتلاف الحاكم حيث تبلغ نسبتهم 53% مقابل رفض 41% لفكرة وضع الرادار أما أنصار وناخبي بقية الأحزاب فهم في أغلبيتهم ضد وضع القاعدة غير أن أكثرهم رفضا هم أنصار الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة ومعه الحزب الشيوعي المعارض .
وقد جاء الإعلان عن نتيجة الاستطلاع الجديد هذا في تشيكيا بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن نتيجة استطلاع مماثل نفذ في بولندا ا المجاورة وأشار أيضا إلى تنامي نسبة الرافضين لوضع القاعدة الصاروخية الأمريكية في بولندا إلى 57% بعد أن كانت النسبة في شباط فبراير 51% الأمر الذي يجعل حكومتي براغ ووارسو ومعهما الإدارة الأمريكية أمام مهمة أصعب وهي إقناع الرأي العام في البلدين بمزايا وضع عناصر الدرع الصاروخي في البلدين .