الحلف الأطلسي يناقش الدرع المضادة ومواضيع خلافية في نظر روسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بوتين: روسيا ليست بحاجة الى ثورات
موسكو، أوسلو: يناقش وزراء خارجية الدول ال26 الأعضاء في الحلف الأطلسي والمجتمعون في أوسلو اليوم الجمعة مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ مع روسيا، إضافة إلى مواضيع أخرى تعتبرها موسكو خلافية، مثل كوسوفو والشراكة مع دول البلقان وأوكرانيا، بحسب مسؤولين في الحلف. وكان اجتماع مجلس الحلف الأطلسي وروسيا الذي يتمحور حول مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ وتعليق موسكو معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، تحول بالأمس إلى مواجهة مباشرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
: يناقش وزراء خارجية الدول ال26 الأعضاء في الحلف الأطلسي والمجتمعون في أوسلو اليوم الجمعة مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ مع روسيا، إضافة إلى مواضيع أخرى تعتبرها موسكو خلافية، مثل كوسوفو والشراكة مع دول البلقان وأوكرانيا، بحسب مسؤولين في الحلف. وكان اجتماع مجلس الحلف الأطلسي وروسيا الذي يتمحور حول مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ وتعليق موسكو معاهدة القوات التقليدية في أوروبا، تحول بالأمس إلى مواجهة مباشرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.ولا يحضر لافروف الجمعة أعمال اجتماع الحلف الأطلسي، لكنه سيجري على هامش اللقاء محادثات ثنائية مع وزير الخارجية النروجي يوناس غار ستور الذي تتحفظ بلاده عن نشر الولايات المتحدة صواريخ اعتراضية في بولندا ومحطة رادار في الجمهورية التشيكية.
وستخيم ريبة موسكو حيال توسع الحلف الأطلسي والتي عبر عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة الخميس، على اليوم الثاني من اجتماع الوزراء غير الرسمي.
وينشر الحلف الأطلسي 16 ألف عنصر في إقليم كوسوفو الصربي الانفصالي ذي الغالبية الألبانية (كفور) منذ طرد القوات الصربية منه عام 1999، وسيجري "مناقشة معمقة" للقضية، كما أعلن الأمين العام للحلف يأب دي هوب شيفر.
وذكر متحدث باسم الحلف أن المنظمة لا تملك سلطة القرار بالنسبة إلى مستقبل الإقليم الخاضع لإدارة الأمم المتحدة، لكنها تدعم توصيات موفد المنظمة الدولية مارتي اهتيساري الذي اقترح منح الإقليم استقلالا بإشراف دولي.
وسيتم تكليف قوة الحلف الأطلسي السهر على حسن تطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي عندما يتفق أعضاؤه على الوضع النهائي للإقليم. وقد يشكل هذا الأمر مهمة معقدة في حال استخدمت روسيا، كما هددت، حق الفيتو ضد استقلال ترفضه بلغراد.
وسيبحث الوزراء من جهة أخرى في العلاقات بين مؤسسات دولهم وكرواتيا ومقدونيا والبوسنة، وهي الدول الثلاث التي تنتظر الانضمام إلى الحلف الأطلسي وقد تدعى عام 2008 إلى بدء مفاوضات في هذا الصدد.
وسيختتم الوزراء ال26 إعمالهم باجتماع مع نظيرهم الأوكراني في إطار لجنة أوكرانيا-الحلف الأطلسي.
وجمدت حكومة كييف التي تهيمن عليها أحزاب موالية لروسيا، العلاقات مع الحلف عند مستواها الحالي، لكن الحلف وأوكرانيا اعتادا على التنسيق في عمليات خارجية لإدارة الأزمات.
تدعيات وخلفيات اعلان بوتين: رد مبدئي على الدرع الاميركي
يرتأى فلاديمير بوتين جدوى في فرض تجميد مؤقت "موراتوريوم" على تنفيذ معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا التي عقدها عام 1990 حلف وارسو السابق وحلف الناتو. وقد أذاع فلاديمير بوتين هذا النبأ الذي فاجأ وأزعج، حسب الافتراض، بلدان الناتو امس في رسالته السنوية الثامنة وهي الأخيرة خلال فترتي صلاحياته الرئاسية إلى البرلمان الروسي.
وعلل الرئيسالروسي خطوته معتبرا إن المعاهدة فقدت معناها بعد اختفاء حلف وارسو من خريطة العالم السياسية. في حين تفرض هذه الوثيقة على روسيا ذلك الوضع غير المقبول الذي يقيد حريتها في نشر قوات ذات مهمات عامة في أراضيها. وذكر بوتين أن روسيا لم توقع وتصادق على معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا فحسب بل ونفذت عمليا كل بنودها. وعلى وجه الخصوص سحبت روسيا من شطرها الأوروبي كل أنواع الأسلحة الثقيلة. والأزيد من ذلك فهي لم تتخذ حتى تفاقم الوضع في الشيشان (قبل عدت سنوات) ذريعة للانحراف عن حرف وروح المعاهدة.
وفي الوقت نفسه يرى الرئيس الروسي أن سلوك الشركاء الغربيين في هذه المعاهدة لا يصمد أمام النقد. فالعديد منهم رفضوا المصادقة على هذه الوثيقة بعد تعديلها بالإشارة إلى اتفاقات إسطنبول بشأن سحب القوات الروسية من جورجيا وبريدنيستروفيه. ودحض بوتين هذه الإشارات كخالية من أي أساس. وأورد سببين لذلك هما أولا، أن سحب القوات مهمة تتطلب من حيث طبيعتها فترة طويلة من الزمن وروسيا تقوم بتنفيذها، وثانيا، أن نشر الأسلحة التقليدية في أوروبا لا يمت بأية صلة قانونيا إلى الاتفاقات التي قد تم عقدها في إسطنبول.
والحقيقة هي - حسب رأي بوتين - أن الناتو يستغل معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا عمدا كستار لتمويه جهوده الرامية إلى تضييق الخناق علي روسيا بأحبولة من القواعد العسكرية. وأضيف إلى ذلك في الشهور الأخيرة خطر آخر يهدد الاستقرار الأوروبي ألا وهو فكرة نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في تيشكيا وبولندا. ومما يفضح أيضا نقص النزاهة في سلوك الشركاء الغربيين رفض سلوفاكيا ودول البلطيق الانضمام إلى المعاهدة رغم أنها كانت قد أعلنت نيتها في الانضمام سابقا. واستقبل الجمهور المتكون من حوالي 500 وزير وشخصية سياسية واجتماعية ودينية مجتمعين في الكرملين بالتصفيق إعلان بوتين عن فرض التجميد المؤقت على تنفيذ المعاهدة من جانب روسيا. وحذر الرئيس الروسي من أن مدة الموراتوريوم سوف تمتد إلى أن تصادق كل دول الناتو على هذه الوثيقة وتبدأ بتنفيذها. وعلاوة على ذلك فهو لم يستبعد إمكانية انسحاب روسيا كليا من المعاهدة فيما لو فشلت المفاوضات بهذا الشأن في إطار المجلس المشترك بين روسيا والناتو.
وقد بين خطاب بوتين من جديد أن واشنطن والعواصم الأخرى قللت بجلاء من شدة قلق موسكو بإقامة عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الوسطى. ويعتقد الرئيس الروسي أن أول نشر فعلي في التاريخ للأسلحة الأمريكية في العالم القديم هو موضوع يخرج عن نطاق العلاقات الروسية - الأمريكية ويتطلب المناقشة بالدرجة الأولى في محفل أوروبي عام عالي الشأن. ويمكن أن توفر هذا المحفل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وهي - حسب رأيه - منظمة منغمسة أكثر من اللزوم في البحث عن شوائب طفيفة على قد قملة في الفضاء السوفيتي السابق على حساب وظائفها الأساسية المفيدة حقا.
وعلى الرغم من تشدد موقف روسيا من الأسلحة التقليدية في أوروبا تخللت فصل الشؤون الدولية من رسالة بوتين عامة روح الاعتدال البعيدة عن النبرة الهجومية التي اتصف بها خطابه الشهير في مونيخ. ودعا الرئيس بعبارات عامة للتحلي بـ"أخلاقيات جديدة" في العلاقات الدولية تخلو من فرض نماذج التطور الديمقراطي الدخيلة على الشعوب. ومن المحتمل أن تصبح المكتبة الرقمية الدولية التي قد اتفق بوتين مع بوش، كما اتضح، على إنشائها، أول نموذج ملموس لهذه الأخلاقيات الجديدة.
من جهتهميعتبر خبراء روس مقترح بوتين حول إعلان روسيا موراتوريوم على تنفيذ معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا دليلا آخر على ممارسة موسكو سياسة خارجية حازمة. فقال سيرغي ماركوف رئيس معهد البحوث السياسية في تصريح أدلى به لنوفوستي إن الرئيس الروسي بين بكل جلاء أن "روسيا لن تقف متفرجة على سباق التسلح الذي فرضته الولايات المتحدة".
وأضاف الخبير أن البلدان الغربية لا تسعى إلى سباق التسلح وهذا يبقي حسب رأيه فضاء واسعا للتعاون. ويشاطره وجهة النظر هذه الكسندر بيكايف خبير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية. فقال إن تصريح بوتين صدر "بروح سياسة خارجية حازمة جديدة". كما قال بيكايف به إن "روسيا قررت إشعار الغرب بأنها لا تنوي مواصلة التسليم بالوضع الراهن وأعلنت عن عدم التزامها بالمعاهدة طالما الغرب لا يصادق عليها".
من جهته يعتبر رئيس لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف تصريح الرئيس فلاديمير بوتين حول إمكانية انسحاب روسيا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا خطوة صائبة وفي وقتها. أعلن كوساتشوف هذا أمام الصحفيين تعليقا على رسالة الرئيس الروسي إلى الجمعية الفدرالية التي أعلن فيها عن إمكانية فرض موراتوريوم على الالتزام بالمعاهدة.
وأوضح كوساتشوف أن انسحاب روسيا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا عمليا يعني أن بلدنا سيتخذ في المستقبل قرار نشر قواعدنا ووحداتنا العسكرية وزيادة الأسلحة استنادا إلى مصالحنا الوطنية فقط. واستبعد عضو البرلمان وجود أي علاقة بين تصريح الرئيس الروسي وقرارات الولايات المتحد حول نشر عناصر الدفاع المضاد للصواريخ في أراضي بلندا وتشيكيا على مقربة من الحدود الروسية.