جنود أميركيون يكشفون أمام الكونغرس روايات البنتاغون المفبركة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: شهد الكونغرس الاميركي جلسة مثيرة، أدلت خلالها جيسيكا لينش المجندة السابقة التي أُسرت خلال خدمتها في العراق، وكيفن تيلمان، شقيق الجندي بات تيلمان الذي خدم وقتل في أفغانستان بنيران صديقة، ورفاق له من الجنود الاميركيين، بشهاداتهم حول حقيقة ما جرى في أرض المعركة، مناقضين بذلك معلومات البنتاغون إزاء هذا الشأن.
وقال الجندي بريان أونيل - آخر جندي شاهد تيلمان قبل أن يقتل بنيران جندي اميركي آخر، وليس بنيران معادية - للمشرعين الاميركيين إن رؤساءه حذروه من عدم إفشاء سر كيفية مقتل زميله خاصة لأسرة القتيل. وقال أونيل إنه كان يرغب في الإفصاح عن الحقيقة لكيفين، شقيق بات الذي كان في دورية عسكرية خلف دورية بات أثناء وقوع الحادث في عام 2004 في أفغانستان.
وأوضح أونيل في شهادته أنه شعر بالصدمة عندما أمرته قيادته بعدم إبلاغ أسرة تيلمان بالحقيقة التي كانوا يرغبون في معرفتها.وقال أونيل إن المسؤول الذي أصدر الأوامر هو قائد كتيبته المقدم جيف بايلي. وأضاف أمام النائب الديمقراطي هنري واكسمان رئيس لجنة الإشراف والرقابة الحكومية في مجلس النواب الاميركي "كان واضحا لي بأنني سأكون في ورطة إذا تحدثت مع كيفين" وأبلغته أن الحادث كان نتيجة نيران صديقة.
يُشار إلى أن قيادة الجيش الاميركي كانت أصدرت "رواية مفبركة" قالت فيها إن تيلمان مات ميتة الأبطال وهو يشن هجوما مضادا ضد مسلحين في جبال أفغانستان، وفق ما قاله كيفين تيلمان، شقيق الضحية. من جهتها شددت المجندة السابقة جيسيكا لينش- التي خدمت في العراق وتصدرت رواية أسرها وتحريرها في العراق عناوين وسائل الإعلام - إن الجيش الاميركي كذب في ما تعلق برواية أسرها.
وقالت لينش في شهادتها إنها بعد تعرض حافلتها لهجوم في 23 مارس/آذار 2003 في العراق، أصيبت بكسر في ذراعها وقدمها وعمودها الفقري بالإضافة إلى تعرضها لإساءة جنسية.
وأضافت أن رواية الجيش بأنها قاتلت حتى آخر رصاصة على طريقة "رامبو"، غير صحيحة على الإطلاق، وأن هذا الأمر نزل عليها نزول الصاعقة عندما عادت إلى وطنها للعلاج حيث وجدت نفسها أسيرة وسائل الإعلام التي واصلت تكرار رواية البنتاغون.
وأوضحت أن دوريتها التي كانت في منطقة الناصرية لمحت مسلحين في الشارع وعلى أسطح المباني المحيطة، وأنه سرعان ما قتل ثلاثة جنود اميركيين جراء قذيفة صاروخية انفجرت في الحافلة، فيما قتل ثمانية آخرين في الاشتباك الذي اندلع إثر الهجوم الصاروخي، لتستيقظ لاحقا في إحدى غرف مستشفى صدام حسين العام.
وقالت "عندما استيقظت لم أكن أعرف أين أنا، كما لم يمكنني الحراك.. لم أكن قادرة على طلب النجدة من أحد أو حتى القتال." وأضافت أن الممرضات في المستشفى حاولوا التخفيف عنها، كما حاولوا في إحدى المراحل إعادتها إلى الاميركيين إلا أنهن فشلن. وقالت المجندة السابقة إنه في الأول من أبريل/نيسان قدمت القوات الاميركية لأخذها، موضحة: "دخل جندي إلى الغرفة، ونزع العلم الاميركي عن ذراعه وسلمني إياه وقال لي rsquo;نحن جنود اميركيون ونحن هنا لأخذك إلى الوطنlsquo; نظرت إليه وقلت: rsquo;نعم، أنا أيضا جندية اميركية.lsquo;"
من جهته قال واكسمان إن الجيش الاميركي "اخترع" الروايات عن تيلمان ولينش، مضيفا "أن أقل ما يمكن أن ندين به للجنود وأسرهم، هو إطلاعهم على الحقيقة، وهو ما لم يحصل مع أشهر جنديين في العراق وأفغانستان." وأصبحت لينش بطلة في نظر الاميركيين بعد أن صوّر الجيش الاميركي ما أسماه "عملية دهم جريئة" على المستشفى لتحرير المجندة، رغم أن الممرضات والموظفين كانوا قد صرحوا أن المستشفى كانت خالية من القوات العراقية ساعة عملية الإنقاذ المزعومة.
وكان الجيش الاميركي زعم أن لينش تعرضت لإطلاق النار والطعن خلال معركة مسلحة عنيفة مع القوات العراقية أودت بحياة أحد عشر من زملائها الجنود، ليتم الكشف لاحقا أن لينش لم تطلق رصاصة واحدة خلال القتال لأن مسدسها امتلأ بالرمال.
البيت الأبيض يحاول الحد من الاثار السلبية العراقية على بوش
وعلى صعيد متصل سعى البيت الأبيض اليوم الى التقليل من الآثار السلبية التي تخلفها اعمال العنف المتواصلة في العراق على معركة الرئيس جورج بوش ضد الحزب الديمقراطي المعارض وذلك بالتأكيد ان هناك "بصيصا" من الأمل ينبعث من بين "الدمار والتحديات في العراق". وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو في لقاء مع الصحافيين هنا ان "خطة تأمين بغداد بدأت في احداث بعض التأثير والنجاح" مشددة على ان الرئيس بوش يدرك ان صبر الشعب الأميركي محدود.
واعتبرت ان استراتيجية الرئيس بوش بارسال المزيد من القوات الاميركية الى العراق تأتي للعمل على تهدئة الاوضاع في بغداد وتنفيذا لمقترحات مجموعة دراسة العراق التي ترأسها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر وعضو الكونغرس السابق لي هاملتون. واقرت بيرينو بأن الكثير من الاميركيين يشعرون بالاحباط جراء الحرب في العراق غير انها انتقدت في الوقت ذاته "وضع جدول زمني اعتباطي او اتخاذ قرار متسرع بمغادرة العراق وترك فراغ ناجم عن ذلك الانسحاب السريع للقوات الاميركية".
وقالت ان الحكم على خطة تأمين بغداد وتقييمها بحاجة الى الانتظار حتى الخريف القادم مشيرة الى ان الرئيس بوش يأمل في ان يكون هناك قوات اميركية اقل في العراق بحلول ذلك الوقت. ولفتت بيرينو الى تأكيدات سابقة للرئيس بوش بأن القوات الاميركية ستبقى في العراق لفترة من الوقت ولن تنسحب على الأقل خلال الفترة المتبقية من رئاسته التي تنتهي في 20 يناير عام 2009.
ويواجه الرئيس بوش انتقادات حادة بسبب زيادة عدد القوات الاميركية في العراق وعدم وضع جدول زمني للانسحاب من هناك وعدم ممارسة ضغوط كافية على الحكومة العراقية لتحمل مسؤوليات الامن في البلاد.
ويسعى الحزب الديمقراطي الذي يسيطر على الكونغرس بمجلسيه الى إلزام الادارة الجمهورية بجدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق وهو ما يرفضه الرئيس بوش بشدة ويتعهد باستخدام حق الفيتو للحيلولة دون تمرير اي قانون في الكونغرس يتضمن جدولا زمنيا لسحب القوات.