إقالة محافظ البصرة لنزع فتيل أزمتها المتفجرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن،أنقرة، وكالات: أكد مصدر عراقي عليم لـ"إيلاف" عصر اليوم أن مجلس محافظة البصرة الجنوبية العراقية قرر إقالة المحافظ محمد صبح الوائلي لنزع فتيل أزمة متفجرة تشهدها المدنية نتيجة إعتصام متظاهرين حول مبنى المحافظة منذ أربعة أيام مطالبين بإقالة المحافظ الذي يتهمونه بفساد إداري وفشل في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين .
وأبلغ المصدر "إيلاف" في إتصال هاتفي من البصرة أن مجلس المحافظة الذي يضم 40 عضوًا قد صوت بأغلبية 27 صوتًا لصالح إقالة المحافظ محمد مصبح الوائلي من حزب الفضيلة الإسلامية . وأضاف أن المجلس يبحث حاليًا تعيين محافظ جديد لثاني أكبر المدن العراقية التي يقطنها أكثر من 3 ملايين نسمة على أن يكون منتميًا إلى حزب الفضيلة نفسه في عملية تسوية على ما يبدو بالإستجابة لمطالب المعتصمين الذين تحرضهم أحزاب شيعية في المدينة نفسها من جهة وبين إحتفاظ الحزب بالمنصب من جهة أخرى.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات قليلة من تحويل رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني جلسة المجلس اليوم إلى سرية لدى البدء بمناقشة الأوضاع الأمنية المتدهورة في مدينة البصرة .
وجاء هذا القرار الذي صوت عليه أعضاء البرلمان بأغلبية الحاضرين على خلفية الجدل الذي احتدم في جلسة أمس بعد طرح كتلة الفضيلة موضوع تهديدات أعضاء مجلس محافظة البصرة من بعض الجهات.
وكان حزب الفضيلة في البصرة الذي ينتمي إليه محافظها قد حذر من مغبة أن تتحول المحافظة إلى ما أسماه بـ "دارفور" جديدة تؤدي إلى إيقاف الحياة في عموم البلاد. وقال انه بعد وصول لجنة تقصي الحقائق إلى نتائج لا تدين المحافظ بأي شيء قامت قوى في داخل المجلس بتهديد أعضاء قائمة الوفاق الوطني وقائمة تجمع عراق المستقبل وقائمة حركة الدعوة الإسلامية بالتصويت ضد محافظ البصرة وإلا سيتعرضون هم وعوائلهم للقتل والخطف والتفجير.
وطالب نواب كتلة الفضيلة في مجلس النواب بوضع حد لهذه التهديدات وتهدئة الوضع في البصرة، فيما اعترض بعض نواب كتلة الائتلاف العراقي الموحد على إدراج هذا الموضوع في جدول أعمال الجلسة معتبرين ذلك إثارة للوضع هناك.
وطالب رئيس كتلة الفضيلة في مجلس النواب حسن الشمري بتشكيل لجنة حيادية لبحث الأوضاع في البصرة بعد التهديدات بالقتل . وأعرب عن استغرابه من عدم مبادرة مجالس الرئاسة والوزراء والنواب لحل الوضع في البصرة وقال: "عندما أثرنا موضوع التظاهرة في الجلسة السابقة ساعدنا في منع قتل المحافظ". وأضاف "إذا كانت هناك إدانة قانونية بحق المحافظ أو فساد إداري فليقدموها ونحن أول من سيطالب بإقالته". من جانبه قال النائب محمد الحميداوي عن الفضيلة إن جميع الكتل السياسية تعهدت بعدم دعم أعمال العنف والتظاهرة التي خرجت قبل أيام في البصرة .
ومن جهته قال هادي العامري رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب النقاشات التي حصلت قبل خروج التظاهرة كانت مضرة وإن الحديث الآن لا يحل مشكلة وإذا كانت المشكلة مع الدولة، فعلينا إستدعاءها ومناقشتها وإذا كان مع الكتل السياسية فيجب أن نناقشها بين الكتل.
وقال الناطق الرسمي باسم حزب الفضيلة الإسلامي في البصرة إن بعض القوى والميليشيا التابعة لجماعة "ثأر الله " و"حركة سيد الشهداء" هددت بقتل بعض أعضاء مجلس المحافظة من الكتل الأخرى.
وفي وقت سابق اليوم نفى محافظ البصرة الوائلي نبأ مغادرته البصرة، ووصف تعامل الحكومة العراقية مع الأزمة التي تعيشها المحافظة منذ فترة بـ "الضعيف".. مجددًا الحديث عن وقوف "قوى أجنبية" وراء الأحداث الأخيرة والقوى التي تدعو إلى عزله عن منصبه.
وأضاف الوائلي في تصريح صحافي:"الأنباء التي ترددت عن مغادرتي المحافظة هي أنباء عارية عن الصحة تمامًا، وأنا أمارس عملي كمحافظ مسؤول عن أمن واستقرار محافظة من أهم محافظات العراق". وأوضح قائلاً: " أقوم بإفتتاح المشاريع، وسماع شكاوى المواطنين، وكل ما يمليه علي منصبي من واجبات".
وتشهد البصرة توترات أمنية في الفترة الأخيرة على خلفية مطالبة بعض التيارات السياسية فيها بإقالة المحافظ الذي ينتمي إلى حزب الفضيلة لإتهامات تتعلق بفساد مالي وسوء إدارة .
ووصف المحافظ بدوره تلك الجهات بأنها "مرتبطة بجهات أجنبية" في إشارة إلى إيران وتسعى لتنفيذ مؤامرة ضده وضد مدينة البصرة. وكانت أنباء قد ترددت في البصرة بأن المحافظ قد غادرها بسبب تداعيات تلك الأزمة العالقة منذ أكثر من عشرة أيام . وأعتبر الوائلي أن تعامل الحكومة المركزية في بغداد مع الأزمة الحالية في البصرة "ضعيف".
وكانت التيارات المناهضة للوائلي قد نظمت تظاهرات وإعتصامات في المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية وحاصرت مبنى المحافظة ومجلسها للمطالبة بإقالة المحافظ . وصف المحافظ اليوم المعتصمين بأنهم لا يمثلون مدينة البصرة ،التي يبلغ سكانها حوالى ثلاثة ملايين نسمة... فهم بضع مئات. وأضاف: "لقد أوضحت في أوقات سابقة أن هناك قوى أجنبية تحرك بعض تلك الجهات التي تقف وراء التظاهرات والإعتصامات الأخيرة".
زيباري يناقش في أنقرة اجتماع العراق الموسع
من جهة أخرىوصل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى أنقرة اليوم في إطار جولة إقليمية لحشد التأييد اللازم لإجتماع وزراء الخارجية الموسع للدول المجاورة للعراق الذي سيعقد في منتجع شرم الشيخ المصري في الثالث والرابع من الشهر المقبل. ويتميز المؤتمر بالمشاركة الدولية الضخمة حيث ستحضر الولايات المتحدة والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن والسبع الكبار والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية لبحث كيفية وقف العنف في العراق وتشجيع الحوار بين الأطراف الدولية ودول الجوار.
وتأتي زيارة زيباري لتركيا من أجل اقناعها بالمشاركة على مستوى وزير خارجية في الاجتماع.وكانت أنقرة قد أعلنت في وقت سابق أن المؤتمر سيعقد في اسطنبول الا أنه تم تغيير المكان الى شرم الشيخ بعد معارضة العراق وايران.وتأخذ تركيا على العراق تغيير المكان فجأة دون تشاور معها ما اعتبرته اهانة لها.
ويحاول زيباري خلال زيارته لتركيا شرح أسباب إنعقاد المؤتمر في مصر وليس تركيا وتأكيد أن تغيير المكان لا يعني ردة فعل سلبية تجاهها. وكان زيباري قد إستبق تركيا بزيارة إلى إيران التي ترفض عقد إجتماع دولي موسع وتريد أن يقتصر على دول الجوار فقط.
وكانت إيران قد ألمحت عن عدم رغبتها في حضور المؤتمر ما لم تفرج القوات الأميركية في العراق عن خمسة من مواطنيها إعتقلوا في مقر ملحقيتها في أربيل مطلع العام الجاري بيد أن مسؤولين حكوميين عراقيين رجحوا مشاركتها بأعمال المؤتمر في نهاية المطاف