رئيس الوزراء اليمني: الحل الوحيد في صعدة هو الحل العسكري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: أكد رئيس الوزراء الجديد في اليمن أن حكومته لن تتفاوض مع المتمردين الزيديين لإنهاء التمرد المتصاعد في شمال غرب البلاد، واتهم ليبيا وربما إيران بالتورط في هذا النزاع. وقال علي محمد مجور في لقاء مع فرانس برس هو الأول مع الصحافة الأجنبية منذ تعيينه من قبل الرئيس علي عبدالله صالح، إن الحل عسكري بالتأكيد. ليس هناك أي حل سوى الحل العسكري.
ومجور (54 عامًا) الذي يعد تكنوقراطيًا وقد تابع دروسه في مدينة غرونوبل الفرسية، كان يشغل منذ شباط (فبراير) 2006 منصب وزير الكهرباء إلى أن عينه صالح في آذار(مارس) الماضي رئيسًا للوزراء. وعند تقديمه برنامجه أمام البرلمان في 17 نيسان (أبريل)، تجاهل مجور النزاع الدامي الذي يعصف بمحافظة صعدة التي لا تبعد سوى مئتي كيلومتر عن العاصمة صنعاء، الأمر الذي لم يرق لبعض النواب.
وكان النائب صخر الوجيه قال في ذلك اليوم رافعًا البرنامج بيده إنه لا توجد أي كلمة عن الحرب، أي كلمة على الإطلاق. وقال النائب لفرانس برس إن الحل العسكري ليس حلاً. ويعكس هذا الصمت من قبل الحكومة التعتيم الذي تود السلطة أن تحيط به موضوع التمرد في صعدة. ويمنع على الزوار والصحافيين منهم بشكل خاص زيارة هذه المحافظة وتكتفي الصحافة اليمنية بنشر أنباء هي أشبه بالشائعات.
وأضاف مجور الذي يتكلم الفرنسية في سياق رده على سؤال حول سبب عدم محاولة الحكومة التوصل إلى حل تفاوضي مع المتمردين، "لقد حاولنا".
وأضاف أن الدولة حاولت التفاوض مع الحوثي، في إشارة إلى بدر الدين الحوثي الذي خلف ابنه حسين على رأس التمرد منذ مقتل الأخير عام 2004، وأردف بالقول: "إلا أنه لا يفهم إلا اللغة العسكرية ( ..) لقد انتهى وقت المفاوضات". وبالرغم من التعتيم وفي الوقت الذي يحكى عن خسائر كبيرة تتكبدها القوات الحكومية في القتال، قال رئيس الوزراء إن الحل العسكري يسير بشكل جيد، مؤكدًا أن الإنتصار مسألة بضعة أسابيع فقط.
ودلالة على المصاعب التي يواجهها الجيش، أكد رئيس الوزراء ان السلطة قررت "تشجيع المتطوعين" على الذهاب للقتال في الشمال. وقد اشار دبلوماسيون في هذا السياق ان الالاف من عناصر العشائر من جميع المحافظات قد تمت تعبئتهم لهذا الهدف. ولا يعطي مجور أرقامًا عن الخسائر التي تتكبدها القوات الحكومية إلا أنه يؤكد أن الخسائر "كبيرة" في صفوف المتمردين. وعما إذا كان المتمردون يحصلون على دعم خارجي، قال مجور "نعم".
وقال في هذا السياق: "لقد حصلوا على المساعدة من الخارج، وخاصة من ليبيا. علينا أن نكون واضحين (..) ربما أيضًا من إيران"، دون أن يحدد شكل هذه المساعدة.
وعما إذا كانت الحكومة تملك أدلة تثبت هذا التورط، قال مجور إنها ليست بالضبط أدلة، وإنما مؤشرات. إلا أن الأمور واضحة بالنسبة إلى مجور، فهو يعتبر أن الحوثيين إرهابيون وأن الحرب ضدهم جزء من الحرب على الإرهاب. لكن ليس كل حلفاء اليمن يشاطرون هذا الرأي، فالأوروبيون يعتبرون أن النزاع في صعدة "مسألة داخلية بحتة" على ما أكد دبلوماسي لفرانس برس.
أما الولايات المتحدة فتعتبر أن النزاع مزيج بين الإثنين. لكن مجور يعتبر أيضًا أن أحد أسباب الحرب في صعدة هو الفقر والبطالة. وفي هذا البلد الذي يعد من الأفقر في العالم، يعد سكان صعدة المنسيين من قبل الدولة المركزية، من بين أفقر سكان البلاد. وخلص مجور إلى القول على الدولة أن تقوم بالكثير من الأشياء لأجل صعدة، خاصة في مجال التعليم والصحة وإنشاء الوظائف والحد من الفقر.